أورام الغدة النخامية هي عبارة عن حالة مرضية تتضمن نمو كتلة ورمية في الغدة النخامية، والتي تؤدي إلى عدد من المشاكل الصحية التي تتضمن اضطرابات الهرمونات ووظائف الغدد الصماء في الجسم، إضافة إلى مشاكل الرؤية وغيرها من المضاعفات.
الغدة النخامية هي الغدة الرئيسية في الجسم، والتي تتحكم بنشاط ووظائف معظم الغدد الصماء الباقية مثل الغدة الدرقية والغدة الكظرية، كما أنها مسؤولة عن تنظيم الهرمونات الجنسية عند الذكور والإناث، إضافة إلى الإشراف على تركيب وإفراز الحليب عند الأم المرضع من خلال هرمون البرولاكتين. وتعتبر الغدة النخامية كذلك هي الأهم للنمو عند الأطفال بفعل هرمون النمو، وهو الهرمون الرئيسي الذي تفرزه هذه الغدة ويعمل على ضبط وتحفيز النمو والنضج عند الأطفال والمراهقين.
توجد الغدة النخامية في الدماغ قريبة إلى جهة مقدمة الرأس، وتتخذ موقعًا مخصصًا لها في عظام الجمجمة إلى الخلف والأعلى من جذر الأنف قرب قاعدة الدماغ، وترتبط عن طريق شبكة من الأوعية الدموية مع أحد أجزاء الدماغ الذي يسمى تحت المهاد، والذي يعطي الأوامر العصبية والهرمونية للغدة النخامية. كذلك فإن هذه الغدة قريب بشكل كبير من منطقة التقاء وتصالب العصبين البصريين، لذلك فإن أورامها قد تسبب مشاكل الرؤية بسبب الضغط عليهما.
للغدة النخامية حجم قريب من حجم حبة الحمّص لا أكثر، وهي متموضعة في قاعدة الجمجمة أعلى الأنف وخلفه، وعلى الرغم من حجمها الصغير لكنها ذات تأثير على جميع أعضاء الجسم تقريبًا، إذ تضبط هرمونات الغدة النخامية وظائف مهمة وأساسية في الجسم مثل النمو وبناء الخلايا والأنسجة وتجديدها، تنظيم ضغط الدم والوظائف التكاثرية مثل التبويض وتنامي بطانة الرحم والإرضاع عند النساء وإنتاج الحيوانات المنوية عند الرجال.
حتى الآن لم يعرف سبب واضح لنمو الخلايا غير المضبوط في الغدة النخامية، والذي يؤدي إلى حدوث الورم. من الممكن أن تكون أورام الغدة النخامية وراثية الأصل في بعض الحالات، إلا أن معظم الحالات تبقى مجهولة السبب.
لا تسبب جميع أورام الغدة النخامية أعراضًا، إذ يمكن أن يكتشف الورم صدفةً أثناء التصوير لسبب آخر، وفي هذه الحالة لا حاجة للعلاج. عندما تظهر أعراض لورم في الغدة النخامية فإن الأعراض قد تكون ناتجة عن ضغط الورم على الأنسجة المحيطة أو عن اختلال توازن الهرمونات، والذي يمكن أن يكون زيادةً بسبب إنتاج الورم لكميات كبيرة من الهرمون وعدم استجابته لآليات كبح الإنتاج، أو نقصًا بسبب تنامي الورم إلى درجة تعطل وظائف الغدة.
تتضمن أعراض ضغط الورم في الغدة النخامية:
تتضمن أعراض زيادة إفراز الهرمونات:
تنتج الغدة النخامية في الحالة الطبيعية عدة هرمونات، في حالة الإصابة بالأورام فالأغلب أن تكون الزيادة في هرمون واحد فقط منها، وفي حالات نادرة قد تشمل هرمونات أخرى. وتختلف الأعراض حسب اختلاف الهرمون المتأثر، وتتضمن:
قد تفرز هذه الأورام أيضًا عدة هرمونات أخرى، منها الهرمون المحفز لهرمونات الغدة الدرقية، والذي يؤدي إلى أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية. وكذلك الهرمون المحفز لهرمونات الغدة الكظرية، ويؤدي إلى متلازمة كوشينغ التي تتضمن تشققات في الجلد واضطرابات في توزع الدهون تسبب تراكمها في الوجه والرقبة والبطن، إضافة إلى مشاكل جلدية عديدة وضعف الرغبة الجنسية وحب الشباب وغيرها.
معظم أورام الغدة النخامية هي من فئة الأورام الغدية، وهي نوع من الأورام الحميدة المكونة من أنسجة تشبه أنسجة الغدد الموجودة في الجسم. من النادر جدًا أن تكون أورام الغدة النخامية خبيثة من حيث طبيعة أنسجتها، ولهذا تكون المشاكل الناتجة عنها في معظم الحالات بسبب ضغط الورم أو اضطراب الهرمونات. وتتضمن أنواع أورام العدة النخامية:
الورم الغدي الدقيق هو الحالة التي يكون حجم الورم صغيرًا جدًا أو مجهري، إذ لا يمكن رؤية الورم بتقنيات التصوير العادية مثل التصوير المقطعي والرنين المغناطيسي. على الأغلب أن يكون الورم في هذه الحالة غير مترافق مع أية أعراض، ولهذا فإنه لا يستدعي العلاج. إذا سبب الورم الغدي الدقيق حدوث أعراض رغم حجمه الصغير فقد يصعب تشخيص الورم.
يمتلك الورم الغدي الكبير بنية مماثلة لسابقه، إلا أنه ذو حجم مرئي وقابل للتشخيص بتقنيات التصوير المعروفة سواءً ترافق مع أعراض أم لم يترافق. ما يميز الأورام الكبيرة في الغدة النخامية هو تسببها بالضغط على العناصر العصبية المرافقة، وذلك على الرغم من أنها قد لا تسبب اضطرابًا في الهرمونات أحيانًا.
معنى أن يكون الورم الغدي وظيفيًا هو أن الورم فعال هرمونيًا وتعمل خلاياه على تركيب وإفراز الهرمونات النخامية مثل الخلايا الطبيعية. في هذه الحالة فإن الورم على الأغلب أن ينتج كميات كبيرة من الهرمونات، كما أنه لا يستجيب لآليات التنظيم الطبيعية للهرمونات، والتي تعمل في الحالة الطبيعية على إيقاف الإنتاج في حالة وجود كمية كافية أو مرتفعة من الهرمون في الجسم. يجب أن يتم استئصال هذا الورم جراحيًا بسبب الأعراض العديدة والمشاكل التي يسببها.
الورم الغدي غير الوظيفي هو الورم الذي لا ينتج أي هرمونات بغض النظر عن حجمه، وهذا الورم لا يسبب مشاكل إلا تلك المتعلقة بضغطه على العناصر العصبية المجاورة، وبالتحديد الأعصاب البصرية. في هذه الحالة سوف يتطلب العلاج استئصال الورم جراحيًا، وفي حالة غياب الأعراض فلا حاجة للعلاج.
رغم أن هذه الأورام حميدة وليست مهددة للحياة، لكنها قد تسبب مشاكل عديدة، منها:
بادر بزيارة طبيب اختصاصي أمراض الغدد الصماء إذا عانيت من أعراض مشابهة لأعراض أورام الغدة النخامية، سيعمل الطبيب على إجراء الفحوصات والتحاليل الضرورية وتحديد السبب. بإمكان الطرق العلاجية المتوفرة لهذه الحالة إزالة الأورام بأمان واستعادة المستويات الطبيعية للهرمونات والتخلص من الأعراض.
في بعض الحالات النادرة تكون أورام الغدة النخامية موجودة في سياق حالات وراثية تسري في العائلات، ومثالها متلازمة أورام الغدد الصماء المتعددة MEN، والتي لها عدة أنواع يتضمن كل منها وجود مجموعة من الأورام الغدية في نفس الوقت في أكثر من غدة صماء. سيساعد الطبيب في هذه الحالة على إجراء الاختبارات التي تحدد وجود جينات هذه الحالة لدى المريض.
قد يصعب تشخيص أورام الغدة النخامية في كثير من الحالات بسبب غياب الأعراض أو عدم القدرة على تحديد وجود الورم. وبهدف التشخيص يمكن اللجوء إلى عدد من الفحوص، والتي تتضمن:
يهدف علاج أورام الغدة النخامية إلى أعادة مستويات الهرمونات إلى الحد الطبيعي والتخلص من أعراض الانضغاط وحماية الغدة من التعرض لمزيد من الضرر. وإذا لم يسبب الورم في الغدة النخامية أية أعراض وكان بحجم صغير فيكتفى بالمراقبة ولا حاجة للعلاج حينها.
العلاج الرئيسي لأورام الغدة النخامية هو الاستئصال الجراحي للورم، والذي يمكن أن يتم من خلال عدة طرق، تتضمن الجراحة التقليدية عبر عظام الجمجمة، والتي أصبحت قليلة الاستخدام بسبب طول فترة الشفاء والآثار الجانبية العديدة. ومنها أيضًا الاستئصال بالمنظار عن طريق الأنف، وهذه العملية لها آثار جانبية أقل ونتائج شفائية أفضل.
قد تستخدم الأدوية لضبط وتدبير أعراض الورم، وتساعد الأدوية في خفض مستويات الهرمونات النخامية الموجودة في الجسم، كما أن بعضها مفيد في إنقاص حجم الورم كذلك.
من الممكن استخدام العلاج الإشعاعي في بعض الحالات التي لا تناسب الجراحة أو بعد عملية الاستئصال الجراحي إذا لم يتم استئصال الورم بشكل كامل أو إذا عاد مرة أخرى بعد العلاج. والهدف من العلاج الإشعاعي في هذه الحالة هو ضبط نمو الورم أو منعه من إنتاج الهرمونات.
بسبب عدم وجود سبب واضح لحدوث هذه الأورام فلا يمكن القول أن الوقاية منها ممكنة بشكل فعلي. إلا أن بعض الإجراءات قد تكون مفيدة في إنقاص خطر الإصابة بأورام الغدة النخامية، والتي تتضمن:
يعتبر مجال جراحة الأورام وعلاجها من أكثر المجالات المميزة المتوفرة في مراكز علاجك الطبية في تركيا. إذ نقدم خدمات متكاملة وعالية الجودة في كل من التشخيص والعلاج والمتابعة على المدى البعيد، إضافة إلى عدد من الخدمات المميزة التي تساعد مرضانا في قضاء فترة العلاج براحة. ومما يجعل علاجك الطبية واحدة من المراكز الأفضل في تركيا لعلاج الأورام:
يقدم لكم فريق علاجك الطبية عددًا من الخدمات المميزة إضافة إلى العلاج، تبدأ باستشارة مجانية من قبل استشاريينا، وتضم كذلك خدمات الإقامة والنقل في تركيا والترجمة الفورية والتصوير الشعاعي والمختبرات الطبية والمتابعة الدورية بعد العلاج.
تحرير: علاجك الطبية©
المصادر :
hopkinsmedicine.orgخدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة