توجد علاقة وطيدة بين الاكتئاب والسمنة إذ تترافق حالات الاكتئاب والقلق والتوتر عمومًا مع حالة من زيادة الوزن لدى المريض. يمكن أن يؤدي التوتر المستمر إلى تغييرات في السلوك الغذائي ونمط الحياة. فالأكل الزائد نتيجة للتوتر يمكن أن يسهم في زيادة الوزن، بالإضافة إلى توجه بعض الأشخاص نحو الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية عند الشعور بالتوتر. كما يؤثر التوتر على هرمونات الجسم، مثل الكورتيزول، ما يزيد من تراكم الدهون في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر التوتر على نوم الشخص ويزيد من رغبته في تناول الطعام. ويمكن أن تكون العلاقة على العكس كذلك، إذ تؤدي الإصابة بالسمنة إلى التعرض للمشاكل النفسية مثل التوتر والاكتئاب.
توجد عدة عوامل وآليات فزيولوجية ونفسية تؤدي إلى حدوث زيادة الوزن عند الأشخاص الذين يعانون من التوتر، وتتضمن أهم هذه الآليات والأسباب كلًا من:
يعد إرتفاع هرمون الكورتيزول من أهم أسباب زيادة الوزن، حيث تتضمن التغيرات الهرمونية المرافقة للتوتر بشكل أساسي الارتفاع المزمن في هرمون الكورتيزول أو هرمون التوتر، وهو هرمون الشدة في الجسم. يفرز هذا الهرمون استجابة لحالات الشدة والضغط النفسي أو الإجهاد البدني الشديد، في محاولة من الجسم للاستجابة لهذه الحالات ومواجهتها.
يسبب هرمون الكورتيزول ارتفاع سكر الدم ويقلل من تأثير هرمون الأنسولين على الخلايا (يؤدي إلى مقاومة الأنسولين)، كما يحرك الدهون من مخازنها في الجسم ويسبب تراكمها وتخزينها في مناطق معينة مثل البطن والحوض والرقبة والوجه. وبسبب اجتماع هذه الآلية مع اضطرابات سكر الدم فإن شهية المريض تزداد بما يسبب زيادة مدخول السعرات الحرارية وتراكم الدهون في الجسم.
تتضمن التغيرات الهرمونية في هذه الحالة أيضًا اختلال هرمونات الشهية، فالتوتر يؤثر على إفراز هرمونات الشهية مثل اللبتين والجريلين، ما قد يسبب زيادة الشعور بالجوع وزيادة تناول الطعام.
يتعرض مرضى التوتر المزمن إلى حالة من تناقص الكتلة العضلية وضعف العضلات، والتي تنتج عن عدة أسباب منها نقص النشاط البدني، وأهمها مستويات الكورتيزول المرتفعة في الجسم. يسبب هذه الهرمون زيادة في تفكيك البروتينات والأحماض الأمينية الموجودة في العضلات وبالتالي يقلل من الكتلة العضلية في الجسم ويضعفها. العضلات هي النسيج الأكثر استهلاكًا للطاقة في الجسم، إذ تستهلك العضلات سكر الدم لإنتاج وتخزين الطاقة التي تؤمن الحركة. وفي ظل ضعف وتناقص البنية العضلية فإن استقلاب السكريات والدهون ومعدل استهلاك الطاقة سوف يتناقص وبالمقابل سوف تخزن الطاقة الزائدة على شكل دهون في البطن والخصر والأرداف والفخذين.
من أهم الأسباب التي تؤدي إلى زيادة الوزن أثناء فترات التوتر هي التغيرات السلوكية وآليات التأقلم مع الضغط النفسي التي يتبعها بعض الأشخاص. ويعتبر الأكل العاطفي أهم هذه الآليات إذ يلجأ هؤلاء الأشخاص إلى تناول الطعام بشكل مفرط كوسيلة للتغلب على هذه المشاعر.
والأكل الزائد في هذه الحالة يؤدي إلى تناول سعرات حرارية زائدة عن الحاجة، ما يساهم في زيادة الوزن، وخصوصًا أن نوعية الطعام المتناول في هذه الحالة تكون غالبًا من الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية كالحلويات والشوكولاته والوجبات السريعة، وهو ما يزيد من إجمالي السعرات المتناولة يومياً.
يؤثر التوتر أيضًا على عادات النوم، إذ يمكن أن يؤثر على نوعية وكمية النوم لدى الأشخاص، وإن قلة النوم أو اضطرابات النوم قد تؤدي إلى زيادة الشعور بالجوع وتناول الطعام بكثرة في محاولة من الجسم للتعويض عن الطاقة المفقودة في السهر من خلال تناول الطعام. كما يسبب اضطراب النوم زيادة في الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالجوع والشهية وهو ما يساهم في زيادة الوزن.
هناك بعض العلامات والمؤشرات التي يمكن أن تساعدك في تحديد ما إذا كان التوتر هو السبب وراء زيادة وزنك:
إذا لاحظت هذه الأنماط والارتباطات بين التوتر وزيادة الوزن لديك، فهذا قد يكون مؤشرًا على أن التوتر هو أحد العوامل الرئيسية المساهمة في زيادة وزنك. في هذه الحالة، التعامل مع التوتر بطرق صحية قد يساعد في السيطرة على الوزن.
هناك عدة نصائح فعالة للتخفيف من الضغط النفسي الذي قد يؤدي إلى زيادة الوزن:
للحد من حالة الأكل العاطفي عليك باتباع كل من النصائح التالية:
التعرف على أنماط الأكل العاطفي: كن واعياً لأوقات ومواقف التوتر التي تدفعك إلى الأكل بصورة عاطفي، وحاول ربط أنماط الأكل بالمشاعر والأحداث المسببة للتوتر.
إيجاد بدائل صحية للأكل العاطفي: عندما تشعر بالرغبة في الأكل، جرب أنشطة أخرى مثل شرب الماء أو القيام بتمرين بسيط أو المشي لفترة قصيرة، وابحث عن أطعمة صحية وخفيفة للتخفيف من الشعور بالتوتر.
ممارسة تمارين التنفس والاسترخاء: عندما تشعر بالرغبة في الأكل بسبب التوتر، حاول تطبيق التنفس العميق لعدة دقائق، تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل قد تساعد أيضًا في التخفيف من حدة التوتر.
التخطيط المسبق للوجبات: ضع خطة مجهزة مسبقًا لوجبات اليوم بكامله واحرص على أن تكون وجبات صحية، سيقلل ذلك من اللجوء إلى الأكل العاطفي غير الصحي.
طلب المساعدة والدعم: شارك أصدقاءك وعائلتك بمعاناتك من الأكل العاطفي، واطلب منهم المساعدة في تجنب هذه السلوكيات وتقديم الدعم المناسب.
ممارسة التسجيل والمراقبة: قم بتسجيل أنماط الأكل العاطفي لديك وأسبابها، سيساعدك ذلك في التعرف على الأنماط والتحكم بها بشكل أفضل.
إقرأ أكثر: الأكل العاطفي: كيف يؤثر علينا؟ وكيف يمكن تجنبه؟
تقدم علاجك الطبية خدمات علاجية مميزة في مجال إنقاص الوزن وعلاج السمنة في تركيا. ويضم فريقنا نخبة من الأطباء وأخصائيي التغذية المميزين والذين ساعدوا عددًا كبيرًا من المرضى في التخلص من الوزن الزائد لديهم من خلال مختلف الوسائل الطبية والحياتية.
بالنسبة للحالات العنيدة والمستعصية من السمنة المفرطة والتي لا تستجيب لطرق إنقاص الوزن التقليدية فإن علاجك الطبية تقدم لها الحل الجذري من خلال جراحة إنقاص الوزن، والتي يتم إجراؤها بعد تقييم مفصل وشامل يثبت الحاجة لهذا الإجراء، مع التخطيط المتأني للوقاية من أي مخاطر أو آثار جانبية محتملة.
يقدم لكم فريقنا كذلك عدة خدمات إضافية إلى جانب العلاج، منها حجوزات السفر والإقامة والنقل، إضافة إلى الاستقبال عند وصولكم إلى تركيا والمرافقة من قبل فريقنا ومن قبل مترجم فوري طوال فترة زيارتكم. كل ذلك وأكثر تقدمه لكم علاجك الطبية بتكاليف مناسبة ومدروسة لضمان أفضل الخدمات بأفضل الأسعار.
تحرير: علاجك الطبية©
المصادر :
Medical News Todayالوسوم
خدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة