تجرى زراعة الرئة في كثير من الحالات للتعويض عن الرئتين الطبيعيتين الفاقدتين للوظيفة عند المريض نتيجة للتليف أو التعرض لضرر شديد أو لأمراض مزمنة غير قابلة للشفاء في الجهاز التنفسي، ومن الممكن أن يتم ذلك عادةً بالترافق مع زراعة القلب، في عملية تعرف باسم زراعة القلب والرئة.
وإن عملية زراعة الرئة بشكل عام هي إجراء جراحي معقد يتضمن استئصال الرئة التالفة والفاقدة للوظيفة ووضع رئة أخرى مأخوذة من متبرع في مكانها. ومن أجل نجاح هذه العملية يجب أن يتحقق التوافق بين أنسجة المريض الآخذ للرئة والمعطي، إضافة إلى ضرورة توافق الزمر الدموية لديهما. ويتم تقييم المريض بدقة قبل إجراء زراعة الرئة للتأكد من أنه يستوفي المعايير المناسبة للزراعة، وتشمل التقييمات الأولية أيضًا اختبار وظائف الرئة وتصوير الصدر بالأشعة السينية وتقييم الحالة الصحية بشكل عام. وتتطلب هذه العملية فترة عناية طويلة لتأمين النجاح والوقاية من المضاعفات، كما يجب أن يعالج المريض بالأدوية المثبطة لنشاط الجهاز المناعي مدى الحياة بعد زراعة الرئة.
الرئة التالفة غير مناسبة لتأمين الوظائف التنفسية عند المريض، إذ يعتمد الجسم على الرئة وحدها للحصول على الأوكسجين الضروري من أجل استمرار العمليات الحيوية في الخلايا، فبدون التنفس الطبيعي لن تعمل وظائف الجسم الحيوية. توجد عدة أمراض يمكن أن تتلف الرئتين وتجعلهما غير فعالتين في التنفس، إذ تتضمن أسباب الحاجة إلى زراعة الرئة:
اقرأ أيضًا: أشهر أمراض الجهاز التنفسي وطرق الوقاية
إن زراعة الرئة ليست عملية يمكن إجراؤها لأي مريض كان، إذ يجب أن يحقق المريض عدة شروط ومعايير حتى تكون زراعة الرئة ممكنة لديه، كما أن بعض العوامل قد تكون عائقًا أمام إجراء الزراعة لدى المرشح. وبينما يتم تقييم كل حالة بشكل فردي من قبل مركز الزراعة المتخصص، فإن بعض الحالات قد لا تناسبها عملية زراعة الرئة، ومنها:
يوجد اختلاف في البنية النسيجية والأنماط المناعية للخلايا بين كل شخصين في العالم، ولهذا فلن يكون أي متبرع مناسبًا للمريض الآخذ. على المتبرع أن يحقق عدة شروط ومواصفات حتى يمكن نقل الرئة منه إلى الآخذ، والتي تتضمن:
توجد عدة أنواع مختلفة لعملية زراعة الرئة، ويكمن الفرق الأساسي فيما بينها بحجم العضو المزروع، وتتضمن أنواع عملية زراعة الرئة كلا من:
تتضمن عملية زراعة الرئة:
يتم وضع المريض على لائحة الانتظار لزراعة الرئة عندما يتم تشخيص المرحلة الأخيرة من أحد أمراض الرئة المزمنة مثل تليف الرئة أو الانسداد الرئوي المزمن أو التليف الكيسي، ويبقى المريض بحاجة لأجهزة ووسائل دعم التنفس خلال فترة الانتظار. وعند توفر متبرع تبدأ التحضيرات للزراعة.
تتضمن التحضيرات الضرورية لزراعة الرئة التقييم الطبي الشامل، والذي يتضمن صور الصدر واختبارات وظائف الرئة وتخطيط القلب وتحليل الدم للتأكد من عدم الإصابة بأمراض سارية أو مزمنة وكذلك للبحث عن الإصابة بفقر الدم إن وجدت، تساعد هذه الاختبارات على تقييم الحالة الصحية العامة للمريض ودراسة مخاطر العملية ونسبة النجاح والمضاعفات المتوقعة.
سوف يتم مراقبة العلامات الحيوية كالنبض وضغط الدم والحرارة بشكل دوري إلى حين موعد العملية، كما تتضمن التحضيرات تعديل جرعات الأدوية وإيقاف بعضها وإعطاء أدوية أخرى قبل العملية كذلك. في اليوم الأخير قبل العملية يجب على المريض الامتناع عن الطعام والشراب لمدة 8 ساعات على الأقل قبل العملية، مع التوقف عن شرب السوائل الصافية مثل الماء قبل ساعتين على الأقل.
تتضمن العملية إزالة الرئة السليمة من المتبرع ونقلها إلى الآخذ. ولأن الأعضاء الحيوية حساسة جدا فإن الحصول على الرئة الجديدة يتم بالتزامن مع تحضير المتبرع لتلقيها. ويتضمن تحضير المتبرع فتح الصدر والوصول إلى الرئة التالفة ومن ثم استئصالها حتى تتاح مساحة لوضع الرئة الجديدة، ويمكن أن تجرى العمليتان في غرفة العمليات نفسها.
تستغرق عملية الزراعة حوالي 3 ساعات أو أكثر، وتتضمن وضع الرئة في مكانها الجديد ومن ثم إعادة وصل الشرايين والأوردة والشعب الهوائية بين الرئة الجديدة وبين الطرق التنفسية والأوعية الدموية الخاصة بجسم الآخذ. بعد إتمام عملية الزراعة بشكل تام والتحقق من جريان الدم ضمن الرئة الجديدة واختبارها، يتم إغلاق جدار الصدر بشكل مناسب، من خلال إعادة وصل وتثبيت الأضلاع والقفص الصدري ومن ثم خياطة طبقات الصدر بالخيوط الجراحية.
قد يتوجب إبقاء المريض في العناية المشددة لمدة 24 ساعة على الأقل بعد عملية زراعة الرئة، وذلك لتأمين استقرار العضو المزروع وسلامته قبل البدء بالاعتماد عليه لتنفس المريض. أثناء العملية وخلال هذه الفترة سوف يكون المريض متصلًا بأجهزة التنفس الاصطناعي ريثما تشفى الرئة الجديدة وتتكيف مع الجسم.
وبشكل فوري بعد أن تتم زراعة الرئة، سوف يبدأ العلاج بالأدوية المثبطة لنشاط الجهاز المناعي عند الآخذ، وذلك لأن الرئة المزروعة تعتبر جسمًا غريبًا بالنسبة للجهاز المناعي للآخذ، وفي غياب مثبطات المناعة سوف يهاجم الرئة الجديدة ويسبب تلفها. يستثنى من ذلك حالة زراعة الأعضاء بين التوائم الحقيقية، حيث تكون الأنسجة متطابقة بنسبة 100% ولا حاجة لمثبطات المناعة في هذه الحالة.
مثبطات المناعة أدوية ذات تأثير سلبي على نشاط الجهاز المناعي، ولهذا السبب فإن لها آثار جانبية عديدة، أهمها زيادة خطر العدوى والالتهابات في مختلف أنحاء الجسم، وكذلك زيادة خطر الإصابة بالسرطان، وفقر الدم ونقص الصفائح الدموية وخطر النزوف، وأيضًا أمراض الكبد.
سوف يتوجب على المريض بعد الزراعة إجراء تغييرات في نمط الحياة لضمان استمرار الرئة، منها ترك التدخين وتجنب التعرض للأبخرة السامة والمواد الكيميائية المسرطنة والاعتماد على نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة.
توجد بعض العوائق التي قد تمنع زراعة الرئة، ومنها:
تعتمد نسبة نجاح العملية بشكل رئيسي على نسبة التوافق بين أنسجة المتبرع والمتلقي، إضافة إلى عوامل أخرى تتضمن الحالة الصحية العامة للمريض ومدى العناية بعد العملية. بشكل عام فإن نسبة نجاح العملية تصل إلى 55% خلال الخمس سنوات التالية للزراعة، أما في المرحلة الأولى القصيرة بعد العملية فإن نسبة النجاح تصل حتى 80%. وهذه النسبة هي 100% عند إجراء الزراعة من متبرع توأم حقيقي.
من شأن زراعة الرئة أن تحسن من جودة حياة المريض بشكل مستدام، بما يعيد له القدرة على الحركة والقيام بالأنشطة المختلفة والعمل وغير ذلك. وإن السنة الأولى بعد العملية هي التي تحمل الخطر الأكبر لحدوث المضاعفات، والتي تشمل الرفض المناعي والالتهاب، وبعد ذلك يصبح معدل الخطر أقل بكثير. وقد يعيش المرضى الذين أجروا زراعة الرئة أكثر من 10 سنوات بعد العملية، إلا أن خطر الوفاة يبلغ حوالي 50% بعد مرور 5 سنوات من العملية.
تتضمن المخاطر المحتملة:
يساعد الالتزام بنمط حياة صحي بشكل كبير على التأقلم بعد عملية زراعة الرئة وإبقاء الرئة الجديدة بحالة صحية. لهذا الهدف توجد عدة نصائح وإرشادات من الضروري الالتزام بها. أهم هذه الإرشادات هو تجنب التدخين بسبب أضراره الكبيرة على الرئة وعدم شرب الكحول كذلك. إضافة إلى ذلك من المهم الالتزام بنظام غذائي صحي يؤمن حاجات الجسم بشكل كامل.
التمارين الرياضية مهمة جدا في التأقلم وإعادة التأهيل، والتي تبدأ بعد بضعة أيام فقط من العملية، ويساعد الفريق الطبي في تصميم برنامج تدريبي مناسب لهذا الهدف.
يفيد تلقي الدعم النفسي والعاطفي من الأشخاص المقربين وكذلك من أشخاص متخصصين موجودين ضمن الفريق الطبي في جعل مرحلة إعادة التأهيل أسهل وأكثر راحة، كما يمكن أن يساعد الانضمام إلى مجموعات الدم وأيضًا الاطلاع والتعلم أكثر عن الحالة. من المهم في هذا الصدد أن تكون التطلعات والأهداف المتوقعة بعد العملية واقعية وقابلة للتحقيق.
تعتبر زراعة الأعضاء من الإجراءات الجراحية باهظة التكلفة، إذ تعتبر العلاج الأعلى تكلفةً بين طرق وأساليب العلاج المختلفة، وذلك بسبب صعوبة العملية والحاجة إلى طاقم طبي ذو خبرة طويلة لإجرائها، إضافة إلى طول فترة العلاج والرعاية وإعادة التأهيل. وتبلغ تكلفة عملية زراعة الرئة في تركيا بشكل عام حوالي 60.000 دولار أمريكي وسطيًّا. وتوجد في تركيا عدة مراكز طبية متخصصة بإجراء عمليات زراعة الأعضاء، والتي تعمل علاجك الطبية بالتعاون مع عدد منها، والتي تضم:
يمكنك الحصول على كامل المساعدة التي تحتاجها في ما يتعلق بالعلاج في تركيا لدى علاجك الطبية. تقدم علاجك الطبية خدمات العلاج المختلفة في تركيا، والتي تشمل طيفًا واسعًا من المشاكل الصحية والأمراض وكذلك الخدمات التجميلية المختلفة.
يعمل فريق علاجك الطبية على تقديم الاستشارة المجانية لكم، مع تقديم كافة التفاصيل عن طرق العلاج المتوفرة ومدة الشفاء والتكاليف. ويعمل في عيادات علاجك الطبية نخبة من أفضل الأطباء الذين يمتلكون خبرات ومهارات مميزة. كما توفر علاجك عيادات حديثة ومتطورة مزودة بأفضل التكنولوجيا الطبية والتقنيات الحديثة.
ويقدم لكم فريق علاجك أيضًا خدمات إضافية لتساعدكم على جعل رحلة العلاج أكثر سهولة وراحة، منها إجراء الحجوزات واستقبالكم عند الوصول إلى تركيا، وكذلك المرافقة والترجمة الطبية وغير ذلك من الخدمات التي نقدمها بأفضل الأسعار.
تحرير: علاجك الطبية©
خدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة