غضروف الرقبة أو الضلع الرقبي هو ضلع أو غضروف يرتبط مع الفقرة الرقبية الأخيرة ويوجد في الرقبة في أعلى الأضلاع الصدرية، ويمكن أن يكون على شكل غضروف أو أن يحتوي على الكلس والمعادن فيصبح ذو بنية عظمية.
هذا الغضروف زائد وغير موجود في الحالات الطبيعية، وينتج عن عيوب ولادية وأخطاء في نمو الشخص أثناء الحياة الجنينية داخل الرحم تؤدي إلى ظهوره، ومن الممكن أن يكون كامل التطور على شكل ضلع عظمي أو أن يكون رفيعًا خيطي الشكل.
لا يكون غضروف الرقبة مشكلة في كثير من الحالات، إلا أن موقعه في العنق يمكن أن يسبب الضغط على الأعصاب والشرايين والأوردة المجاورة له، والتي تكون مسؤولة عن تغذية الطرف العلوي عادةً.
عندما يضغط عضروف الرقبة على الأعصاب والأوعية الدموية المجاورة فإنه يسبب حالة تسمى متلازمة مخرج الصدر، والتي تترافق مع عدد من الأعراض المزعجة في الذراع واليد.
ويمكن أن يوجد غضروف الرقبة في جهة واحدة من الجسم أو في الجهتين معًا في بعض الحالات.
إن تشخيص متلازمة مخرج الصدر وغضروف الرقبة صعب، إذ يمكن لعدد من الحالات الأخرى أن تسبب الأعراض نفسها، كما أن وسائل التصوير الشعاعي قد لا تفيد في اكتشاف غضروف الرقبة في بعض الحالات.
تنحصر أعراض غضروف الرقبة في كل من:
تتضمن أعراض غضروف الرقبة كذلك كلًّا من:
في الحالة الطبيعية فإن الأضلاع تبدأ من الفقرة الظهرية الأولى إذ لا يوجد أضلاع في الرقبة، ويكون سبب غضروف الرقبة هو تطوره أثناء حياة الجنين داخل الرحم نتيجة لعيب في الجينات أو خلل وراثي أو مشاكل أخرى.
تعرف على: غضروف الأنف: الأسباب والأعراض وطرق العلاج
إن ما يسبب الأعراض في حالة غضروف الرقبة أو متلازمة مخرج الصدر هو وجود الغضروف في المنطقة التي تمر منها الأعصاب والأوعية الدموية المرتبطة بالطرف العلوي، حيث تمر من الرقبة في هذه المنطقة مجموعة من الأعصاب التي تسمى الضفيرة العضدية والمسؤولة عن نقل الإحساس والأوامر الحركية من وإلى الذراعين واليدين، إضافة إلى مرور الشريان والوريد تحت الترقوة، المسؤولين عن تغذية الطرف العلوي بالدم والأوكسجين.
يعتبر غضروف الرقبة من العيوب الولادية قليلة الأهمية والتي لا تسبب أي مشاكل في كثير من الحالات.
ومع ذلك فإن الحالات التي يؤدي غضروف الرقبة فيها إلى حدوث أعراض الألم وصعوبة الحركة والخدر والتنميل وحدوث متلازمة مخرج الصدر فمن الضروري إجراء العلاج المناسب للتخلص من هذه الأعراض واستعادة قدرة المريض على استعمال اليدين بشكل ملائم.
وتتوفر عدة طرق لعلاج غضروف الرقبة وتدبير الأعراض، وفي الحالات الشديدة يمكن إجراء الجراحة واستئصال غضروف الرقبة بالكامل، وهو ما يضمن الشفاء من الحالة وغياب الأعراض بشكل نهائي.
يمكن علاج غضروف الرقبة من خلال عدة طرق، ويتم تحديد الطريقة المناسبة حسب شدة الأعراض.
ولتشخيص غضروف الرقبة يجب إجراء فحص بدني شامل مع استخدام وسائل التصوير الطبي كالأشعة السينية والأمواج فوق الصوتية والرنين المغناطيسي لرؤية غضروفة الرقبة.
كما يمكن استخدام اختبارات أخرى مثل تصوير الشرايين والأوردة وتخطيط الأعصاب لدراسة تأثير غضروف الرقبة على هذه العناصر.
بعد التأكد من التشخيص يتم البدء بالعلاج حسب شدة الأعراض، ويكون العلاج محافظًا غير جراحي في أغلب الحالات، وتتضمن طرق العلاج المتبعة لعلاج غضروف الرقبة:
العلاج الفيزيائي واستخدام التمارين من الخطوات الأساسية في علاج غضروف الرقبة وهي طريقة العلاج المختارة للبدء بها دائمًا.
من خلال العلاج الفيزيائي يتم العمل على تقوية وتمطيط عضلات الكتف، مع استخدام التمارين الضرورية لإرخاء عضلات الرقبة وزيادة مدى حركتها، والهدف من تعلم هذه التمارين وممارستها هو زيادة القدرة على فتح مخرج الصدر وتخفيف الضغط عن الأعصاب والأوعية الدموية، إضافة إلى تحسن مدى الحركة والوضعية بشكل عام.
اقرأ اكثر: عملية جراحة الكتف
من شأن تمارين غضروف الرقبة في الحالات الخفيفة أن تزيل الضغط بشكل كامل عن الأعصاب والشرايين والأوردة عند الالتزام بها بشكل مستمر، وتتضمن أبرز التمارين الضرورية لعلاج غضروف الرقبة:
في معظم الحالات تستخدم الأدوية لعلاج غضروف الرقبة، ويستفاد من الأدوية في تخفيف شدة الأعراض وتقليل ظهورها، ما يساعد في تقليل شعور المريض بالألم وزيادة قدرته على الحركة والقيام بالأنشطة اليومية، وعلى الرغم من ذلك فإن الأدوية ليست علاجًا شافيًّا لغضروف الرقبة، إنما هي وسيلة مساعدة للتحكم بالأعراض وتقليل شدتها إلى حين تطبيق علاج آخر، وتتضمن الأدوية المستخدمة في علاج غضروف الرقبة:
دواء بريدنيزون هو أحد أنواع أدوية الكورتيكوستيرويد، ويعطى بريدنيزون في حالة متلازمة مخرج الصدر بهدف تخفيف الحالة الالتهابية الناتجة عن انضغاط الأعصاب، إضافة إلى قدرته على تخفيف التورم والانتفاخ في اليدين.
ويساهم دواء بريدنيزون كذلك في تقليل الألم وتحسين القدرة على الحركة.
ديكلوفيناك من الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية. يستعمل دواء ديكلوفيناك بشكل شائع في حالات الألم والحرارة المختلفة، وهو مفيد بشكل كبير في علاج غضروف الرقبة.
يعمل ديكلوفيناك على تخفيف حالة الالتهاب التي يسببها الضغط على الأعصاب، وهو مفيد بشكل كبير في تخفيف الألم واسترجاع القدرة على الحركة.
أحد أهم الأدوية التي تستخدم في حالات انضغاط الأعصاب المختلفة هي المرخيات العضلية، ومن بينها دواء سيكلوبنزابرين.
يستخدم هذا الدواء بهدف تقليل تشنج العضلات وإرخائها، بما يسمح بفتح مخرج الصدر وتقليل الضغط على الأعصاب.
يساهم سيكلوبنزابرين كذلك في تقليل الألم بشكل كبير عن طريق إزالة الانضغاط العصبي وتخفيف تشنج العضلات في الوقت نفسه.
تبقى الجراحة هي الحل الأخير والعلاج الشافي لمشكلة غضروف الرقبة، ولا يتم اللجوء للجراحة عادةً في الحالات الخفيفة والمتوسطة، إنما يحتفظ بها للحالات الشديدة التي تترافق مع تحدد كبير في الحركة ودرجة غير محتملة من الألم.
تتضمن العملية الجراحية لغضروف الرقبة التداخل عبر عضلات الرقبة واستئصال الغضروف بشكل كامل، ما يؤمن زوال الانضغاط عن الأعصاب والأوعية الدموية وبالتالي الشفاء بشكل شبه تام.
لعملية غضروف الرقبة نتائج ممتازة بشكل عام، حيث تؤدي العملية إلى الشفاء الكامل وزوال جميع الأعراض في أكثر من 95% من حالات غضروف الرقبة.
ويعتمد نجاح عملية غضروف الرقبة على عمر المريض وحالته الصحية ونوع التداخل الذي يجريه الطبيب، إضافة إلى ذلك فإن خبرة الطبيب مهمة في نجاح العملية.
بشكل عام فإن استئصال غضروف الرقبة لا ينطوي على مخاطر مهمة، إلا أن التقارب الشديد بين غضروف الرقبة مع مجموعة كبيرة من الأعصاب والشرايين الكبيرة في الجسم فإن الخطأ في العملية قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بأحد الأعصاب وما يترتب عليه من صعوبة في الحركة وألم، إضافة إلى خطر تعرض الشرايين للضرر، ما قد يسبب حالة شديدة من النزيف.
يختلف سعر عملية غضروف الرقبة حسب عدة عوامل، أهمها حالة المريض وصعوبة إجراء العملية وأيضًا خبرة الطبيب المعالج والمركز الطبي المقدم للخدمات، إضافة إلى اختلاف سعر العملية مع اختلاف البلد الذي تجرى فيه.
يبلغ سعر عملية غضروف الرقبة في تركيا حوالي 1500 دولار أمريكي، بينما تصل هذه التكلفة في أوروبا إلى 7000 دولار، وفي الولايات المتحدة إلى 12000 دولار.
أما في الدول العربية كالإمارات والسعودية والأردن فإن متوسط التكلفة هو 4000 دولار أمريكي.
تحرير: علاجك الطبية©
خدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة