ما هي أمراض الغدة الدرقية وما أعراضها؟
ما هي أشهر أمراض الغدة الدرقية؟
الغدة الدرقية واحدة من أهم الغدد الصماء في الجسم وأكبرها، وهي الغدة المسؤولة عن تنظيم وظائف الأيض والنمو وإنتاج الطاقة والحفاظ على نشاط الجسم والخلايا والأعضاء المختلفة.
تنظم الغدة الدرقية استهلاك السكر في الدم وتساعد في ضبط درجة حرارة الجسم وتكوين البروتينات وتنظيم ضربات القلب ومعدل التنفس، إضافة إلى تنشيط الجهاز المناعي وتحفيز خلاياه وكذلك ضبط مستويات الدهون والكولسترول في الدم.
إن الغدة الدرقية من الأعضاء كثيرة الإصابة بالأمراض، إذ تشيع أمراض الغدة الدرقية بين عدد كبير من الأشخاص حول العالم.
ومن الممكن أن تنشأ مشاكل عديدة في الغدة الدرقية نتيجة لاضطراب إحدى الوظائف في خلاياها. وتتضمن أهم أمراض الغدة الدرقية:
1. فرط نشاط الغدة الدرقية
فرط نشاط الغدة الدرقية هو الحالة التي يزداد فيها معدل إنتاج الغدة الدرقية للهرمونات الخاصة بها بشكل كبير بحيث يتجاوز مستواها في الدم القيمة الطبيعية نتيجة لازدياد عمل الغدة الدرقية في إنتاج هذه الهرمونات.
وهذا الارتفاع في مستويات الهرمون يؤدي إلى تسارع نشاط الجسم بشكل عام، ما يتسبب بحدوث أعراض مختلفة في الجلد والقلب ويؤثر على وظائف التنفس واستهلاك الطاقة، إضافة إلى حرارة الجسم وكثير من الأعضاء والوظائف الأخرى.
الأعراض
تتضمن أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية كلًّا من:
- الأرق
- العصبية
- تسارع ضربات القلب
- التهيج والاستثارة بسهولة
- زيادة التعرق
- عدم تحمل الحرارة والدفئ
- الرعاش والرجفة في اليدين
- التوتر
- مشاكل النوم
- ترقق الجلد وتكسر الشعر والأظافر
- ضعف العضلات
- نقص الوزن
- زيادة الشهية بشكل واضح
- زيادة حركية الأمعاء
- جحوظ العينين (في مرض جريفز فقط)
الأسباب
تتضمن أسباب فرط نشاط الغدة الدرقية:
- التهاب الغدة الدرقية: يسمى التهاب الغدة الدرقية المسبب لفرط النشاط باسم مرض جريفز، ويحدث عندما يهاجم جهاز المناعة خلايا الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى إصابتها بالتلف وزيادة إنتاج الهرمونات الدرقية وجحوظ العينين.
- أورام الغدة الدرقية: يمكن أن يؤدي وجود عقيدات مفرطة النشاط في الغدة إلى زيادة إنتاج الهرمونات الدرقية.
- العلاج الإشعاعي: تعرض الغدة الدرقية للإشعاع بسبب العلاج الإشعاعي للسرطان يمكن أن يؤدي إلى فرط نشاط الغدة الدرقية.
- الأدوية: بعض الأدوية، مثل الأدوية التي تحتوي على اليود، يمكن أن تؤدي إلى تحفيز الغدة الدرقية على إنتاج الهرمونات الدرقية بكميات زائدة.
- فرط نشاط الغدة الدرقية الوراثي: يمكن أن يحدث بسبب وراثة عيب في الغدة الدرقية، ما يؤدي إلى زيادة إنتاج الهرمونات الدرقية.
- فرط تناول اليود في الغذاء: تسبب الأنظمة الغذائية ذات المحتوى العالي من اليود إصابة الغدة الدرقية بفرط النشاط، وذلك لأن الغدة الدرقية تعتمد على اليود في إنتاج الهرمونات الدرقية.
2. خمول الغدة الدرقية
خمول الغدة الدرقية أو نقص نشاط الغدة الدرقية هو حالة ينتج عنها نقص في إنتاج الهرمونات الدرقية من الغدة الدرقية، فيؤدي ذلك إلى نقص مستويات الهرمونات الدرقية في الدم بشكل كبير.
وعندما تكون مستويات الهرمونات الدرقية منخفضة، فإن ذلك يؤدي إلى إبطاء عمل الجسم ونشاطه بشكل عام، ما يتسبب بظهور أعراض مختلفة تنتج عن نقص معدلات الأيض وإنتاج الطاقة وتباطؤ أنشطة الجسم المختلفة.
الأعراض
تتضمن أعراض خمول الغدة الدرقية:
- التعب والإرهاق.
- زيادة الوزن دون سبب واضح.
- الشعور بالبرودة وعدم تحمل البرد
- الإمساك.
- جفاف الجلد
- الصعوبة في التركيز.
- الاكتئاب.
- الشعور بالضيق والقلق.
- النسيان وضعف القدرات الذهنية
- الشعور بالخمول والكسل.
- اضطرابات الدورة الشهرية
- الصداع.
- الخمول العام.
- الشعر الخفيف والهش
- ضعف الشهية
- آلام العضلات والمفاصل
الأسباب
تشمل أسباب خمول الغدة الدرقية:
- الالتهاب المزمن في الغدة الدرقية الذي يؤدي إلى نقص نشاطها
- نقص نشاط الغدة النخامية وأمراضها، إذ أن الغدة النخامية تتحكم بنشاط الغدة الدرقية من خلال هرمون TSH المسؤول عن تحفيز إنتاج الهرمونات الدرقية
- التداخل الجراحي على الغدة الدرقية واستئصال جزء منها
- العلاج الإشعاعي للعنق أو الصدر والتعرض للإشعاع بشكل عام.
- العدوى الفيروسية.
- تقدم العمر، إذ تنقص قدرة الغدة على العمل بكفاءة مع التقدم في السن
- نقص اليود في النظام الغذائي إذ يلاحظ خمول الغدة الدرقية عند المرضى الذين قضوا فترة طويلة في المناطق التي يوجد فيها نقص اليود في النظام الغذائي
- استخدام بعض الأدوية، مثل الليثيوم والأميودارون والكربامازيبين.
- العوامل الوراثية.
3. تضخم الغدة الدرقية
تضخم الغدة الدرقية هو حالة يحدث فيها زيادة في حجم الغدة الدرقية، بحيث تصبح الغدة الدرقية واضحة عند النظر للمريض.
ومن الممكن أن يترافق تضخم الغدة الدرقية إما مع فرط نشاط الغدة أو مع خمول الغدة الدرقية، كما أنه يمكن أن يحدث تضخم الغدة الدرقية دون حدوث اضطراب مرافق في مستويات الهرمونات الدرقية.
يمكن أن يسبب تضخم الغدة الدرقية ضغطًا على الأعضاء المحيطة بها في الرقبة فيسبب أعراضًا ناتجة عن ذلك.
كما أن لتضخم الغدة الدرقية مشكلة جمالية إذ يسبب وجود مظهر غير مريح في الرقبة.
تختلف أعراض تضخم الغدة الدرقية باختلاف حجم الغدة المصابة، وقد تشمل الأعراض الشائعة صعوبة التنفس، والصعوبة في البلع، والحنجرة العالية، والحكة، والتهاب الغدة الدرقية الناتج عن الضغط الزائد.
الأعراض
أعراض تضخم الغدة الدرقية باختلاف حجم الغدة المصابة، وقد تشمل الأعراض الشائعة كلًّا من:
- تورم وضيق في العنق
- صعوبات في التنفس نتيجة ضغط الغدة على الطرق التنفسية
- صعوبة البلع والألم عند البلع
- السعال والصفير وبحة الصوت
- الحكة والتهاب الغدة الدرقية
- أعراض فرط النشاط مثل الأرق والتعرق الشديد وتسارع ضربات القلب والنشاط المفرط
- أعراض نقص النشاط كالخمول والاكتئاب والتعب وزيادة الوزن.
- المظهر الجمالي غير المريح في العنق والذي يجعل العلاج ضروريا حتى عند عدم وجود أعراض أخرى.
الأسباب
تتضمن أسباب تضخم الغدة الدرقية كلًّا من:
- نقص اليود في النظام الغذائي.
- التهاب الغدة الدرقية.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- نقص نشاط الغدة الدرقية.
- أورام الغدة الدرقية والعقيدات والكتل الحميدة
- الإصابة بسرطان الغدة الدرقية
- استخدام بعض الأدوية مثل الليثيوم والإميودارون وصبغات التباين المستخدمة في التصوير الشعاعي
- الوراثة، مثل حالة خمول الغدة الدرقية الوراثي.
- عوامل بيئية مثل التعرض للإشعاع.
- عوامل نفسية مثل الضغط النفسي الشديد.
- اضطرابات الجهاز المناعي.
- الإصابة بأمراض الغدد الصماء الأخرى.
- الإصابة بالتهاب الحلق أو الجيوب الأنفية.
4. العقيدات الدرقية
العقيدات الدرقية هي تشكلات حميدة تحدث في الغدة الدرقية وتشبه الكتل أو الأورام الصغيرة.
وتتكون العقيدات الدرقية نتيجة لترسب العناصر المعدنية، مثل اليود، في الغدة الدرقية، أو نتيجة لتضخم وتكاثر الخلايا الغدية.
وقد تكون العقيدات الدرقية مفردة أو متعددة، وتتراوح حجمها من صغير جدًا إلى كبير، ويمكن أن توجد في أي جزء من الغدة الدرقية.
وعلى الرغم من أن العقيدات الدرقية عادة ما تكون حميدة ولا تسبب مشاكل صحية، إلا أنها يمكن أن تسبب بعض الأعراض إذا كانت كبيرة جدًا أو تؤثر على إنتاج الهرمونات الدرقية.
حسب طبيعة العقيدات الجرقية فإنها يمكن أن تسبب فرط نشاط أو خمولًا في الغدة الدرقية.
يتطلب تشخيص العقيدات الدرقية فحصًا طبيًا شاملًا، وقد يشمل ذلك فحص الدم والصور الشعاعية وفحص الغدة الدرقية بواسطة الأمواج فوق الصوتية.
الأعراض
غالبًا لا تسبب العقيدات الدرقية أي أعراض وتكتشف بالصدفة خلال فحص طبي.
ولكن في بعض الحالات، يمكن أن تسبب العقيدات الدرقية أعراضًا مثل:
- ضيق في الرقبة.
- الإحساس بالألم في الرقبة.
- صعوبة في البلع ومشاكل في التنفس في حالة وجود عقيدات كبيرة الحجم
- السعال والصفير عند ترافق العقيدات مع تضخم في الغدة الدرقية والضغط على الطرق الهوائية
- زيادة الحجم الواضح للعقدة وملاحظتها عند النظر للمريض
- الشعور بالخمول وتعب الجسم.
- اضطرابات الدورة الشهرية.
- أعراض فرط النشاط في الغدة الدرقية
- أعراض نقص النشاط في الغدة الدرقية
الأسباب
تتضمن أسباب العقيدات الدرقية:
- السكن في المناطق ذات الأنظمة الغذائية الفقيرة باليود
- التهابات الغدة الدرقية.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- نقص نشاط الغدة الدرقية.
- الأورام الحميدة في الغدة الدرقية.
- سرطان الغدة الدرقية
- الأدوية التي تحتوي اليود أو التي تؤثر على استهلاك الغدة الدرقية لليود
- العوامل الوراثية
- التعرض للإشعاع أو العلاج الإشعاعي في الرأس والعنق
- عوامل نفسية، مثل الضغط النفسي الشديد.
5. داء هاشيموتو
داء هاشيموتو هو اضطراب في الغدة الدرقية يؤدي إلى نقص إنتاج الهرمونات الدرقية.
ويعرف أيضًا باسم التهاب الغدة الدرقية المزمن.
يحدث داء هاشيموتو عندما يهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية ويدمر خلاياها، ما يؤدي إلى انخفاض إنتاج الهرمونات الدرقية.
وهو أكثر شيوعًا عند النساء ومن الممكن أن يرتبط ببعض العوامل الوراثية.
يتطلب تشخيص داء هاشيموتو فحصًا طبيًا شاملًا، وقد يشمل ذلك التحاليل الدموية والصور الشعاعية وفحص الغدة الدرقية بواسطة الأمواج فوق الصوتية أو التصوير الإشعاعي للغدة الدرقية.
الأعراض
تتضمن أعراض داء هاشيموتو بشكل عام أعراض خمول الغدة الدرقية، والتي تضم كلًّا من التعب والاكتئاب والخمول وضعف القدرات المعرفية وزيادة الوزن ونقص الشهية وعدم تحمل البرد وتساقط الشعر وغيرها.
إضافة إلى تضخم الغدة الدرقية وزيادة حجمها وما ينتج عنه من أعراض.
الأسباب
يحدث مرض هاشيموتو عندما يهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية ويحدث ضررًا في خلاياها، ما يؤدي إلى تلف الغدة وانخفاض إنتاج الهرمونات الدرقية. وتشمل أسباب مرض هاشيموتو:
- العوامل الوراثية: يرتبط مرض هاشيموتو ببعض العوامل الوراثية، وقد ينتقل المرض عبر الأجيال.
- العوامل المناعية: من الممكن أن يكون الخلل في جهاز المناعة، بما يؤدي إلى مهاجمته للغدة الدرقية وتدميرها.
- العوامل البيئية: قد تؤدي بعض العوامل البيئية مثل التعرض للإشعاع أو التلوث البيئي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض هاشيموتو.
- العوامل الهرمونية: يعتقد البعض أن العوامل الهرمونية مثل التغيرات في مستوى الهرمونات الدرقية أو الإصابة بتليف الثدي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض هاشيموتو
كيفية علاج أمراض الغدة الدرقية
تعتمد طريقة علاج أمراض الغدة الدرقية على نوع المرض وشدته، وتشمل الخيارات العلاجية التالية:
- العلاج بالأدوية: يمكن استخدام الأدوية لعلاج مجموعة متنوعة من أمراض الغدة الدرقية، مثل مرض هاشيموتو وفرط نشاط الغدة الدرقية ونقص نشاطها. تشمل الأدوية المستخدمة تعويض الهرمونات الدرقية المفقودة باستخدام دواء الليفوثيروكسين أو تقليل إنتاج الهرمونات الدرقية الزائدة باستخدام الأدوية المضادة لنشاط الغدة الدرقية، والتي تشمل دواء بروبيل ثيويوراسيل واليود المشع في حالات فرط النشاط.
- العلاج الإشعاعي: يمكن استخدام العلاج الإشعاعي لعلاج بعض أنواع سرطان الغدة الدرقية، ويمكن أيضاً استخدام العلاج الإشعاعي لعلاج الغدة الدرقية في حالة فرط النشاط غير المستجيب للعلاج بالادوية.
- الجراحة: يتم استخدام الجراحة لعلاج بعض أنواع سرطان الغدة الدرقية واستئصال الغدة الدرقية في حالة التضخم الشديد أو فرط النشاط الشديد أو الإصابة بمرض جريفز.
تحرير: علاجك الطبية©
