تظهر عوارض الزهايمر والعلامات المبكرة لهذا المرض، بنسيان الأحداث الأخيرة، أو المحادثات والمعلومات. ومع تقدم المرض، يشعر المصاب بالزهايمر بضعف شديد في الذاكرة، وبذلك يفقد قدرته على أداء المهام اليومية.
يعتبر داء الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعاً للخَرَف، وهي حالة تتضمن انخفاضاً مستمراً في التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية؛ مما يؤثر سلباً في الشخص، وقدرته على العمل بشكل مستقل.
ويمكن التعبير عن هذا المرض بأنه: اضطراب تدريجي، يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ وموتها. يغلب حدوث هذا المرض لدى كبار السن عادة، ويندر حدوثه لمن هم في متوسط العمر الطبيعي، وتشير الدراسات أن للغذاء تأثيراً واضحاً على صحة خلايا الدماغ أو تلفها، وهو ما نتحدث عنه في مقالنا هذا.
نشرت مجلة طب الأعصاب الأمريكية دراسة جديدة، مفادها: أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من الدهون غير المشبعة في دمهم، هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر أو الخرف، وذلك بنسبة تتراوح بين 50 و75٪.
وقال الدكتور نيلوم أغاروال الاختصاصي في أمراض الأعصاب متحدثاً عن الدراسة: «توضح الدراسة أن هناك تأثيرات سلبية للدهون غير المشبعة على الدماغ، بالإضافة إلى الآثار السلبية المعروفة على القلب والأوعية الدموية. والمرتبطة بنظام غذائي يحتوي على مستوى عالٍ من الدهون غير المشبعة».
يشار إلى أن الدراسة المذكورة تم إجراؤها على أكثر من 1600 شخص من الرجال والنساء اليابانيين الأصحاء، واستمرت الدراسة مدة 10 سنوات. ومع إجراء اختبار للدم في بداية الدراسة لقياس مستويات الدهون غير المشبعة، وتم تحليل وجباتهم الغذائية بشكل منتظم.
ثم قام الباحثون بدراسة العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على خطر الإصابة بالخرف، مثل: ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والتدخين.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون مستويات عالية من الدهون غير المشبعة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة تتراوح بين 52 و74٪ مقارنة بغيرهم.
وقال الدكتور ريتشارد إيزاكسون الاختصاصي في أمراض الأعصاب، ومدير عيادة الوقاية من مرض الزهايمر في نيويورك: «استخدمت الدراسة علامة مستويات الدهون غير المشبعة في الدم، بدلاً من الاستبيانات الغذائية التقليدية، مما يزيد من احتمالية صحة النتائج العلمية».
تأتي الدهون غير المشبعة إما من مصدر طبيعي، كبعض أنواع اللحوم والألبان وبكميات قليلة، أو من مصدر من صنع الإنسان. ويتم إنتاج الدهون غير المشبعة الاصطناعية من خلال عملية صناعية، عبر إضافة الهيدروجين إلى الزيوت النباتية السائلة لجعلها أكثر صلابة، كما هو الحال في السمن النباتي.
وتدخل الدهون غير المشبعة في صناعة المواد الغذائية لرخص ثمنها، ولامتداد فترة صلاحيتها طويلاً، ولمذاقها الطيب، والتي يغلب استعمالها في الأطعمة المقلية، وكريمة القهوة، والبيتزا المجمدة، والكعك، وبعض أنواع البسكويت، وغيرها من الأطعمة.
وأشارت الدراسة اليابانية، أن المعجنات التي تحتوي على كميات من السكر تساهم سلبياً في ارتفاع مستويات الدهون غير المشبعة، ويليها السمن، والحلوى، والكراميل، والكروسان، والمثلجات من غير الألبان، والآيس كريم...
يشار إلى أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد حظرت في العام 2015 استعمال الدهون غير المشبعة. وذلك بعد بحوث كشفت العلاقة بين الدهون غير المشبعة وارتفاع مستوى الكوليسترول.
وحذرت من تناول الكميات الكبيرة والصغيرة من هذه الدهون لتأثيرها السلبي، في أمراض القلب، والأوعية الدموية، والسكري، والخرف (الزهايمر) وغيرها من الأمراض.
وقال صاحب الدراسة المذكورة، الدكتور توشيهارو نينوميا الأستاذ في جامعة كيوشو اليابانية: «لا يزال مسموحاً بكميات صغيرة من الدهون غير المشبعة في الصناعات الغذائية ضمن الولايات المتحدة. ولكن يمكن أن تصبح هذه الكميات مرتفعة إذا تناول الأشخاص كميات متزايدة من هذه الأطعمة».
ننصحكم في علاجك الطبية بالتأكد من الأطعمة التي تحتوي على دهون غير مشبعة من خلال قراءة الملصقات المكتوبة على الأغذية للابتعاد عنها، لما لها من أثر سلبي على المدى البعيد، حتى على خلايا الدماغ، والتركيز عوضاً عنها على الأطعمة ذات المركبات الطبيعة قدر الإمكان.
تحرير: علاجك الطبية©
المصدر: سي إن إن عربي
خدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة