رواسب الكولسترول حول العين: الأسباب والعلاجات

تمثل رواسب الكولسترول حول العين مشكلة جمالية مزعجة تظهر لدى العديد من الأشخاص. قد يلاحظ ظهور بقع صفراء ناعمة الملمس على الأجفان أو حول العين دون وجود ألم أو أعراض مرافقة. تبدو هذه الترسبات وكأنها مجرد تغيرات جلدية عادية، ولكن رغم كونها غير ضارة إلا أنها قد تقترن مع عوامل مثل ارتفاع مستويات الكوليسترول أو الاستعداد الوراثي.

وعلى الرغم من أن هذه الترسبات لا تؤثر على الحالة الصحية ولا تشكل خطرًا صحيًا، لكنها مزعجة ومقلقة من الناحية الجمالية.

حاول الأطباء والباحثون على مر السنين فهم العوامل التي تؤدي إلى ظهور هذه الترسبات وكيفية التعامل معها. وعلى الرغم من تقبل البعض لها وعدم محاولة التخلص منها، لكن الكثير من الأشخاص يحاول إزالتها سواءً بالطرق الطبية أو التجميلية.

فما الذي يسبب ظهور ترسبات الكولسترول هذه؟ وهل يمكن الوقاية منها؟ وما هي أحدث الطرق الطبية للتخلص منها بشكل آمن وفعال؟ تابع قراءة المقال لمعرفة المزيد.

ما هي رواسب الكولسترول حول العين؟

رواسب الكولسترول حول العين هي عبارة عن بثرات صفراء اللون تظهر على جلد الأجفان أو المنطقة المحيطة بالعين، وهي غير ضارة عادةً. تتضمن هذه الرواسب داخلها كميات من الكولسترول، وتكون إما رخوة أو نصف صلبة، وهي غير مؤلمة وليست ضارة كذلك، لكن حجمها وامتدادها يمكن أن يزداد مع مرور الوقت، ما يسبب مشكلة جمالية أكبر.

قد يشير وجود رواسب الكولسترول هذه حول العينين إلى بعض الاضطرابات الصحية مثل اضطراب مستويات الكولسترول في الجسم أو الإصابة بمرض السكري أو مقدماته أو أمراض الغدة الدرقية، إلا أن هذه الحالات ليس بالضرورة أن تكون موجودة، فقد تظهر الترسبات الكولسترولية دون وجود مشكلة صحية واضحة.

تشير بعض الدراسات إلى أن ظهور رواسب الكولسترول لدى شخص ما، يدل على احتمالية إصابته بأحد الأمراض التالية في المستقبل:

• أمراض القلب.
• تصلب الشرايين (لا يرتبط مع ارتفاع مستويات الكولسترول ويحدث حتى لو بقيت طبيعية).
• ارتفاع كولسترول الدم.

تظهر هذه الرواسب لدى متوسطي العمر عادةً ما بين 35 و 55 سنة ولدى كبار السن وخصوصًا النساء، ويمكن أن تظهر في أي عمر ما بين 20 – 70 عامًا، وتشكل تحديًا من الناحية الجمالية يسعى الكثير من الأشخاص للتخلص منه. وهي النمط الأكثر شيوعًا من الرواسب الكولسترولية التي تصيب الجلد بشكل عام، إلا أن نسبتها بين الناس هي 1% فقط.

ما هي أسباب ظهور رواسب الكولسترول حول العين؟

تتضمن أسباب ظهور رواسب الكولسترول حول العين كلًا من:

• ارتفاع مستويات الكولسترول الوراثي (العائلي).
• مرض السكري.
• السمنة وزيادة الوزن.
• أمراض الغدة الدرقية، وبشكل خاص خمول الغدة الدرقية.
• الحالات والأمراض الالتهابية.
• شرب الكحول.

يوجد ارتفاع في مستويات الكولسترول عند نصف المرضى الذين تظهر لديهم رواسب الكولسترول الجلدية. ويعتقد بأن ارتفاع مستويات الكولسترول في هذه الحالات يكون إما موروثًا من أحد الوالدين أو ناتجًا عن مشكلة في الكبد. وكذلك فإن النصف الآخر من المصابين بالترسبات الجلدية لا يعانون من ارتفاع كولسترول الدم.

وتشمل عوامل الخطر لظهور الرواسب الكولسترولية في الجلد كلًا من:

• الجنس المؤنث.
• السمنة.
• التدخين أو استهلاك التبغ أو منتجاته.
• ارتفاع الكولسترول والسكري.
• مرض ارتفاع ضغط الدم.
• التاريخ العائلي لارتفاع الكولسترول في الدم أو الترسبات الجلدية.

لا يسبب ارتفاع كولسترول الدم أي أعراض في المراحل الأولى منه، ويمكن التحقق من الإصابة به من خلال التحاليل المخبرية للدم.

كيف يتم تشخيص ترسبات الكوليسترول حول العين؟

يستطيع الطبيب معاينة ترسبات الكوليسترول حول العين ورؤيتها على جلد الأجفان وحولها، وقد توجد منطقة  ترسب واحدة أو أكثر، وفي حالة وجود أكثر من ترسب فقد تبدو متناظرة أو متشابهة على كل من الأجفان.

لا يتطلب تشخيص رواسب الكولسترول اختبارت أو تحاليل طبية، لكن قد يجري الطبيب تقييمًا موسعًا ليضم كلًا من:

• قياس مستويات الكولسترول في الدم عن طريق تحليل مخبري.
• تقييم وظائف الغدة الدرقية للتحقق من وجود نقص في نشاطها.
• تحليل مستويات سكر الدم.
• دراسة وظائف الكبد عن طريق قياس مستويات الأنزيمات الكبدية في الدم.

ما هو علاج رواسب الكولسترول حول العين؟

الخيار الأفضل هو إزالة رواسب الكولسترول حول العين من قبل الطبيب، وعلى الأغلب أن يكون الخيار العلاجي المتبع هو العلاج بالتبريد باستخدام النيتروجين السائل كخيار أول للعلاج.

وعلى الرغم من أن الطبيب قد يوصي بإجراءات علاجية لإنقاص مستويات الكولسترول في الدم، إلا أن هذه الإجراءات لن تعالج الترسبات الموجودة مسبقًا في الجلد.

وعلى الرغم من أن رواسب الكولسترول حول العين غير مؤذية، لكنها مزعجة من الناحية الجمالية، ولذلك يرغب معظم المرضى بالتخلص منها، وذلك عن طريق عدة وسائل علاجية تتضمن:

• العلاج الطبي: يضم العلاج الطبي إزالة الرواسب من الجلد باستخدام النيتروجين السائل. تسمى هذه الطريقة باسم العلاج بالتبريد، وهي أسلوب يعتمد على البرودة الشديدة الناتجة عن النيتروجين السائل في كيّ المناطق المصابة بترسبات الكولسترول. يحتفظ بالنيتروجين السائل في درجة حرارة -154 مئوية، وهي درجة شديدة البرودة. تسبب درجات البرودة الشديدة هذه الحرق كما الدرجات شديدة الارتفاع وبالتالي تؤدي إلى إزالة هذه البقع والتخلص منها.
• العلاج الجراحي: يتضمن الأسلوب الجراحي في العلاج إزالة الترسبات باستخدام أدوات جراحية تحت التخدير الموضعي، وهذا الخيار العلاجي مناسب للترسبات الكبيرة، ويتم إجراء العملية بدقة كبيرة لتجنب العيوب الجمالية أو التأثير على الأنسجة المجاورة.
• العلاج بالليزر: يستخدم الليزر لإزالة لويحات الكولسترول الصفراء من الجلد بشكل آمن وفعال، ويعمل الليزر على تكسير الدهون الموجودة ضمن هذه الترسبات. تترك هذه الطريقة ندوبًا أقل من الجراحة، كما أنها أقل توغلًا وأسهل وأسرع، إلا أن العلاج قد يتطلب عدة جلسات للعلاج بالليزر.

كيف يمكن الوقاية من الزانثلازما؟

على الرغم من أن الزانثلازما قد تظهر لأسباب وراثية أو بسبب التقدم في السن، لكن بعض الإجراءات يمكن أن تساهم في الوقاية من ظهور الترسبات، وتشمل:

• مراقبة مستويات الكوليسترول: ارتفاع مستويات الكوليسترول هو السبب الرئيسي لظهور اللويحات الصفراء، لذلك يُنصح بالفحص الدوري لمستويات الكوليسترول في الدم. إن ضبط مستوى كوليسترول في مجال صحي يقلل من ظهور الترسبات اللويحات.
• التغذية الصحية: تتضمن الحمية قليلة الدهون، والاعتماد على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والأسماك الدهنية، تفيد هذه الحمية في الحفاظ على صحة القلب وخفض مستويات الكولسترول.
• زيادة النشاط البدني: تفيد ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في تقليل مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار وزيادة الكوليسترول الجيد، إضافة إلى تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية.
• ضبط الأمراض المزمنة: مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، من المهم ضبط مستويات سكر وضغط الدم عند قيم طبيعية.
• تجنب التدخين: يرفع التدخين ومشتقات التبغ من مستويات الكولسترول ويسبب الضرر للأوعية الدموية ويتلف الألياف المرنة في الجلد، وبذلك يزيد خطر حدوث رواسب الكولسترول.