التهاب اللثة من أمراض الفم والأسنان الشائعة، تابع المقال لمعرفة كيف يتم تشخيصه والأسباب الكامنة وراءه وكيف يتم علاجه؟
يعرف التهاب اللثة بأنه حالة الالتهاب التي تصيب اللثة والتي تنتج عادة عن عدوى جرثومية، وإذا لم تعالج بشكل مناسب فقد يتطور الأمر إلى التهاب النسج حول السنية والتي يمكن لها أن تتلف الأسنان وتؤدي لخسارتها نتيجة تدمير الأربطة الداعمة للأسنان.
يختلف التهاب اللثة عن التهاب العصب بالمنشأ والتظاهر المرضي، وبينما أن كلاهما يحدث نتيجة عدوى بكتيرية فإن التهاب اللثة ناتج عن تراكم البلاك ومخلفات الطعام على اللثة وجذور الأسنان، ويكون الألم متوضّعا في مكان الالتهاب. بينما يحدث التهاب العصب نتيجة النخور السنية البالغة التي تصل إلى العصب وتبدأ بنخره، ويمتد الألم على مسار العصب بكامله ولعلّه يتمادى أكثر ويصل حتى الوجه أو العينين أو الأذنين.
يختلف التهاب اللثة من حيث مسبباته ومنشئه وطبيعة الإصابة إلى عدة حالات مختلفة، منها التهاب اللثة الحاد وهو الحالة الأعم والتي تشفى بالمعالجة دون إحداث ضرر دائم، والتهاب اللثة المزمن المنتهي بالتهاب النسج حول الأسنان، إضافة إلى التهاب اللثة العدائي والتهاب اللثة العدائي المعمم وهي حالات متقدمة وخطرة وقد تنتهي بخسارة الأسنان.
يشيع عند الأطفال التهاب اللثة المزمن، ويسبب عادة تورم نسيج اللثة واحمراره وسهولة النزف منه. والتهاب اللثة عند الأطفال قابل للتجنب وسهل العلاج في حال الالتزام بتفريش والعناية بالأسنان بانتظام وبالمعالجة الطبية. علاوة على أنه إذا أهملت معالجته فقد يتفاقم إلى أشكال أخطر من الأمراض السنية.
تصاب بعض النسوة بتورم وانتفاخ في اللثة يمكن أن ينزف خلال فترة الحمل. تنتج نزوف اللثة عادة عن تراكم البلاك على الأسنان. قد تجعل التغيرات الهرمونية لدى المرأة أثناء الحمل اللثة أوهن مما هي عليه مسببة التهابها ونزفها، وهو ما يطلق عليه التهاب اللثة الحملي. من المهم جدا العناية بصحة الأسنان زيادةً على المعتاد خلال فترة الحمل للوقاية من مشاكل والتهابات اللثة.
قد يسبب تراكم البلاك على التلبيسات أو في حال عدم تموضع التلبيسات بشكل صحيح التهاب اللثة ونزفها كذلك نتيجة الضغط الزائد على اللثة، وفي هذه الحالة قد يتطلب إزالة التلبيس لأجل العلاج.
إذا لم يكن تراكم البلاك على الأسنان هو السبب بالتهاب اللثة فإن السبب غالبا هي الفطريات. يحدث التهاب اللثة الفطري عند التعرض لعدوى بالفطريات تسبب ظهور تقرحات بيضاء مؤلمة على اللثة تترافق بنزيف وتتطلب علاجًا دوائيًّا بمضادات الفطور.
التهاب اللثة الحاد هو الشكل الأولي للإصابة والمتظاهر بالأعراض الحادة التي تضم الألم والاحمرار والتوذم والحرارة والنزف، وهو شكل يمكن علاجه بسهولة ولا يسبب أذية دائمة في الأسنان أو اللثة. قد يتطور الالتهاب الحاد إلى التهاب مزمن إذا لم يعالج بشكل صحيح أو إذا أهملت معالجته.
من الممكن أن يكون التهاب اللثة أشد وأكثر حدة إذا كان المريض مصابًا بالسكري، ذلك بأن مستويات السكر المرتفعة في الدم تضعف الأوعية الدموية وتخرب الأعصاب وتجعل الجسم ضعيف المقاومة ضد الجراثيم والفطريات. وعلى ذلك فإن أي عدوى إذا لم تراقب عن كثب وبعناية شديدة لدى مريض السكري فقد تتفاقم إلى أذية شديدة. وكذلك تساعد كميات السكر المرتفعة في لعاب المريض على تهيئة وسط مناسب لنمو الجراثيم والفطور في الفم وإحداث النخور والالتهاب اللثوي.
اقرأ أكثر: أشهر أمراض اللثة: الأسباب وطرق العلاج
قد لا يبدي التهاب اللثة أي أعراض، فلا يعي معظم المرضى إصابتهم بالتهاب لثوي. وقد تظهر الأعراض الآتية في حالات أخرى:
احمرار وتورم اللثة
نزف اللثة عند تفريش الأسنان أو تنظيفها بالخيط
تراجع اللثة عن مستوى الأسنان
فقدان الأسنان
تغير في طريقة انطباق الأسنان عند العض إلى الداخل
تقيح بين الأسنان واللثة
ألم مع المضغ
حساسية الأسنان
عدم تلاؤم أطقم الأسنان
رائحة كريهة للفم لا تزول بعد تفريش الأسنان
اقرأ أكثر: أعراض التهاب عصب السن وطرق العلاج
يحدث الالتهاب بشكل أساسي أكثر الأمر نتيجة تراكم البلاك وفضلات الطعام في منطقة الاتصال بين اللثة والأسنان نتيجة قلة العناية بنظافة الفم وعدم تفريش الأسنان جيدا أو تفريشها بشكل خاطئ. وتضم العوامل المؤهلة للإصابة بالتهاب اللثة كذلك:
التدخين ومضغ التبغ
الإصابة بالداء السكري
تعاطي بعض أنواع الأدوية كموانع الحمل الفموية والستيروئيدات ومضادات الصرع ومثبطات قنوات الكالسيوم والمعالجة الكيميائية.
اعوجاج الأسنان
التركيبات السنية غير المتلائمة
الحشوات المكسورة
الحمل
ضعف المناعة في حالات الإصابة بالإيدز.
يهدف علاج التهاب اللثة إلى استعادة الاتصال الصحي بين الأسنان واللثة وتقليل التورم وتخفيض خطر العدوى وإلى وقف تقدم المرض. وتختلف الخيارات العلاجية بناء على مرحلة المرض وكيفية استجابة المريض للعلاج المبكر وصحته العامة. وتتباين الخيارات بدءًا من المعالجات غير الجراحية التي تضبط نمو الجراثيم، من ذلك تنظيف الأسنان العميق وإزالة البلاك عن مناطق اتصال اللثة بالأسنان والمعالجة بالصادات الحيوية، وصولا إلى الجراحة لترميم النسج الداعمة للأسنان.
اقرأ اكثر: الإبتسامة اللثوية: الأسباب والعلاج
تحتاج المراحل المتقدمة من التهاب اللثة إلى الجراحة لاستعادة الأجزاء المتضررة من اللثة والنسج الداعمة للأسنان، من الإجراءات الجراحية المتبعة:
عملية السديلة: في هذا الإجراء يعاد سحب اللثة إلى الأعلى وتزال الرواسب، وتنعم السطوح غير المنتظمة للعظم المتضرر في بعض الحالات للحد من المناطق التي يمكن للجراثيم المسببة للمرض ولوجها، ويعاد تموضع اللثة بعد ذلك بحيث تحيط بجذر السن كما السابق. تقلل هذه الطريقة من المسافة بين اللثة والأسنان وعليه تقلل من المساحات التي يمكن للجراثيم استغلالها للنمو والإمراض.
الطعوم العظمية: يضم هذا الإجراء استخدام قطع من عظم المريض نفسه لتحل محل العظم المتهتّك نتيجة المرض. يعمل الطعم عمل منطلق لإعادة إنماء العظم وهو ما يستعيد ثباتية الأسنان.
طعوم النسج الرخوة: يعاد تطبيق زرعات رقيقة من اللثة أو حشوات في المناطق التي انحسرت اللثة فيها. تؤخذ الطعوم غالبا من سقف الفم وتخاط في أماكنها في المنطقة المتأثرة.
تعرف على: قص اللثة : الأنواع والمخاطر والأسعار
بالإمكان استخدام طيف واسع من الأدوية لعلاج التهاب اللثة يتم اختيارها بناء على مرحلة المرض ونوعه، تضم هذه الأدوية:
الغسولات الفموية المطهرة الحاوية على الكلورهيكسيدين
المضادات الحيوية المجهرية المصنوعة من المينوسيكلين والممكن إدراجها في اللثة بعد التنظيف عند الطبيب
الصادات الحيوية الفموية والممكن استخدامها لعلاج مناطق الالتهاب المستمر من اللثة، يستخدم الأموكسسلين والأمبيلسيين لعلاج عدوى الأسنان أكثر الأمر.
الدوكسي سايكلين، وهو مضاد حيوي يقي من التخريب الأنزيمي للأسنان.
ينصح باستخدام غسول فموي مطهر بشكل منتزم للتخلص من التهاب اللثة الناتج عن الجراثيم جنبا إلى جنب مع تفريش الأسنان وتنظيف المسافات بينها.
يمكن استخدام جل كورسوديل 1% من أجل التهاب اللثة، يحوي جل التهاب اللثة على الكلورهيكسيدين المطهر للفم والأسنان وعالي الفعالية ضد الميكروبات والجراثيم إذ يخترق طبقات البلاك ويقتل الجراثيم المسببة للالتهاب.
يستحب استخدام معاجين الأسنان الخاصة بالأسنان الحساسة في حالات أمراض اللثة، إذ تغلق المواد الموجودة في هذه المعاجين المسامات الصغيرة في جذور الأسنان المنكشفة فتقي من تسرب الجراثيم إليها وتسكن ألم الأسنان.
يمكن لبعض التدابير المنزلية المساهمة في علاج التهاب اللثة أو الوقاية منه، وهي لا تغني عن المعالجة الطبية المتخصصة لكنها ذات فائدة في تسريع الشفاء والحفاظ على صحة الفم، ومن هذه التدابير:
للماء والملح فائدة كبيرة في تدبير التهاب اللثة، إذ إن الملح مطهر طبيعي يساعد على قتل الجراثيم والفطريات التي تنمو في الفم وتسبب الالتهاب. كما يفيد الماء والملح كذلك في:
تخفيف تورم اللثة
تسكين الألم
تقليل التلوث
إزالة بقايا الطعام
تحسين رائحة الفم الكريهة.
يمكن استخدام العسل بدهنه موضعيًّا على اللثة ويفيد في تقليل الالتهاب والتورم وخفض كمية الجراثيم، وحتى لو لم تعاني من التهاب الثة يمكنك الاستفادة من العسل في الوقاية منها إذ يمنع تراكم وتكاثر الجراثيم حول اللثة.
وجد أن للصفات المضادة للجراثيم الموجودة في الثوم أثر كبير في تقليل كميات البكتيريا والميكروبات المتراكمة على اللثة والأسنان والمسببة لالتهاب اللثة.
يعرف عن زيت الزيتون مزاياه في إزالة البقع والتصبغات عن الأسنان، وكذلك فإن له خصائص حافظة تمنع تكاثر ونمو الفطور والجراثيم في مكان وجوده، ولهذا فإن تطبيقه على اللثة مفيد في الوقاية من التهاب اللثة.
تشير عدة من الدراسات إلى أن لتطبيق القرنفل فائدة في تخفيف الالتهاب والتخلص من البلاك، وذلك لخصائص القرنفل المضادة للأكسدة، وكذلك فأن للقرنفل تأثيرًا مسكنًا للألم يجعل من زيت القرنفل مادة ذات شعبية كبيرة لآلام الأسنان.
المصادر:
Healthline + NIH + NHS + Webmd + Healthline
خدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة