تسرع القلب هو حالة صحية تتضمن تزايد سرعة ضربات القلب، إذ يزداد عدد الضربات التي ينجزها القلب خلال دقيقة واحدة وقد يبلغ في بعض الحالات أكثر من 200 ضربة في الدقيقة. إن المعدل الطبيعي لنبض القلب هو ما بين 60 و 100 ضربة في الدقيقة، ويعتبر القلب في حالة تسرع عندما يتجاوز عدد الضربات 100 ضربة في الدقيقة الواحدة، وتوجد عدة أنواع لعدم انتظام ضربات القلب، والذي يسمى اضطراب نظم القلب، يمكن أن تؤدي إلى التسرع.
لا يكون تسرع القلب مصدر قلق دائمًا، إذ يكون حالة سليمة في بعض الأحيان، كما يرتفع معدل نبض القلب بشكل طبيعي خلال التمارين الرياضية والتوتر وكذلك أثناء الحمل. وقد لا يسبب تسارع ضربات القلب أعراضًا أو مضاعفات، إلا أنه قد يكون علامةً تحذيرية على مشكلة صحية أخرى تسترعي الانتباه. قد تؤدي بعض حالات تسرع القلب إلى مشاكل صحية خطيرة إذا بقيت دون علاح، وقد تشمل هذه المشاكل فشل القلب والسكتة الدماغية أو توقف القلب والموت المفاجئ.
قد يشمل علاج تسارع ضربات القلب مناورات وحركات معينة تساعد على تقليل سرعة القلب، أو العلاج الدوائي أو العلاج الجراحي في الحالات الشديدة والخطيرة والتي تحتاج إلى ضبط سرعة القلب بشكل دائم.
توجد عدة أنواع مختلفة لتسرع القلب، وتختلف هذه الأنواع حسب البؤرة التي ينشأ منها التسرع وكذلك الجزء الذي ينتشر إليه من القلب. ولفهم أنواع تسرع القلب بشكل جيد يجب معرفة كيفية عمل القلب أولًا. يحتوي القلب على نظام تنبيه ذاتي يتكون من بؤرتين لإطلاق التنبيه ومجموعة من الألياف الناقلة للتنبيهات تنتشر ضمن كامل القلب. البؤرة الرئيسية المطلقة للتنبيهات في القلب تسمى العقدة الجيبية الإذينية، وتوجد في أعلى الأذينة اليمنى، وتتصل مع العقدة الثانية المسؤولة عن إطلاق ونقل التنبيهات وهي العقدة الأذينية البطينية، ومن خلال الألياف الناقلة ينتقل التنبيه منها إلى كامل أجزاء عضلة القلب. وبناء على مكان ومصدر التسرع تتضمن أنواع تسرع القلب كلًا من:
تسرع القلب الجيبي هو حالة التسرع التي تتضمن زيادة في سرعة ضربات القلب فقط، دون تغييرات في انتظام ضربات القلب أو منشئها. ينشأ التنبيه في هذه الحالة من العقدة الجيبية الأذينية كما في الحالة الطبيعية، ويكون منتظمًا كذلك إذ تفصل كل ضربة عن التالية لها مدة زمنية ثابتة، إلا أن السرعة في هذه الحالة تكون ما بين 100 و 180 ضربة في الدقيقة الواحدة.
هذا النوع من تسرع القلب حميد عادةً، ويمكن ملاحظته في حالات مثل التوتر والقلق وممارسة التمارين الرياضية أو الحمل، كما يحدث نتيجة لمشاكل صحية أخرى مثل فقر الدم والانصمام الرئوي والحمى والصدمة ونقص الحجم والألم وبعض الأدوية، كما يمكن أن يحدث بشكل عفوي عند الشباب دون أن يسبب مخاطر صحية تذكر. لا يتطلب التسرع الجيبي علاجًا بشكل دائم، إذ يعود نظم القلب للطبيعي بمجرد زوال العالم المسبب، إلا أن بعض الأدوية مثل حاصرات بيتا مفيدة جدًا في ضبط الحالات الشديدة.
تسرع القلب الأذيني هو حالة من تسارع ضربات القلب بسبب التنبيه المفرط في الأذينتين، والذي يؤدي إلى تقلص الأذينة اليمنى واليسرى بعدد مرات أكبر من 100 نبضة، ولا يؤدي التسرع الأذيني إلى تسرع بطيني في أغلب الحالات بسبب وجودة بوابة منظمة لنقل التنبيه بين الأذينتين والبطينين، وهي العقدة الأذينية البطينية. توجد عدة أنواع للتسرع الأذيني، والتي تتضمن الرفرفة الأذينية وهي حالة من تتالي الضربات الأذينية بشكل مميز قبل ضربة البطين، وخوارج الانقباض الأذينية أو الضربات الفائتة، والتي تتضمن فوات ضربة من ضربات القلب ثم الشعور بضربة قوية تالية لها. ويحدث التسرع الأذيني بسبب عدة عوامل مثل زيادة فعالية الأذينة والتسمم ببعض الأدوية كالديجوكسين.
تسرعات القلب البطينية هي حالات تسارع ضربات القلب الناتجة عن فعالية تنبيه ذاتية تحدث في البطينين أو تنتقل إليهما من الأذينتين، وتؤدي في أغلب الحالات إلى عدم انتظام ضربات القلب مع تسارع القلب إلى أكثر من 200 ضربة أحيانًا. يكون هذا النوع من التسرع أكثر خطورة، ويؤدي إلى أعراض واضحة أحيانًا مثل ضيق التنفس والتعب وعدم القدرة على تحمل الجهد، وكذلك الخفقان والتعرق، ويحدث هذا التسرع إما بسبب عدم انتظام فعالية الطرق الناقلة للتنبيه وحدوث خلل في نشاطها، أو بسبب وجود بؤر شاذة مطلقة للتنبيه في البطين.
تسرع القلب فوق البطيني هو كل حالة تسرع يكون مصدرها أعلى البطينين، وبشكل خاص أعلى جزء من الألياف الناقلة للتنبيه يسمى حزمة هيس. ينشأ التنبيه في هذه الحالة من مكان أعلى من البطينين، قد يكون من الأذينتين أو من العقدة الجيبية الأذينية، ويمر بشكل شاذ إلى البطين بسبب وجود طريق إضافي ناقل للتنبيه بجانب الطريق الأساسي. يؤدي نقل التنبيه من طريقين متوازيين إلى خلل في استجابة القلب ويسبب حالات متنوعة من التسرع.
الرجفان هو حالة من التقلص غير الفعال في العضلة القلبية يؤدي إلى نشاط مفرط وغير منتظم لخلايا العضلة القلبية دون أن ينتج عنه ضخ الدم بشكل فعلي. ويتضمن الرجفان الأذيني إصابة الأذينتين بحالة من التقلص العشوائي في خلايا وأليافها العضلية، بحيث تتقلص كل مجموعة من الألياف بشكل مستقل عن بقية العضلة، ويؤدي ذلك إلى عدم ضخ الدم إلى خارج الأذينة. تعرف هذه الحالة بأنها حالة مطلقة وعشوائية من عدم انتظام ضربات القلب، ينتج عنها ركود الدم في الأذينتين وعدم مروره إلى البطينين. يؤدي ذلك إلى عدد من المشاكل الصحية متضمنة عدم حصول الجسم على كفايته من الدم، إضافة إلى مخاطر الإصابة بالجلطات والسكتة الدماغية بسبب ركودة الدم وتكون الخثرات فيه. يحدث الرجفان الأذيني بسبب أمراض القلب الأخرى مثل احتشاء القلب وأمراض الشريان التاجي، وكذلك فشل القلب وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب الخلقية والانصمام الرئوي وكذلك شرب الكحول.
الرجفان البطيني هو حالة إسعافية مهددة للحياة، تحدث بنفس طريقة الرجفان البطيني حيث يصبح تقلص ألياف البطين غير فعال فلا يخرج الدم إلى بقية أعضاء الجسم، وهي حالة من توقف عمل القلب وحرمان الأعضاء من الدم. يجب التدخل بشكل فوري في هذه الحالة وتقديم العلاج الإسعافي بالإنعاش القلبي الرئوي حتى الوصول إلى المستشفى والحصول على رعاية طبية متقدمة، وفي حالة عدم الإسعاف سوف يؤدي الرجفان البطيني إلى الوفاة خلال 5 – 10 دقائق.
يحدث الرجفان البطيني نتيجة لأمراض القلب أيضًا، وبشكل شائع فهو يحدث بعد الإصابة بالنوبة القلبية أو فشل القلب. ويتضمن العلاج لهذه الحالة الصدمات الكهربائية المباشرة على القلب من أجل استعادة التنظيم الكهربائي للخلايا.
يتضمن تسرع القلب زيادة سرعة ضربات القلب لأي سبب كان، عندما يحدث التسرع بسبب الرياضة أو التوتر فإنه يسمى التسرع الجيبي، وهو حالة فزيولوجية أو عرض لمشكلة طبية وليس مرضًا بحد ذاته.
قد تتضمن الأسباب المؤدية إلى تسارع ضربات القلب كلًا من:
قد يكون تسرع القلب في بعض الحالات مجهول السبب.
بعض أنواع تسرع القلب لا تترافق مع أعراض، وبعضها الآخر قد يترافق مع أعراض واضحة أو شديدة أو خطيرة، يختلف ذلك حسب نوع التسرع ودرجته وشدته. وتتضمن أبرز الأعراض:
اطلب المساعدة الطبية في حالة تعرضك لتسرع القلب، والجأ إلى الإسعاف في حالة الشعور بأي من:
عندما ينبض القلب بسرعة مفرطة فلن يكون قادرًا على ضخ الدم إلى الأعضاء الأخرى في الجسم بشكل كافي، ذلك بأن ضخ كميات كافية من الدم يحتاج إلى انبساط القلب بشكل كافي ليمتلئ بالدم، وفي الوقت نفسه فإن تسرع القلب يؤدي إلى نقص زمن امتلاء القلب. ولهذا السبب تعتمد مضاعفات ومخاطر التسرع القلبي على:
تتضمن المضاعفات المحتملة كلًا من:
لتشخيص تسرع القلب، سوف يعمل الطبيب على إجراء فحص بدني يتضمن قياس النبض ومعدل التنفس وضغط الدم والاستماع إلى أصوات القلب بالسماعة الطبية، مع السؤال عن الأعراض المرافقة والعادات الصحية والتاريخ الطبي والمرضي.
تستخدم مجموعة من الاختبارات لدراسة تسارع ضربات القلب وتحديد نوعه ومعرفة السبب، والتي تتضمن:
قد يزول تسرع القلب بشكل تلقائي، إلا أن العلاج قد يكون ضروريًا أحيانًا لمنع المضاعفات. وتتضمن طرق العلاج:
في علاجك الطبية نقدم لكم حلولًا لمشاكل القلب المختلفة، مع ضمان أعلى مستويات الرعاية وأفضل الخدمات. تضم علاجك الطبية أحد أفضل مراكز علاج أمراض القلب في تركيا، مع طاقم مميز من الأطباء والجراحين أصحاب الخبرة الطويلة في هذا المجال، والتجهيزات الطبية الحديثة والمتطورة ووسائل التكنولوجيا الطبية التشخيصية والعلاجية الأعلى كفاءة.
يقدم لكم فريقنا استشارة مجانية حول الخيارات العلاجية المتاحة وطرق إجراء كل منها ومتوسط التكاليف ومدة العلاج والتعافي والتحضيرات قبل العلاج، مع تقديم المساعدة في حجز تذاكر الطيران والاستقبال والمرافقة والترجمة الطبية، إلى جانب وسائل النقل والإقامة في تركيا، كل ذلك وأكثر لضمان حصولكم على أفضل الخدمات بأفضل التكاليف.
تحرير: علاجك الطبية©
المصادر :
clevelandclinic.orgخدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة