الطلوان هو أحد أمراض الفم واللسان التي تظهر كدلالة على وجود إصابة مرضية أخرى وتحدث في سياق مشاكل صحية متعددة. ومن حيث يتضمن الطلوان ظهور طبقة بيضاء على اللسان، فإنه قد يشير إلى مرض كامن، إذ يعتبر الطلوان عرضًا للمرض وليس مرضًا مستقلًا. يعتبر الطلوان حالة ما قبل سرطانية، كما أن له اقترانًا قويًا مع بعض العوامل المسرطنة، وهو ما يجعل فهمه وتقصي أسبابه وارتباطه مع الأمراض المختلفة أمرًا بالغ الأهمية.
تشاهد هذه الحالة بشكل شائع عند المدخنين ومدمني الكحول، لكنها قد تظهر أيضًا عند الأشخاص الذين يعانون من تهيج مزمن أو التهاب مزمن في الفم.
نتناول في هذا المقال الأسباب المحتملة للطلوان، والأعراض التي تقترن معه، إضافة إلى طرق التشخيص والعلاج. تابع القراءة معنا لتتمكن من التعرف على هذه الحالة بشكل دقيق وتكوين معرفة كافية عنها وتعلم كيفية التعامل مع الطلوان ومتى تزور الطبيب وما هي العلاجات المتاحة.
الطلوان أو اللوكوبلاكيا Leukoplakia هو حالة مرضية من أمراض الفم تتسم بتكون بقع ثخينة بيضاء أو رمادية على اللسان وفي الفم، هذه البقع غير مؤلمة لكنها لا تزول من تلقاء نفسها حتى مع محاولة كشطها من قبل المريض.
قد تتعرض للإصابة بالطلوان إذا وجد ضمن الفم ما يسبب التهيج للأغشية المخاطية على اللسان وباطن الخدين واللثة، وإن التدخين هو العامل المسبب الأكثر شيوعًا لهذه الحالة. قد يتطور الطلوان إلى إصابة سرطانية في الفم، لذلك من الضروري مراجعة الطبيب المتخصص لإجراء التشخيص اللازم وتقديم علاج مناسب.
الحالات الخفيفة من الطلوان عادةً ما تكون حميدة وغير مؤذية، بينما تكون الحالات المعرضة للإصابة بالسرطان هي الحالات الشديدة واسعة الانتشار والتي تستلزم العلاج الفوري. وتفيد العناية المنتظمة بصحة الفم والأسنان في تقليل خطر عودة الطلوان بعد العلاج.
السبب الفعلي وراء الإصابة بالطلوان غير معروف بشكل دقيق. يقترن الطلوان بشكل رئيسي مع التدخين واستخدام التبغ، يشمل ذلك كلًا من التدخين ومضغ التبغ على حد سواء. وتتضمن أسباب الطلوان الأخرى كذلك:
تقترح بعض الدراسات وجود اقتران ما بين الطلوان والإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري HPV، إلا أن الأدلة على هذه العلاقة غير كافية لإدراج الإصابة بفيروس الورم الحليمي ضمن قائمة الأسباب.
قد يحدث الطلوان كذلك بسبب وراثي نتيجة للإصابة ببعض الطفرات الجينية التي تؤدي إلى تكاثر مفرط وغير مضبوط في خلايا الغشاء المخاطي المبطن للفم واللسان.
يحدث الطلوان في الأماكن التي يغطيها غشاء مخاطي، وبشكل أساسي فإنه يصيب الفم بما يشمل باطن الخدين واللسان واللثة وسقف وأرضية الفم. وتتميز الحالة بوجود بقع أو لطخات غير طبيعية داخل الفم، والتي تتباين من حيث المظهر والشكل واللون وقد تتسم بالسمات التالية:
الاحمرار ضمن بقع الطلوان قد يكون علامةً على وجود إصابة سرطانية. اطلب مساعدة الطبيب بشكل فوري في حال ملاحظة نقط حمراء ضمن بقع الطلوان.
قد تتكون بقع الطلوان على اللثة أو باطن الخدين أو الوجه العلوي أو السفلي للسان أو على الشفاه كذلك، وتستغرق عدة أسابيع لتتطور وتصبح مرئية، وهي عبارة عن بقع غير مؤلمة.
للطلوان أنواع عديدة، وتشمل:
الطلوان البسيط أو المتجانس هو الحالة الأقل خطورة وجدية، ويتكون من لطخات متشابهة في الشكل واللون تكون بيضاء غالبًا. وإن احتمالية الإصابة بسرطان الفم في هذا النمط قليلة.
يبدو الطلوان في هذه الحالة كما يدل اسمه، حيث تكون البقع حاوية على الشعر، ومع وجود عدة طيّات ضمنها بما يجعلها تشبه الشعر أكثر. وتظهر بقع الشعر غالبًا على اللسان، إلا أنها قد تظهر في أي جزء آخر من الفم. ولا يتحول هذا النوع من الطلوان إلى حالة سرطانية.
يظهر الطلوان المشعّر في الغالب لدى المرضى المصابين بمرض الإيدز أو المصابين بفيروس إبشتاين بار Epstein-Barr.
يسمى أيضًا الطلوان التكاثري الثؤلولي PVL، وتفيد الدراسات بأن حوالي 60% من المصابين بهذا النوع يصابون لاحقًا بسرطان الفم.
يبدو الطلوان المبقّع على شكل بقع بيضاء صغيرة منتشرة في الفم، تظهر على اللسان أو اللثة أو النسيج الرخو الموجود ما بين اللثة والشفاه وكذلك باطن الخدين. تنمو بقع الطلوان المبقع بسرعة كبيرة وقد تؤدي إلى تشكل عقد أو كتل.
يتم تشخيص الغصابة بالطلوان عادةً من خلال الفحص البدني للفم. أثناء فحص الفم يستطيع الطبيب التأكد مما إذا كانت البقع الموجودة في إصابة بالطلوان أم لا، إذ يمكن أن يخلط الناظر ما بين الطلوان وإصابة أخرى تسمى السُلاق الفموي.
السُلاق الفموي هو إصابة تحدث نتيجة عدوى بالفطريات، وتسبب بقعًا أكثر نعومة من بقع الطلوان، كما أنها تنزف أسرع وأكثر من الطلوان ويمكن مسحها وإزالتها من خلال كشط اللسان، على عكس بقع الطلوان.
قد يحتاج التشخيص إلى إجراء عدة فحوصات للتأكد من السبب وراء الطلوان، يساهم ذلك في وضع خطة علاجية تمنع من تكرار الإصابة في المستقبل.
خلال التشخيص يحاول الطبيب كشط البقع للتأكد إذا كانت ستزول أم لا، وعند الشك بوجود إصابة سرطانية في الفم يتم أخذ خزعة من منطقة مصابة بالطلوان وإرسالها إلى المختبر لدراستها والتحقق من الإصابة بالسرطان أو نفيها.
لا يسبب الطلوان مضاعفات أو أضرار آنيّة في الفم، كما أنه إصابة غير مؤلمة ولا تسبب الإزعاج للمريض إلا في حالة النزف. قد يسبب الطلوان المشعر رائحة الفم الكريهة نتيجة نقص النظافة الفموية.
يكمن الخطر الأكبر عند الإصابة بالطلوان في كونه حالة ما قبل سرطانية، أي أنه يعتبر مرحلة أولية للسرطان يمكن أن تتطور لاحقًا إلى سرطان الفم. يوجد هذا الخطر بشكل خاص في حالات الطلوان المبقع، ويكون منخفضًا في الطلوان البسيط، أما الطلوان المشعر فلا يتحول إلى سرطان.
ليس بالضرورة أن يتحول الطلوان إلى سرطان في جميع الحالات، فعلى الرغم من وجود خطر واضح للإصابة السرطانية إلا أن نسبة المرضى الذين يصابون بسرطان الفم بعد هذه الحالة لا تتجاوز 15% من مجمل الحالات. ما تزال الدراسات تبحث في العوامل التي تزيد من خطر السرطان، فالإصابة على اللثة تحمل خطرًا قليلًا للتسرطن، بينما يكون الخطر أكبر على اللسان وأرضية الفم.
يعالج الطلوان عادةً من خلال إزالة البقع من الفم والتخلص منها. يعمل الطبيب على إزالة بقع الطلوان باستخدام شفرة جراحية خاصة، كما يمكن استخدام عدة تقنيات أخرى، ومنها:
في حالة الطلوان المشعر فلا يكون العلاج ضروريًا، ويجرى من أجل تحقيق النظافة الفموية وتحسينها. وغالبًا ما يزول عند الالتزام بالتنظيف المنتظم للسان بالفرشاة. قد تستخدم مضادات الفيروسات في العلاج في حالة الإصابة بفيروس إبشتاين بار.
نتيجة عدم معرفة السبب الدقيق وراء اللوكوبلاكيا فمن غير الممكن الوقاية بشكل كامل من الإصابة. ولكن توجد بعض الوسائل التي يمكن من خلالها تقليل خطر الإصابة، والتي تشمل:
نعم، يمكن معالجة الطلوان بشكل كامل باستخدام الليزر أو التبريد بالنيتروجين السائل أو الكي الكهربائي، كما يمكن إزالة البقع جراحيًا. ومن خلال البحث عن العوامل المسببة وعلاجها يمكن الوقاية من عودة الإصابة.
قد تكون بعض حالات الطلاوة البيضاء خطيرة بسبب احتمال تطورها إلى إصابة بسرطان الفم، يوجد هذا الخطر بشكل خاص في النوع المبقع.
لا، يتميز الطلوان بجميع أنواعه بأنه غير مؤلم، إلا أن الطلوان المشعر قد يسبب رائحة كريهة في الفم.
نعم، يقترن حدوث الطلوان بشكل واضح ومثبت مع التدخين وجميع طرق استخدام التبغ.
خدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة