الكليتان من الأعضاء الحيوية في الجسم، والمسؤولة عن وظائف متعددة ومهمة لاستقرار الجسم وبقائه في حالة صحية جيدة. وتعتبر تنقية الدم من المواد السامة ونواتج العمليات الحيوية وغيرها من المواد الضارة هي الوظيفة الأهم للكلى، وإلى جانب هذه الوظيفة تقترن الكليتان مع عدد من الوظائف الأخرى في الجسم، والتي يعتبر تنظيم ضغط الدم وإنتاج فيتامين د أهمها، بالإضافة إلى تحفيز تكاثر خلايا الدم الحمراء والحفاظ على قيمة طبيعية لمعدل حموضة الدم.
تتلقى الكلية الواحدة كميات كبيرة من الدم في كل دقيقة، يدخل هذا الدم إلى الكلية ليمر قرب شبكة من الأنابيب المتوازية التي تسمى وحدات الترشيح أو النفرونات، والتي تعمل على سحب المواد الضارة وفضلات العمليات الحيوية والكميات الفائضة من الشوارد من الدم وطرحها في الطرق البولية. وتصاب الكلية بعدد من الأمراض نتيجة لوظيفتها أو لتأثرها بمشاكل صحية أخرى، إذ أن النظام الغذائي السيء وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وبعض أنواع الأدوية وأمراض المناعة الذاتية وغيرها، جميعها تعتبر أسبابًا للإصابة بأمراض الكلى.
الفشل الكلوي المزمن هو مرض مزمن تتسم بتناقص وظيفة الكلى بشكل تدريجي على مدى فترة زمنية طويلة، ويؤثر على قدرة الكلية على تصفية الفضلات والسموم من الدم بشكل فعال. يحدث الفشل الكلوي المزمن عندما تصبح الكلى غير قادرة على القيام بوظائفها بنفس الكفاءة الطبيعية، والتي تتم عادةً في الحالة الطبيعية بمعدل ترشيح فعال يتراوح ما بين 90 – 120 مل/دقيقة، وعندما يتناقص معدل الترشيح الكلوي عن هذه القيمة يعتبر المريض مصابًا بالفشل الكلوي المزمن.
كثيرةً هي الأمراض والحالات التي من شأنها أن تسبب الفشل الكلوي المزمن. وتضم الأسباب الشائعة ارتفاع ضغط الدم المزمن غير المضبوط ومرض السكري والالتهابات الكلوية المزمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى التدخين والأسباب الوراثية.
يتطور الفشل الكلوي المزمن عادةً ببطء وبشكل تدريجي، وقد لا تظهر الأعراض في المراحل الأولى ومع مرور الوقت، قد تظهر أعراض مثل التعب المستمر وفقدان الشهية والغثيان والقشعريرة، وكذلك وذمات الأطراف السفلية وفقر الدم. يؤثر الفشل الكلوي المزمن أيضًا على الجهاز العصبي والجهاز الهضمي والجهاز القلبي الوعائي والجهاز العضلي الهيكلي ملحقًا الضرر بوظائفها.
في أغلب حالات الفشل الكلوي المزمن يستطيع المريض تحمل الحالة مع التدبير الطبي بشكل صحيح، إلا أن الاضطرابات الكبيرة في الجسم قد تسبب عجزًا كبيرًا في وظائف الكلى وتؤدي إلى حدوث الفشل الكلوي الحاد الذي يحتاج إلى العلاج الإسعافي.
تكيسات الكلى هي مشكلة تصيب الكليتين أو واحدة منهما، تتضمن تكون كيسات كروية الشكل داخل الكلية، هذه الكيسات عبارة عن تجمعات تحتوي سوائل مائية القوام، إلا أنها تؤثر على الكلية بسبب الضغط على الأنسجة الكلوي وإعاقة جريان الدم والسوائل ضمنها. قد تكون هذه الكيسات صغيرة في أغلب الحالات فلا تسبب أي أعراض، إلا أن الكيسات كبيرة الشكل قد تؤدي إلى مشاكل واضحة، وحسب نوع الكيسات والعامل المسبب فقد تكون مفردة أو متعددة، في كلية واحدة أو في الاثنتين.
ويعتبر داء الكلية متعدد الكيسات هو أحد الأنواع الشائعة لتكيسات الكلى، وهو مرض وراثي ينتقل من أحد الأبوين ويتضمن تكون عدد كبير من الكيسات في الكلية وحدوث الفشل الكلوي في مراحل مبكرة من العمر.
قد تسبب تكيسات الكلى أعراضًا تتضمن ألم الظهر وارتفاع ضغط الدم ونقص كمية البول وغيرها، وفي الحالات الشديدة قد يؤدي عدم العلاج إلى مضاعفات شديدة مثل الفشل الكلوي الحاد والتهاب الكلى.
حصى الكلى هي كتل صلبة من الأملاح والمعادن تتشكل في الكلى نتيجة ترسب الكميات الموجودة في البول من هذه المواد. تتكون حصى الكلى عادة من الكالسيوم أو حمض اليوريك أو أملاح أخرى مثل الأوكزالات أو الفوسفات.
عادةً ما تكون هذه المواد موجودة بشكل طبيعي في البول، إلا أنها تكون بتركيز طبيعي فتبقى ذائبة فيه، وعندما يرتفع تركيز هذه المواد إما بسبب زيادة إفرازها إلى البول المرتبط مع ارتفاع مستوياتها في الجسم، أو بسبب نقص كفاءة الكلى في إعادة امتصاص الفائض منها من البول، فإنها تترسب لتكون نواة الحصى، والتي تستمر بالتنامي حتى تتشكل حصيات تؤدي لحدوث الأعراض. تسبب حصى الكلى عددًا من الأعراض، أهمها الألم التشنجي في أسفل الظهر والخصر مع تغيرات في عادات التبول وخروج دم مع البول أحيانًا. وتحدث حصى الكلى بسبب النظام الغذائي غير المتوازن أو شرب المياه الكلسية أو بسبب الأدوية أو الاضطرابات في إنتاج أو طرح المعادن والشوارد في الجسم.
يعتمد علاج حصى الكلى على حجمها وموقعها وأعراضها، قد يكتفى بالمراقبة أو العلاج الدوائي للحصى الصغيرة وقليلة الأعراض. أما في حالة الحصيات الكبيرة فقد يتطلب العلاج مداخلات طبية أعقد مثل تفتيت الحصى أو الجراحة.
التهاب كبيبات الكلى هو مشكلة كلوية شائعة تحدث بأشكال متعددة وبطيف واسع من الشدة والأعراض المختلفة، كما أن لها مجموعة كبيرة من الأسباب. تتكون الكلية على المستوى الدقيق من كبيبات لها شكل الكرة، هي عبارة عن تجمع للأوعية الدموية الصغيرة المحاطة بغشاء قاعدي مسؤول عن الترشيح، وتتصل بالأنابيب الكلوية، وهذه الكبيبات هي الجزء الأول من كل وحدة ترشيح موجودة في الكلية. يحدث التهاب كبيبات الكلى عندما يتعرض غشاء الكبيبات للالتهاب، والذي يؤدي إلى تغير نفوذيته للمواد المختلفة وفقدان وظيفته، ما يساهم في اضطراب محتوى البول ومعه اضطراب المستويات الطبيعية لمواد مختلفة في الجسم.
ما يميز التهاب كبيبات الكلية هو وجود البروتين في البول، إذ لا يوجد في الحالة الطبيعية. ويحدث هذا المرض بسبب عدة عوامل، منها بعض الأدوية مثل المسكنات ومنها التعرض لبعض أنواع العدوى، إضافة إلى الأسباب المناعية وكذلك الحالات مجهولة السبب.
التهابات المسالك البولية هي أكثر أمراض الجهاز البولي انتشارًا، وهي عبارة عن حالة من العدوى تتعرض لها المسالك البولية في الجسم، تسبب مجموعة من الاضطرابات في وظيفة التبول وقد تؤثر على صحة الكلى.
المسالك البولية هي مجموعة الطرق الناقلة للبول، والتي تبدأ من الكؤوس الكلوي التي تصب في حجرة واسعة ضمن الكلية تسمى الحويضة، تتصل الحويضة مع الحالب الطويل الذي ينقل البول إلى المثانة، والتي تفرغ منه إلى الخارج عن طريق الإحليل. قد يصاب أي جزء من هذه الأجزاء بالالتهاب بسبب أنواع مختلفة من البكتيريا، ويسبب الالتهاب حدوث حرقة أثناء التبول وتعدد مرات التبول والإلحاح البولي والشعور بعدم إفراغ المثانة بعد التبول، إضافة إلى الحمى وربما وجود الدم في البول.
هذه الحالة شائعة بشكل كبير وتشخيص بتحليل البول البسيط وتعالج بالمضادات الحيوية، إلا أن أخطر أنواع التهابات المسالك البولية على الكلى هو حالة تسمى التهاب الحويضة والكلية. والذي يتضمن حالة التهابية في منطقة الحويضة تؤثر على الكلية، وتسبب نقص كبير في كمية البول مع ألم وارتفاع حرارة شديد وتحتاج معالجة إسعافية ضمن المستشفى بإشراف طبي.
يشير انخفاض كمية أنسجة الكلى إلى نقص حجم الأنسجة الكلوية أو فقدانها، وهو ما يؤثر على وظيفة الكلى وينقص من كفاءتها في طرح الفضلات من الجسم. ولهذه الحالة عدة أسباب مختلفة، منها التليف الكلوي نتيجة تلف الأنسجة الكلوية، والأمراض الالتهابية المزمنة في الكلية، إضافة إلى التضيق الوعائي ونقص إمداد الكلية بالدم، وكذلك التعرض لإصابة مثل الطعنات أو الرضوض أو الجراحة في الكلية، إضافة إلى الأمراض الوراثية مثل مرض الكلية متعددة الكيسات.
النفرون أو وحدة الترشيح هو البنية المسؤولة عن ترشيح الدم واستخراج المواد المختلفة منه، ويتكون من 3 أجزاء مختلفة في البنية والوظيفة تبدأ من بعد الكبيبات الكلوية، ويعمل النفرون على طرح بعض المواد من الدم إلى البول وامتصاص مواد أخرى من البول إلى الدم مع طرح أو سحب الماء من البول حسب حالة الجسم وما يحقق التوازن في الجسم وفي تركيب البول.
يؤدي انخفاض عدد وحدات الترشيح في الكلية إلى نقص وظيفتها ومعه نقص كمية البول المنتج، يؤدي ذلك إلى تراكم السموم والفضلات في الجسم واختلال تركيز الشوارد في الدم، إضافة إلى الوذمات وارتفاع ضغط الدم. تكون هذه الحالة غير مترافقة مع أعراض في المرحلة الباكرة، إلا أنها قد تنتهي بالفشل الكلوي في وقت لاحق.
تعتمد وظائف الكلى في معظمها على إمدادات الدم الواردة إليها، ولهذا فإن نقص حصول الكلية على الدم يسبب مشاكل واضطرابات كبية في وظيفة الكلية. يعتبر تصلب الأوعية الدموية المغذية للكلى أحد الأمراض المهمة في هذا السياق، وبشكل رئيسي فإن تصلب الشريان الكلوي هو النوع الأبرز لهذه الحالة. يصاب الشريان الكلوي بالتصلب بسبب مرض تصلب الشرايين، إذ تترسب لويحات الكولسترول على جدار الشريان وتسبب تضيقه وتنقص من مرور الدم إلى الكلية.
يترافق ذلك مع عدد من المشاكل، أهمها ارتفاع ضغط الدم المزمن بسبب رد فعل انعكاسي من الكلية تجاه نقص الدم، يؤدي إلى إفراز هرمونات من الكلية ترفع ضغط الدم، إضافة إلى ضعف وظيفة الكلية ونقص إنتاج البول بسبب عدم توفر كميات دم كافية.
لأمراض الكلى عدد كبير من الأسباب، إلا أن أسباب أمراض الكلى بشكل عام يمكن إيجازها في الحالات التي تضع جهدًا زائدًا على الكلى، والتي تتضمن:
تختلف أعراض أمراض الكلى حسب نوع المرض وموقع وشدة الإصابة، وتتضمن أعراض أمراض الكلى:
بسبب ارتباط وظيفة الكلى بعدد كبير من أعضاء وأجهزة الجسم فإن أمراض الكلى قد تسبب كثيرًا من المضاعفات التي يتضمن أهمها:
توجد عدة اختبارات تساعد في تشخيص أمراض الكلى، تتضمن:
يعتمد علاج أمراض الكلى على نوع المرض وشدته، وتتضمن طرق العلاج الرئيسية:
من الضروري الحفاظ على نمط حياة صحي لتجنب مشاكل الكلى، ويكون ذلك من خلال:
يمكنكم الحصول على التفاصيل الكاملة عن أمراض الكلى مع طرق التشخيص وأفضل خيارات العلاج من خلال استشارة أخصائيي علاجك الطبية. إذ نقدم في علاجك عدة خدمات شاملة لعلاج أمراض الكلى، تتضمن الخيارات العلاجية المختلفة والمتابعة بشكل منتظم، مع التوصيات الضرورية فيما يتعلق بالنظام الغذائي وضبط الأمراض المزمنة.
يعمل في علاجك الطبية أفضل وأكثر الأطباء خبرة، كما أن مراكزنا الطبية مزودة بأحدث وأفضل تقنيات التشخيص والعلاج. ويعمل فريقنا المتخصص في رعايتكم على تقديم عدة خدمات إضافةً للعلاج، منها تذاكر السفر والإقامة ووسائل النقل في تركيا، وكذلك الترجمة الفورية والمرافقة خلال فترة زيارتكم للعلاج. ونقدم جميع خدماتنا المتكاملة بتكاليف مناسبة ومدروسة لضمان حصولكم على الخدمة الأفضل مقابل أقل تكلفة ممكنة.
تحرير: علاجك الطبية©
المصادر :
nhs.ukخدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة