nav
whatsapp icon

متلازمة تكيس المبايض: الأسباب والأعراض وطرق العلاج

blog single image

ما هو تكيس المبايض؟

تكيس المبايض أو متلازمة المبيض متعدد الكيسات Polycystic ovary syndrome هو أحد أنواع الاضطرابات الهرمونية التي تصيب النساء في سن الإنجاب، حيث تبدأ أعراض الإصابة بالظهور في عمر وسط العشرينيات عادةً عند الفتيات غير المنجبات. وتتكون الإصابة من اجتماع كل من الاضطرابات الهرمونية الأنثوية، والتي تتجلى بتباعد الدورات الشهرية أو انقطاعها، مع مظاهر فرط الأندروجين المتضمنة حب الشباب وزيادة كثافة الشعر في الجسم، إضافة إلى مقاومة الأنسولين وزيادة الوزن.

عند الإصابة بتكسيات المبايض، يتطور عدد من الكيسات الصغيرة المملوءة بالسوائل على الطبقة الخارجية للمبيض، وتحتوي هذه الكيسات على بويضات غير ناضجة عادةً، إذ تتكون الكيسة نتيجة الفشل في نضج البويضة وطرحها خارج المبيض خلال الدورة الجنسية الطبيعية، ما يؤدي إلى تراكم السوائل ضمن البنية المغلفة للبويضات، والتي تدعى الجريب، وتشكل الكيسة فيما بعد.

وإن متلازمة المبيض متعدد الكيسات ما تزال مجهولة المعالم من حيث السبب، إلا أن التشخيص الباكر والعلاج الملائم المترافق مع تعديل نمط الحياة يقلل من مخاطر المضاعفات المستقبلية مثل السكري وأمراض القلب ويساعد في استعادة الخصوبة.

وتعتبر متلازمة المبيض متعدد الكيسات من الأسباب الشائعة للعقم عند النساء، وعلى الرغم من عدم وجود تقدير دقيق لانتشار هذه الحالة، لكن يعتقد بأنها توجد لدى واحدة من كل عشرة نساء في المملكة المتحدة، وتكون نصف النساء المصابات دون أعراض عادةً.

أسباب تكيس المبايض

إن السبب الدقيق وراء تكيسات المبايض، إلا أن العوامل التي تلعب دورًا في تطور المرض تتضمن:

  • مقاومة الأنسولين: يفرز الأنسولين من البنكرياس ويعمل على تنظيم سكر الدم وإبقائه ضمن المجال الطبيعي بحيث يحفز إدخاله إلى الخلايا لتقوم بتفكيكه واستهلاكه في إنتاج الطاقة. وتعني مقاومة الأنسولين أن الخلايا لا تستجيب لتأثير هذا الهرمون، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سكر الدم وبالتالي إفراز كميات أكبر من الأنسولين للتغلب على مقاومة الخلايا له.

يؤدي وجود فائض من الأنسولين في الجسم إلى تركيب وإفراز كميات أكبر من الأندروجينات عند النساء، والتي بدورها تؤثر على عملية التبويض.

وتعتبر أولى علامات مقاومة الأنسولين هي ظهور بقع داكنة خشنة الملمس على الجلد في أسفل العنق والإبطين وتحت الثديين. مع زيادة الشهية والوزن.

  • الالتهاب منخفض الدرجة: تحدث الاستجابة الالتهابية من قبل خلايا الدم البيضاء بإنتاج عدد من المواد الكيميائية استجابةً للتعرض لعدوى أو إصابة، وتسمى هذه العملية بالالتهاب منخفض الدرجة. وتبدي الأبحاث وجود حالة من الالتهاب طويل الأمد (الالتهاب المزمن) في الجسم عند النساء اللواتي يصبن بتكيسات المبايض، إذ يدفع الالتهاب بخلايا المبيض إلى إنتاج الأندروجينات، كما يؤدي ذلك إلى زيادة خطر أمراض القلب والأوعية الدموية مثل تصلب الشرايين.
  • الوراثة: من المحتمل أن تكون بعض الجينات على علاقة مع تكيسات المبايض، كما أن الإصابة شائعة لدى أقارب المرضى من الدرجة الأولى وهو ما يؤكد دور العوامل الوراثية.
  • فرط الأندروجين: تعتبر زيادة مستويات الأندروجين بحد ذاتها أحد العوامل المساهمة في آلية المرض، ويتم إنتاج هذه الهرمونات من المبيض بتحريض الأنسولين والالتهاب المزمن، وتؤثر الأندروجينات على عملية الإباضة وتسبب خللًا فيها، بحيث لا تتطور البويضات كما يجب ولا وفق التطور الزمني الطبيعي، ما يؤدي إلى نقص الخصوبة وعدم حدوث التبويض، بالإضافة إلى تكون الكيسات من البويضات غير الناضجة.

ما هي أعراض تكيس المبايض؟

تنتج أعراض تكيس المبايض عن اجتماع ثلاثية مميزةً من الاضطرابات الهرمونية في الجسم، وبناء عليها تتضمن أعراض التكيسات في المبايض كلًا من:

  • الاضطرابات في الدورة الشهرية: تصبح الفواصل بين الدورة الشهرية والدورة التي تليها طويلة وتزيد عن 35 يومًا، وقد تصل حتى 50 يومًا أو أكثر، كما يتطور عدم انتظام في الفواصل بين الدورات الشهرية وقد تتوقف بشكل كامل في العديد من الحالات. وتكون مدة الحيض عند حدوثه أطول كذلك إذ يستمر النزف لأيام أكثر من المعتاد.
  • مظاهر فرط الأندروجين: الأندروجينات هي الهرمونات الجنسية المذكرة، والتي تتضمن هرمون التستسترون وهرمون دايهيدروتستسترون، تزداد هذه الهرمونات عند النساء في حالة تكيسات المبايض، وتؤدي إلى مظاهر تتضمن ظهور حب الشباب بشكل متكرر، مع زيادة في كثافة ونمو شعر الجسم وكذلك تطور تساقط الشعر أو الصلع من النمط الذكري.
  • مقاومة الأنسولين: مقاومة الأنسولين من المظاهر الثابتة والمهمة في تكيسات المبايض، والتي تترافق مع زيادة الوزن في منطقة البطن والخصر والحوض وكذلك التعب ونقص النشاط وتأخر شفاء الجروح. وبشكل عام فإن علامات وأعراض هذا المرض تكون أشد عند النساء المصابات بالسمنة.
  • الكيسات على المبيض: قد يزداد حجم المبيض وتتطور عدة جريبات حاوية على البويضات غير الناضجة، والتي تفشل في النضج فتتحول إلى كيسات مملوءة بالسوائل. ما يؤثر على وظيفة المبيض ويقلل الخصوبة.

يجب على النساء طلب الاستشارة الطبية في حالة التعرض لاضطرابات في طول أو انتظام أو الفواصل بين الدورات الشهرية، أو في حالة محاولة الحمل دون نجاح، أو عند ظهور علامات زيادة الأندروجين في الجسم.

مضاعفات ومخاطر تكيس المبايض

تتضمن مضاعفات متلازمة المبيض متعدد الكيسات كلًا من:

  • العقم
  • مرض السكري الحملي عند النساء الحوامل، أو ارتفاع ضغط الدم المحرض بالحمل
  • الإجهاض أو الولادة المبكرة
  • التهاب الكبد الدهني غير الكحولي، وهي إصابة كبدية شديدة تتطور بسبب تراكم الدهون في الكبد
  • المتلازمة الاستقلابية، وهي مزيج من المشاكل الصحية المتضمنة ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع السكر في الدم وزيادة مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية بشكل كبير بحيث تزيد من خطر أمراض القلب وتصلب الشرايين.
  • مرض السكري من النمط 2 أو ما قبل السكري
  • انقطاع التنفس أثناء النوم (نتيجة للإصابة بالسمنة)
  • الاكتئاب والقلق واضطرابات الطعام
  • سرطان بطانة الرحم

وتحدث السمنة بشكل شائع بالترافق مع متلازمة المبيض متعدد الكيسات وتؤدي إلى تفاقم المضاعفات وزيادة خطرها.

هل هناك علاقة بين تكيس المبايض والعقم؟

يعتبر تكيس المبايض من الأسباب الشائعة للعقم عند النساء الشابات، حيث يحدث نقص الخصوبة والعقم بسبب التأثيرات السلبية على عملية التبويض التي تنتج عن المرض.

خلال الإصابة بتكيسات المبايض يتعرض الجسم لعدد من الاضطرابات الهرمونية التي تؤثر على التبويض بشكل سلبي. أهم هذه الاضطرابات هو زيادة مستويات هرمون الإستروجين، والذي يؤدي إلى تناقص هرمون FSH الضروري لحدوث الإباضة، إضافة إلى ارتفاع هرمونات الأندروجين التي تعيق عملية الإباضة كذلك. وحتى مع حدوث التبويض بشكل سليم فمن غير المتوقع حدوث الحمل نتيجة تأثير الإستروجين المفرط، هذا التأثير يكون مضبوطًا من قبل هرمون البروجسترون في الحالة الطبيعية، والذي يكون منخفضًا في حالة تكيسات المبايض.

تكيس المبايض

كيفية تشخيص تكيس المبايض

لا يتوفر اختبار نوعي يمكن الاعتماد عليه لتشخيص تكيس المبايض، إنما يعمل الطبيب على إجراء تقييم شامل لجميع الجوانب المرتبطة بالمرض ومن خلال ذلك يتم وضع التشخيص. يبدأ التقييم عادةً من مناقشة الأعراض والأدوية التي تتناولها المريضة وما إذا كانت تعاني من مشاكل صحية أخرى، بالإضافة إلى أخذ معلومات عن طبيعة الدورة الشهرية وتغيرات الوزن وعن ظهور أعراض أخرى مثل حب الشباب وزيادة الشعر.

ويشمل الفحص البدني كذلك البحث عن علامات الشعر المفرط وحب الشباب ومظاهر مقاومة الأنسولين وقياس الوزن. وتتضمن الاختبارات الأخرى ضمن التقييم:

  • الفحص الحوضي: يتضمن فحص الحوض والأعضاء التناسلية وجس المبيضين للبحث عن كتل أو تغيرات فيها.
  • التحاليل المخبرية: لقياس مستويات الهرمونات المشاركة في آلية حدوث المرض والمتأثرة به، كالأندروجينات والإستروجين وكذلك سكر الدم الصيامي والكولسترول والدهون الثلاثية واختبار تحمل السكر، إضافة إلى اختبارات وظائف الغدة الدرقية مثل قياس هرمون TSH. تساعد هذه التحاليل في استبعاد الأسباب الأخرى للأعراض، والتي تشابه أعراضها حالة تكيس المبايض.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: يساعد التصوير بالموجات فوق الصوتية على معاينة المبيض وقياس سماكة بطانة الرحم والبحث عن الكيسات والجريبات غير الناضجة في المبيضين.

عند تشخيص تكيسات المبايض فقد يوصي الطبيب بإجراء عدد من الفحوصات المتعلقة بمضاعفات المرض، والتي تشمل:

  • القياسات الدورية لضغط الدم وتحمل السكر والكولسترول والدهون الثلاثية
  • التقييم لكل من الاكتئاب والقلق
  • التقييم لحالة انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم

ما هي أحدث طرق علاج تكيس المبايض؟

إن علاج مشكلة تكيس المبايض معقد ويتطلب التركيز على عدد مختلف من الجوانب الصحية مثل الوزن وعوامل الخطر والوقاية من المضاعفات وكذلك رغبة المريضة بالحمل، ويتم التخطيط للعلاج في ضوء هذه الجوانب للوصول إلى أفضل نتيجة. وتشمل طرق العلاج كلًا من تغيير نمط الحياة والعلاج الدوائي وفي بعض الحالات إجراءات جراحية.

يوصى بإنقاص الوزن من خلال حمية منخفضة السعرات الحرارية قليلة الكاربوهيدرات، بالترافق مع ممارسة التمارين الرياضية بشكل معتدل ومنتظم لمدة 4 مرات على الأقل في الأسبوع. يساهم إنقاص الوزن وممارسة الرياضة والنظام الغذائي الصحي في تحسين الحالة بشكل كبير، بالنظر إلى أن هذه الإجراءات تخفض من مقاومة الأنسولين وتزيد حساسية الخلايا له، وذلك أيضًا من حيث تعتبر مقاومة الأنسولين أهم عامل مساهم في تطور التكيسات. بهذه الطريقة يمكن زيادة فعالية العلاج الدوائي وكذلك تحسين الخصوبة وزيادة فرص الحمل.

وبالإضافة إلى تعديل نمط الحياة، يتم استخدام الأدوية التالية لتنظيم الدورات الشهرية لدى المريضات:

  • أدوية منع الحمل المركبة: والتي تحتوي على كل من الإستروجين والبروجسترون، والتي تساعد على كبح إنتاج الأندروجين وتنظم عمل هرمون الإستروجين. يخفض تنظيم الهرمونات من خطر سرطان بطانة الرحم ويصحح النزوف غير المنتظمة ويعالج الشعر المفرط وحب الشباب.
  • العلاج بالبروجستين: من خلال أخذ البروجستين (بروجسترون دوائي) لمدة 10 – 14 يومًا كل شهر أو شهرين يمكن تنظيم الدورة الجنسية والوقاية من سرطان بطانة الرحم، وهذا العلاج لا يكبح إفراز الأندروجين، كما أنه لا يمنع الحمل.

أما عندما يهدف العلاج إلى تحسين فرص الحمل واستعادة الخصوبة فتتضمن المعالجة الدوائية كلًا من:

  • الكلوميفين: هو دواء مضاد لتأثير الإستروجين يؤخذ خلال الجزء الأول من الدورة الإباضية
  • ليتروزول: هو أحد أدوية علاج سرطان الثدي، والذي يمتلك تأثيرًا محفزًا للمبيضين.
  • ميتفورمين: هو من الأدوية الفموية الخافضة لسكر الدم، إذ يحسن من حساسية الخلايا للأنسولين ويقلل المقاومة له خافضًا مستويات الأنسولين في الجسم، ويوصى بإضافته إلى العلاج عند عدم تحقيق الفائدة المرجوة من استخدام الكلوميفين وحده.
  • الهرمونات المحرضة للغدد التناسلية: تعطى عن طريق الحقن لتحفيز نشاط المبيضين.

لعلاج حب الشباب والشعر المفرط قد يوصف كل من:

  • أدوية منع الحمل
  • دواء سبيرونولاكتون
  • إيفلورنيثين
  • إزالة الشعر الزائد بالليزر أو طرق إزالة الشعر الأخرى
  • علاج حب الشباب بالكريمات الموضعية والأدوية الجلدية

لخدمات العلاج في تركيا استشر علاجك الطبية

في علاجك الطبية نهتم بتقديم طرق العلاج المحسنة والمعدلة لتوافق كل مريض بشكل خاص، بحيث يحصل مرضانا على نتائج أفضل وأكثر استدامة للعلاج. ونقدم في علاجك الطبية خدمات متكاملة تشمل مختلف التخصصات والمجالات الطبية. ويعمل في مراكزنا وعياداتنا نخبة من أهم وأفضل الأطباء والجراحين في تركيا، مع الاستفادة من خبرات ومهارات الطواقم الطبية الأكثر تميزًا. وتعتبر مراكز علاجك الطبية من المؤسسات الطبية الأحدث والأكثر تطورًا في البلاد، إذ تضم أحدث الأجهزة والتكنولوجيا الطبية.

حين اتصالكم بنا، سوف يعمل فريقنا على تقديم الاستشارة الأولى بشكل مجاني، مع تقديم عدد من الخدمات المميزة مثل حجز وتنسيق المواعيد، وحجوزات النقل والإقامة في تركيا، وكذلك المرافقة والترجمة الفورية والمتابعة بشكل منتظم بعد العلاج.

 

تحرير: علاجك الطبية©

المصادر :

nhs.uk
التمثيل الغذائي الأساسي
التمثيل الغذائي الأساسي
هو عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم بينما يؤدي وظائفه الأساسية للحفاظ على الحياة. 
هل وزنك صحي؟ حاسبة كتلة الجسم (BMI)
هل وزنك صحي؟ حاسبة كتلة الجسم (BMI)
حاسبة مؤشر كتلة الجسم والدهون (BMI) تساعدك على تحديد إذا ما كان وزنك صحياً بناءً على طولك ووزنك. أو ان كنت تعاني من السمنة، جربها الآن..
حاسبة المياه
حاسبة المياه
تساعدك هذه الحاسبة على حساب مقدار المياه اللازم تناوله للمحافظة على وظائف الجسم وتجنب الجفاف
حساب السعرات الحرارية
حساب السعرات الحرارية
تساعدك حاسبة السعرات الحرارية على فهم لعدد السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمك للحفاظ على وزنه الحالي، كما تساعدك على تتبع السعرات الحرارية التى تتناولها.