عادة ما يشمل اضطراب الوسواس القهري كلا من الوساوس والأفعال القهرية، ولكن يمكن أن تظهر أعراض وسواس فقط أو أعراض أفعال قهرية فقط. تعرف من خلال المقال التالي على علاج الوسواس القهري، أنواعه وأسبابه.
الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يتميز بوجود أنماط هوسية غير مرغوبة من التفكير أو بوجود مخاوف غير منطقية تدفع المصاب به إلى تكرار تصرفات هوسية بشكل متكرر وغير مضبوط، حيث أن المصاب بالوسواس القهري لا يستطيع التحكم بالوساوس التي تراود ذهنه ولا يقدر على كبح نفسه عن السلوكيات القهرية التي تدفعه إليها هذه الأفكار. الوسواس القهري من الاضطرابات النفسية المنتشرة بشكل كبير والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على حياة المرضى. ولعلّ المصاب بالوسواس القهري يحاول تجاهل الوساوس أو الإعراض عنها، لكن ذلك لا يزيده إلا قلقًا واضطرابًا، حتى ليجد نفسه في النهاية يقوم بالأفعال القهرية مرة أخرى بهدف تخفيف التوتر عن نفسه وبلوغ الراحة.
يدعى اضطراب الوسواس القهري في اللغة الإنجليزية باسم Obsessive-Compulsive Disorder ويشار إليه اختصارًا بالحرف الأول من كل كلمة OCD.
غالبا ما تتمحور الوساوس التي يسببها الوسواس القهري حول مجموعة محددة من الأفكار، والتي يرتبط بكل منها نمط محدد من التصرفات القهرية، تتضمن أنواع الوسواس القهري:
الوسواس القهري الفكري هو حالة ذهنية لا يستطيع المصاب بها السيطرة على أفكاره، حيث تسيطر فكرة واحدة أو مجموعة أفكار على عقله ولا ينفكّ ينشغل في التفكير بها، ولو أراد الانصراف عنها ما استطاع. لا يستطيع المصاب بالوسواس القهري الفكري التفكير إلا في الفكرة التي تسيطر على ذهنه ولا يمكن التركيز على شيء آخر غيرها، وتختلف أنماط الأفكار التي تظهر في هذا النوع من الوسواس القهري ما بين شخص وآخر.
في الوسواس القهري الجنسي يعاني المريض من حالة من الإدمان على السلوكيات الجنسية، حيث تدفعه رغبة جنسية مفرطة إلى الإفراط في السلوكيات والتصرفات الجنسية وعدم القدرة على التوقف عنها. لا يستطيع المصاب بالوسواس القهري الجنسي كبح نفسه ولا الانشغال في شيء آخر، وتؤدي هذه الحالة إلى انشغاله عن الأمور الأخرى وانصرافه عن أداء مهامه اليومية الأخرى، حيث يمضي كل وقته في التخيلات والسلوكيات الجنسية.
الوسواس القهري الديني هو نمط مرضي من الأفكار الدينية التي تسبب للمصاب بها شعورًا دائمًا بالذنب، مع الامتناع عن معظم السلوكيات الطبيعية والمباحة خوفًا من كسب الذنوب واستحقاق العذاب.
في هذا النوع من الوسواس القهري يعاني المصاب من هوس بالتنظيف والتعقيم ولا ينفك ينشغل في غسيل يديه ومسح الطاولات والأدوات التي يستعملها بشكل متكرر وهوسي، لا يستطيع المصاب بالخوف من الجراثيم والتلوث أداء أي مهمة أو ممارسة أي نشاط طبيعي دون التفكير في مقدار الجراثيم الذي يتعرض له ودون أن يذهب لتنظيف يديه عدة مرات. قد يرفض المصابون بهذا النوع من الوسواس القهري مصافحة الآخرين أو تناول الطعام في الخارج أو استعمال الأدوات المكتبية أو مشاركتها، كما قد يسبب لهم ذلك حالة من الحرج وقلة الثقة في النفس والمواقف الاجتماعية غير المريحة.
يعاني المصاب بوسواس الأذى من خوف مرضي مفرط ومبالغ فيه من التعرض للأذى، فمن الممكن أن يمتنع عن سلوكيات أو أنشطة طبيعية خوفًا من التعرض للأذى، فلا يمارس الرياضة خوفا من الإصابة أو يمتنع عن استخدام السكين لتقطيع الخضروات والفواكه خوفا من أن يجرح نفسه، كما يمكن أن يكون وسواس الأذى متعلقًا بشخص آخر مثل الخوف على الأطفال ومنعهم من اللعب لحمايتهم من التعرض للأذى والإصابات، ويمكن أن يؤدي وسواس الأذى إلى خوف الشخص من الآخرين والتفكير بأنهم قد يودون إيذاءه، أو خوفه من أن يؤدي نفسه أو من حوله كذلك.
في هذه الحالة تراود المصاب شكوك متكررة حيال المهام التي عليه إنجازها، ويظل يفكر بشكل مستمر أكان قد أتمّها أم نسي إنجازها، من الأمثلة على ذلك التفكير بشكل مستمر فيما إذا كنت قد أغلقت باب المنزل قبل خروجك، أو إذا كنت قد أطفأت الموقد أو نسيت صنبور المياه مفتوحًا أو سهوت عن قفل السيارة قبل الابتعاد عنها أو ما إذا كنت قد ضبطت المنبه إلى الساعة التي تود الاستيقاظ فيها أم لا، يظل المصاب باضطراب الشك والتحقق قلقًا معظم الوقت بما يتعلق بالمهام التي يفترض أنه قد أنجزها، ولا تطمئن نفسه حتى يعود فيتأكد من تمامها.
وسواس الاكتناز هو رغبة مرضية لا يستطيع المريض التحكم بها لشراء الأشياء واقتنائها مع عدم القدرة على التخي عن أشياء موجودة مسبقًا ورفض التخلص منها. يعاني المريض من رغبة ملحة في جمع الأشياء والحفاظ عليها ويشعر بالضيق والقلق من مجرد التفكير في رمي أي من أغراضه. تتراكم الأشياء عديمة الفائدة في منزل الشخص المصاب بالاكتناز وتملأ المكان برمّته، كما يجد المصاب نفسه منهمكًا في شراء أشياء جديدة لا حاجة له فيها بل لعلّها تكون عديمة القيمة أو الفائدة أصلا، وهو ما يؤثر على حياة المريض من الناحية المالية ويسبب عيشه في حالة من الفوضى.
يشعر المصاب باضطراب الترتيب والتماثل بالحاجة المرضية للترتيب ووضع كل شيء في مكانه الصحيح، وتراه يغضب أيّما غضب عند اختلال نظامه ورؤيته للأشياء الخاصة به موضوعة في ترتيب غير الذي يريده، يرى المصاب باضطراب الترتيب والتماثل طريقته في ترتيب وتنظيم الأشياء مثالية تماما ويظل في هوس مستمر لترتيب الأماكن والأشياء على طريقته ووفق ما يرضيه.
تسيطر الأنماط القهرية من السلوك على المصاب باضطراب السيطرة على النفس، حيث أنه لا يستطيع في هذه الحالة منع نفسه من التصرف بطريقة معينة ولا الانصراف عن الأفعال القهرية التي يكون مدفوعًا إليها بفعل حالته المرضية.
تقسم أعراض الوسواس القهري إلى وساوس وأفعال قهرية مدفوعة بالأفكار الهوسية، وإن لكل منهما أعراضًا تميزه وتتضمن:
يعاني المريض من أفكار مزعجة أو رغبات أو تخيلات غير مرغوب بها تراود ذهنه بشكل متكرر ولا يقدر على التخلص منها، تسبب هذه الأفكار الانزعاج والقلق للمريض وتعيقه عن التفكير بشكل سليم. لا يمكن التخلص من هذه الأفكار ولا الاستعانة بالمنطق للاقتناع بعكسها ولا يفيد تجاهلها كذلك، وغالبا ما تتعلق هذه الأفكار بأحد المواضيع التالية:
السلوكيات القهرية هي أفعال وسلوكيات يكون المريض مدفوعًا للقيام بها ضد رغبته، حيث لا يملك حكم نفسه للامتناع عنها ولا يشعر بنفسه إلا وهو يمارس هذه الأفعال بهدف الحصول على الراحة والتخلص من التوتر، تتضمن السلوكيات القهرية الشائعة:
قد يأتي إلى ذهن معظم الأشخاص أفكار عن التحقق من الأشياء أو تنظيف اليدين أو الرغبة بترتيب الأشياء بشكل أفضل، لكن ذلك يكون عادة ضمن النطاق الطبيعي. اطلب استشارة طبيب نفسي متخصص عندما تلاحظ أن هذه الأفكار قد خرجت عن السيطرة وبدأت تدفعك للقيام بسلوكيات معينة للتخلص منها، وكذلك فمن المهم مراجعة الطبيب في حالة عجزك عن نسيان أو إيقاف تلك الأفكار أو عدم قدرتك على ضبط نفسك عن الأفعال الناتجة عنها.
إن سبب الإصابة بالوسواس القهري غير معروف بشكل تام بعد، لكن الأسباب المحتملة تتضمن كلًّا مما يلي:
قد يكون الوسواس القهري نتيجة لحدوث اضطرابات أو اختلال في نظام عمل النواقل العصبية الكيميائية في الدماغ، حيث يمكن أن تؤدي المشاكل في بنية المركبات الكيميائية أو الاستجابة لها من قبل خلايا الدماغ إلى ظهور أعراض الوسواس القهري.
من الممكن أن يكون الوسواس القهري مكتسبًا من البيئة الاجتماعية نتيجة تجارب معينة أو سلوكيات يسلكها الأشخاص المحيطون بالمريض، تؤثر به بحيث تدفعه أولًا إلى التحقق من الأشياء والتفكير بها بشكل إرادي ثم تتحول لاحقًا إلى نمط هوسي من التفكير والتصرف.
من الممكن أن يكون للجينات علاقة بالإصابة بالوسواس القهري، حيث يزداد احتمال إصابة الشخص في حالة وجود إصابة سابقة لدى أبويه أو أحد إخوته.
تتضمن أبرز عوامل الخطر للإصابة باضطراب الوسواس القهري:
تتضمن المضاعفات التي قد تترتب على السلوكيات القهرية والوساوس:
يحتاج التخلص من الوسواس القهري وعلاجه إلى وضع تشخيص مناسب في البداية، والسبيل إلى ذلك هو زيارة الطبيب النفسي واستشارته وعرض الحالة عليه، يمكن علاج الوسواس القهري من خلال الأدوية أو العلاج النفسي كما يمكن تجريب طرق علاجية أخرى مثل العلاج بالتعرض أو غيرها.
يقوم الطبيب النفسي بتشخيص الوسواس القهري بعد سماع المريض لمدة كافية والتعرف على أنماط تفكيره وسؤاله عن الأفكار التي تراوده ومدى تأثره بها، مع السؤال عن الأفعال والتصرفات القهرية التي يمكن أن يعاني منها المريض. كما يمكن أن يطلب الطبيب بعض التحاليل الدموية أو اختبارات تصويرية مثل التصوير المقطعي أو الرنين المغناطيسي عند الحاجة.
اختبار الوسواس القهري هو اختبار معرفي يتم إجراؤه من خلال تقييم حالة المريض ومطابقة معايير الاختبار مع الأعراض التي يعاني المريض منها، ويتم الجزم بوجود الوسواس القهري من خلال التحقق من وجود الوساوس أو الأفعال القهرية أو كلاهما، والتأكد من استمرار هذه الوساوس لوقت طويل مع غياب التفاسير الطبية الأخرى للأعراض. يعتبر هذا الاختبار الأسلوب الأدق والطريقة المعيارية لتشخيص الوسواس القهري، ويستطيع الطبيب النفسي إجراءه ضمن العيادة خلال الحديث مع المريض.
للتخلص من الوسواس القهري بشكل نهائي يجب أن تتم متابعة المريض من قبل طبيب نفسي متخصص لفترة طويلة تتضمن عددًا كبيرًا من جلسات العلاج النفسي، ويمكن البدء بالمعالجة من خلال العلاج السلوكي المعرفي، مع استخدام الأدوية النفسية التي تساعد على التخلص من الأعراض عند الحاجة لها.
العلاج السلوكي المعرفي هو أحد الأنماط الفعالة والمفيدة في العلاج النفسي، يتضمن العلاج السلوكي المعرفي شقًا يتعلق بالأفكار ويعنى بالتعرف على أنماط التفكير المختلفة لدى المريض وتمييز الأفكار السلبية ومساعدة المريض على التعرف عليها ثم العمل على التخلص منها والاستعاضة عنها بالأفكار المنطقية والإيجابية. ويعنى الشق الآخرمن العلاج السلوكي المعرفي بأنماط السلوك وأفعال المريض ومدى قدرته على التحكم بها، ومساعدة المريض على إدراك الأنماط السلوكية المرضية والعمل مع الطبيب من خلال مجموعة من القواعد والنصائح على التخلص منها واستبدالها بسلوكيات صحية ومفيدة.
يمكن لبعض الأدوية أن تفيد في ضبط السلوكيات القهرية والسيطرة على الوساوس، ما يجعل مهمة العلاج السلوكي المعرفي أسهل في التخلص من الأفكار والسلوكيات المرضية. يبدأ الطبيب العلاج بالأدوية باستخدام مضادات الاكتئاب ثم يمكن أن يصف أدوية أخرى حسب ما يراه مناسبًا، وتتضمن الأدوية المسخدمة:
تحرير: علاجك الطبية©
خدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة