تعرف بالتفصيل على مرض البهاق وأعراضة وأسبابه وكيفية علاجه. كل ذلك وأكثر مع نصائح علاجك الطبية للوقاية من البهاق.
مرض البهاق هو حالة طبية تؤدي إلى زوال اللون الطبيعي لبعض مناطق الجلد، حيث تتخذ الإصابة شكل بقع متفرقة من الجلد عديم اللون، كما يمكن أن تكبر هذه البقع في الحجم مع مرور الوقت. يمكن أن يظهر البهاق في جميع مناطق الجلد كالوجه واليدين والساقين والجذع. كما يمكن أن يصاب الشعر أو جوف الفم كذلك. يوجد في الجلد نوع من الخلايا التي تسمى الخلايا الصباغية أو الميلانينية، هذه الخلايا هي المسؤولة عن تحديد لون الجلد والشعر من خلال كمية صباغ الميلانين التي تنتجه، ويحدث زوال اللون من الجلد والشعر عند فقدان هذه الخلايا أو توقفها عن العمل لسبب من الأسباب. يمكن أن يصيب البهاق جميع الأشخاص من الأعراق المختلفة كما يصيب جميع أنواع الجلد، إلا أنه يكون أكثر وضوحًا عند ذوي البشرة السمراء والسوداء. البهاق ليس مرضًا خطيرًا ولا هو بمرضٍ معدٍ كذلك، ولكن يمكن أن يسبب التوتر والاكتئاب بسبب مظهر الجلد.
يستخدم مصطلح Vitiligo في اللغة الانجليزية للدلالة على مرض البهاق.
إن للبهاق نوعان رئيسيان مع بضعة أنواع تتفرع عنهما، حيث ينقسم مرض البهاق بشكل رئيسي إلى كل من البهاق القطعي والبهاق غير القعطي.
يسمى هذا النوع من البهاق أيضًا باسم البهاق أحادي الجانب، إذ تظهر الإصابة بالبهاق في منطقة واحدة من الجسم مثل الذراع أو الوجه، كما يترافق في نصف الحالات مع غياب اللون في الشعر. يتطور البهاق القطعي عادةً في عمر باكر ثم يتوقف عن التطور بعد قرابة عام من بدء الإصابة.
يسمى هذا النوع من البهاق أيضًا باسم البهاق ثنائي الجانب أو البهاق المعمم أو البهاق الشامل. ويظهر البهاق في هذا النوع على جانبي الجسم معًا، حيث يمكن أن يظهر على الكتفين معًا أو الساقين. يبدأ تطور البهاق ثنائي الجانب عادةً على اليدين أو القدمين أو حول العينين أو الفم. يكون تطور المرض في البهاق ثنائي الجانب سريعًا حيث يختفي لون البقعة المصابة خلال وقت قصير ثم يتبعه توقف مؤقتفي تطور الإصابة. وتعاود الإصابة بعد ذلك استمرارها ليمتد المرض إلى مناطق أخرى ثم يتوقف، وهكذا. جيث يمتد البهاق غير القطعي ليشمل مساحات أكبر من الجسم.
تتضمن أعراض البهاق بشكل أساسي:
لا يعتبر مرض البهاق مرضًا خطيرًا على العموم، إلا أن بعض المضاعفات يمكن أن تترتب على الإصابة بالبهاق، والتي تتضمن:
ما يزال مرض البهاق غير معروف السبب بشكل واضح، إلا أن بعض النظريات المختلفة يمكن لها أن تفسر حدوث المرض. يعتقد أن السبب الرئيسي للإصابة بالبهاق أو مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا الصباغية في الجلد، وهو ما يؤدي إلى تدمير هذه الخلايا وفقدانها وبالتالي زوال لون الجلد في المنطقة المصابة. كما تتضمن الأسباب الأخرى المحتملة للبهاق:
تتضمن الطرق المتاحة لعلاج البهاق خيارات متنوعة ومتعددة، تتضمن أساليب جراحية أو أساليب علاجية تستخدم العلاج بالضوء أو بالليزر أو أنواعًا أخرى من العلاج.
يمكن تشخيص الإصابة بالبهاق من خلال معاينة الجلد ورؤية البقع المتفرقة التي زال لونها، بالإضافة إلى إجراء الطبيب لفحص بدني شامل مع السؤال عن التاريخ الصحي وعن التاريخ العائلي والأمراض الوراثية الموجودة لدى عائلة المريض. كما يمكن أن يتضمن تقييم الحالة أخذ خزعة من الجلد وإجراء بعض التحاليل الدموية.
من الممكن علاج البهاق من خلال عدد من الطرق والأساليب العلاجية، والتي تتضمن:
يمكن أن تساعد مستحضرات التجميل والمنتجات التي تجعل لون البشرة داكنًا في إخفاء بقع البهاق وجعل مظهر الجلد أكثر اتساقًا مع المظهر الطبيعي. لربما تحتاج إلى تجربة عدة أنواع مختلفة من مستحضرات التجميل للعثور على اللون الذي يتماشى مع بشرتك بالشكل الأمثل. تحتاج هذه الطريقة إلى إعادة وضع مستحضرات التجميل بشكل متكرر بسبب زوالها خلال بضعة أيام.
لا يوجد علاج دوائي يمكن له إيقاف البهاق أو علاجه، إلا بعض الأدوية يمكن أن تساعد في تخفيف شدة الحالة واستعادة بعض من لون الجلد. يمكن استعمال كورتيكوستيرويد موضعي مثل الكورتيزون أو ديكسامثازون على الجلد في المنطقة المصابة، حيث يساعد في تقليل الالتهاب والحد من مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا التي تصنع صباغ الميلانين الذي يعطي الجلد لونه. قد يحتاج الجلد في هذه الحالة إلى عدة أشهر ليستعيد لونه، كما يمكن أن يسبب الدواء آثارًا جانبية مثل ترقق الجلد وظهور خطوط أرجوانية على الجلد.
من الممكن أيضًا استعمال أدوية تؤثر على الجهاز المناعي بحيث تقوم بحماية الخلايا التي تنتج الميلانين من تأثير خلايا الجهاز المناعي. تتضمن هذه الفئة من الأدوية مثبطات الكالسينورين، وهي ذات فعالية في علاج البهاق في حالة البقع الصغيرة المتفرقة وخصوًصا على الوجه والعنق.
يمكن أن يكون العلاج الضوئي باستخدام الأشعة فوق البنفسجية ضيقة الحزمة فعالًا في إيقاف انتشار البهاق ومنع توسع البقع عديمة اللون من الجلد. كما يمكن زيادة فعالية العلاج الضوئي من خلال استخدام الكورتيكوستيرويد أو مثبطات الكالسينيورين الموضعية. قد تحتاج إلى جلستين أو 3 جلسات من العلاج الضوئي كل أسبوع، لمدة 3 أشهر تقريبا قبل ملاحظة نتائج العلاج، كما قد يحتاج العلاج الضوئي 6 أشهر لظهور التأثير الكامل. من الممكن أن يسبب التعرض للأشعة فوق البنفسجية آثارًا جانبية مثل الاحمرار والحكة والحرقة في موضع التعرض، ولكن تزول هذه الأعراض خلال عدة ساعات بعد العلاج.
يقوم العلاج التوليفي على الجمع بين العلاج الضوئي مع إعطاء مادة دوائية تستقر في الجلد وتكون هدفًا للأشعة الضوئية. في هذا النمط من العلاج يتم إعطاء المريض مادة من مصدر نباتي تسمى سورالين عن طريق الفم أو بوضعها على الجلد المصاب ليقوم بامتصاصها، بعد ذلك يتم تعريض الجلد المصاب إلى الأشعة فوق البنفسجية التي تؤثر على مادة سورالين بما يفيد في زيادة لون الجلد وإعادة اللون إلى الدرجة الطبيعية. لكن هذا العلاج صعب التطبيق على الرغم من فعاليته الكبيرة.
في الحالات المستقرة من البهاق وعند فشل العلاج بالضوء والأدوية والعلاجات الأخرى فمن الممكن إجراء الجراحة لعلاج الجلد المصاب بالبهاق. تتضمن الإجراءات الجراحية المتاحة عددًا من الطرق مثل زرع الطعوم الجلدية حيث يتم نقل أجزاء صغيرة من الجلد المصطبغ للمريض إلى المناطق التي زال لونها. كما يمكن إجراء التطعيم بالبثور حيث يتم تكوين بثور صغيرة على الجلد السليم ثم زرع الجزء العلوي منها في الجلد المصاب.
في الحالات التي يكون البهاق فيها شديد الانتشار ويغطي مساحة كبيرةً من الجسم فمن الممكن ألا ينجح العلاج في إعادة اللون الطبيعي للجلد. في هذه الحالة يستعاض عن إعادة اللون للمناطق التي زال لونها بإزالة اللون المتبقي في المناطق السليمة بحيث يعود الجلد كله لونًا واحدًا. حيث يتم وضع مواد كيميائية لإزالة لون الجلد على المناطق السليمة، ما يؤدي إلى تفتيحها واندماجها مع المناطق التي زال لونها.
تتضمن الخيارات غير التقليدية الممكن الاعتماد عليها لعلاج البهاق نوعًا من الأدوية يسمى أفاملانوتيد، والذي يتم زرعه تحت الجلد ويحفز الخلايا الصباغية على النمو وإنتاج الميلانين.
من الممكن استخدام الليزر من أجل علاج البهاق، حيث يفيد الليزر في استعادة لون الجلد من خلال إزالة طبقة رقيقة جدًا من الجلد، بما يحفز الخلايا الصباغية على إنتاج الميلانين بحيث يكون لون الطبقة الجلدية الجديدة، التي ستتكون لتعويض الطبقة التي تمت إزالتها، مماثلًا للون الجلد الطبيعي.
ما يزال حقن البروستاغلاندين E2 تحت الجلد المصاب بالبهاق قيد التجريب، حيث يعتقد أن لهذه الطريقة فائدة في تحفيز الخلايا الصباغية على إنتاج الميلانين واستعادة اللون الطبيعي للجلد في الحالات التي يكون انتشار البهاق فيها قليلًا ولا يغطي مساحة كبيرة من الجلد. كما يمكن تطبيق البروستاغلاندين موضعيًّا على شكل جل.
من الممكن الاستفادة من مواد عشبية مثل عشبة الجنكة لعلاج البهاق، حيث تتميز الجنكة بخصائصها المضادة للالتهاب، والتي تساعد في حماية الخلايا الصباغية في الجلد والحفاظ على وظيفتها. كما يمكن الاستفادة من تناول المكملات الغذائية مثل فيتامين ج و فيتامين د وحمض الفوليك لاستعادة صحة الجلد والحفاظ على لونه.
من الممكن أن يكون للعلاج بالطب البديل دورًا في علاج البهاق، حيث يمكن أن تفيد طرق علاجية مثل الحجامة أو الإبر الصينية في تحسين الدورة الدموية وتقليل الالتهاب في الجسم وتعديل الاستجابة المفرطة لجهاز المناعة، بما ينعكس إيجابًا على صحة الجلد ويفيد في إيقاف انتشار البهاق.
على الرغم من أن البهاق من الأمراض التي لا يمكن الوقاية منها بشكل تام، إلا أن بعض الطرق يمكن أن تفيد في إيقاف انتشار المرض وتبطئ تقدمه، ومن ذلك:
الشمس هي أهم العوامل التي تلحق الضرر بالجلد، حيث يؤدي التعرض للشمس الحارة إلى جفاف الجلد ونقص مرونته ويسبب موت الخلايا المختلفة في الجلد، بما فيها الخلايا الصباغية المسؤولة عن لون الجلد. كما أن زوال الخلايا الصباغية من الجلد يؤدي إلى خسارة الميلانين المسؤول عن حماية الجلد من الضرر الذي تسببه الشمس، ولذلك فمن المهم حماية بشرتك من الشمس إذا كنت مصابًا بالبهاق، ويمكنك تحقيق ذلك من خلال:
يمتص واقي الشمس الأشعة فوق البنفسجية القادمة مع أشعة الشمس، وبالتالي فإن وضعه على الجلد قبل الخروج من المنزل يحمي الجلد من التعرض للحروق بسبب الشمس.
من الأفضل ألا يتعرض جسمك للشمس بشكل كبير، ويمكنك ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة بحيث تغطي كامل جسمك وتمنع أشعة الشمس من الوصول إلى الجلد.
قد يسبب وجود المصابيح الشمسية بالقرب منك زيادة تعرضك للشمس والأشعة فوق البنفسجية الضارة، لذلك تجنب المصابيح الشمسية إذا كنت مصابًا بالبهاق.
الجلد المصاب بالبهاق هو الأقل مقاومة لأشعة الشمس، حيث يمكن أن يتعرض الجلد المصاب بالبهاق إلى حروق الشمس بسهولة بالغة بسبب عدم وجود الميلانين لحمايته، لذلك احرص على إخفاء الجلد المصاب وإبعاده عن الشمس قدر المستطاع.
من الممكن أن يسبب الضرر الذي يلحق بالجلد نتيجة وضع الوشم زيادةً في امتداد بقع البهاق وتقدم المرض، ولذلك عليك تجنب الوشم إذا كنت مصابًا بالبهاق.
لتستطيع التعامل مع الحالة بشكل أفضل تعلم واعرف أكبر قدر يمكنك معرفته عن أسباب البهاق ومحفزات تفاقم الإصابة، وكذلك عن طرق العلاج وكيفية السيطرة على المرض.
قد يفيد تبادل الحديث مع أشخاص آخرين يعانون من البهاق في التعرف على كيفية إدارتهم لإصابتهم بالبهاق وطرق العلاج والوقاية التي يتبعونها.
البهاق من الأمراض التي تؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية والعقلية وتؤدي إلى القلق والاكتئاب والشعور بالحرج في المواقف الاجتماعية، قد يكون الانضمام إلى مجموعات الدعم والتعرف على الأشخاص المصابين بالبهاق عاملًا مساعدًا في تقبل المرض وإدراك أنك لست الوحيد الذي يعاني منه.
تحرير: علاجك الطبية©
الوسوم
خدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة