أورام الفك والخراجات: الأسباب وطرق العلاج

ما هي أسباب أورام وخراجات الفك؟

أورام وكيسات الفك هي حالات من النمو الورمي أو الآفات التي تتشكل ضمن عظام الفك أو في الأنسجة الرخوة المحيطة بها، وعلى الرغم من أنها غير شائعة إلا أن لها عددًا من الأنواع المختلفة التي تسبب أعراضًا تتضمن الانتفاخ والتورم والألم والمضض في الفك وما يحيط به، إضافة إلى تخلخل الأسنان غير المفسر. قد تتباين أورام وكيسات الفك بشكل كبير من حيث الحجم والشدة، ويختلف ذلك حسب منشأ هذه الآفات وطبيعتها. وعلى الرغم من أن هذه الأورام في أغلب الحالات تكون حميدة إلا أنها يمكن أن تكبر وتسبب تلف أو العظام والأنسجة والأسنان المجاورة.

تنشأ بعض أنواع الأورام والخراجات الفكية من الخلايا التي تشارك في التكوين الطبيعي للأسنان، بينما تنشأ الأورام في الفك من أنواع أخرى من الخلايا العظمية أو خلايا الأنسجة الرخوة، إلا أن السبب الدقيق وراء تكون هذه الأورام غير معروف بشكل واضح. تقترن بعض هذه الأورام مع تغيرات جينية أو مع أمراض وراثية، وقد يسبب التدخين زيادة خطر الإصابة بهذه الأورام كذلك، إضافة إلى الالتهابات المزمنة في الفكين والتعرض للمواد الكيميائية والمسرطنة.

أنواع خراجات وأورام الفكين

تضمن أورام الفك وخراجات الفك عددًا من الأنواع، والتي تختلف حسب الخلايا التي تنشأ منها هذه الأورام. بعض أورام الفك ينشأ من خلايا خاصة بالأسنان، وتسمى الأورام سنيّة المنشأ، بينما ينشأ الجزء الآخر من خلايا العظام والأنسجة الرخوة وتسمى الأورام غير سنية المنشأ. وتتضمن أنواع خراجات وأورام الفكين كلًا من:

الورم الأرومي المينائي

ينشأ الورم الأورمي المينائي عادةً من الخلايا المكونة لطبقة مينا الأسنان، وهو من الأورام النادرة في الفكين. ويتطور هذا الورم في أغلب الحالات في الفك قريبًا من الأضراس، ويعتبر من الأورام العدائية، إذ يتسم بحجمه الكبير وامتداد نموه إلى عظام الفك، بحيث يسبب حالة من التلف في العظام ويؤثر على استقرار الأسنان. عادةً ما يعالج هذا الورم بالاستئصال الجراحي، إلا أن له احتماليةً مرتفعةً للنمو من جديد، ولذلك فإن الاستئصال واسع النطاق مطلوب في هذه الحالة لتقليل فرص عودة الورم.

الورم الحبيبي ذو الخلايا العملاقة المركزي

الورم الحبيبي ذو الخلايا العملاقة هو نمو ورمي حميد، وهو عبارة عن آفات تنمو من خلايا العظام. ويتطور هذا الورم في أغلب الحالات في الجزء الأمامي لعظم الفك. لهذا الورم نوعان، يتصف أحدهما بسرعة النمو والحجم الكبير، والذي يؤدي إلى الألم وتلف العظام، إضافة إلى كونه قابلًا للنمو مرة أخرى بعد العلاج الجراحي.

أما النوع الآخر من الورم فهو أقل شدةً، حتى أنه قد لا يسبب أي أعراض في بعض الحالات. وقد يتناقص حجم الورم ويزول بشكل تلقائي في حالات نادرة، لكن هذه الأورام تتطلب العلاج عن طريق الاستئصال الجراحي في معظم الحالات.

الورم المخاطي سني المنشأ

هذا النوع من الأورام نادر جدًا، كما أنه بطيء النمو، وهو ورم حميد لا يتسم بأي من صفات الأورام الخبيثة، ويظهر عادةً في الفك السفلي. في بعض الحالات يمكن أن يتخذ هذا الورم صفة عدائية فيكون كبير الحجم ويغزو الأنسجة المحيطة ويسبب ضعف ثبات الأسنان وتحركها من مواقها. يزول هذا النوع من الأورام من خلال الاستئصال الجراحي، لكنّ احتمال عودته بعد العلاج يبقى موجودًا، ولإنقاص هذا الاحتمال يجب إجراء العلاج بطرق الاستئصال الجراحي الموسع.

الورم السني شبه الغدي

الورم السني شبه الغدي Adenomatoid odontogenic tumor (AOT) هو أحد الأنواع النادرة لأورام وخراجات الفك، وهو ورم ينشأ من خلايا بشرة الفم بنسبة تقل عن 3% من مجمل أورام الفك. وهو ورم حميد غير مؤلم، كما أنه بطيء النمو ولا يغزو الأنسجة المجاورة ولا يسبب التلف فيها. يظهر هذا الورم في عظم الفك العلوي في أغلب الحالات، ويمكن علاجه أيضًا من خلال الاستئصال الجراحي عند الضرورة.

الورم الحرشفي السني المنشأ

الورم الحرشفي السني المنشأ هو أيضًا ورم نادر وحميد، وهو من نوع الأورام الارتشاحية، أي أنه يمتد إلى العمق من النسيج الذي يتطور ضمنه. ينشأ هذا الورم من الخلايا الحرشفية الموجودة في بشرة الفم، وبشكل خاص من مناطق اللثة القريبة من الأسنان أو من بقايا الصفيحة السنية. يمكن علاج هذا الورم من خلال الجراحة المحافظة، حيث يتم استئصال الورم بشكل كامل، وتعتبر حالات عودة الورم بعد العلاج نادرة.

الورم العظمي الليفي

الورم العظمي الليفي، أو الورم الليفي المعظم هو نوع من الأورام ذات المحفظة، والتي تحتوي على نسيج عظمي أو نسيج صلب ضمن لُحمة الورم ليفية القوام. هذا الورم بطيء النمو بسبب طبيعة الأنسجة المكونة له والتي لا تمتلك خصائص النمو السريع، كما أنه حميد ويصيب عظام الفك على الأغلب، وأكثر ما يوجد في عظم الفك السفلي. ينشأ هذا الورم على الأغلب من الخلايا الموجودة في الأربطة حول السنية، وقد يؤدي إلى تخلخل الأسنان أو تبدل أماكنها. يعالج الورم العظمي الليفي مثل بقية الأورام الفكية عن طريق الاستئصال الجراحي لكامل الورم.

الكيسة الغدية سنية المنشأ

الكيسة الغدية سنية المنشأ هي حالة نادرة، تتضمن تكون كيسة قرب الأسنان ذات طابع عدواني، إذ تميل الكيسة الغدية سنية المنشأ إلى النمو لأحجام كبيرة جدًا، كما أن لها احتمالاً كبيرًا لأن تظهر من جديد بعد العلاج الجراحي. تتطور هذه الكيسة في الفك العلوي أو السفلي، وتنشأ من غدة لعابية أو من بشرة الفم. لا هذه الكيسات عادةً سرطانية الطبيعة، إلا أنها قد تتحول إلى نمط خبيث في 1% من الحالات. تتطلب هذه الكيسات علاجًا جراحيًا واسع النطاق لإزالة الكيسة بشكل كامل وتقليل احتمال ظهورها من جديد.

الكيسة المتكلسة سنية المنشأ

هي آفة تطورية نادرة تتضمن كيسة سنية ذات منشأ سني من بشرة الفم المحيطة بالأسنان. وهي عبارة عن إصابة حميدة، مميزة بوجود خلايا مبطنة لجدار الكيسة يمكن أن تتكلس وتؤدي إلى إعطاء الكيسة قوامًا صلبًا. توجد هذه الكيسات في أغلب الحالات في المنطقة الأمامية للفكين، قد تكون هذه الكيسة عديمة الأعراض أو قد تؤدي إلى انتفاخ غير مؤلم، لكن بعض الآفات تبدو على شكل انتفاخ في اللثة يكون مؤلمًا، وقد تقترن هذه الكيسة مع آفات أخرى ذات منشأ سني.

الكيسة العظمية الأمدمية

الكيسة العظمية الأمدمية (أي المقترنة مع حدوث أم الدم) هي آفة عظمية حميدة تصنف من أورام العظام السليمة. وهي عبارة عن كيسات ليفية القوام مملوؤة بالدم تتوسع حتى تصل إلى العظام وتسبب إصابتها، مع تسببها بأعراض عديدة تتضمن الألم والانتفاخ وكسور الفكين. تتطور هذه الكيسات غالبًا في سن المراهقة، وعلى الرغم من أنها ليست سرطانية إلا أنها قد تكون عدائية بشكل واضح وتتطلب العلاج الجراحي لإزالتها.

الكيسة القرنية السنية

هذا النوع من الأورام هو الأكثر شيوعًا بين الأورام والكيسات سنية المنشأ، وهي عديمة الأعراض عادةً، إلا أنها قد تؤثر على بزوغ الأسنان أو تطورها. تحتوي هذه الكيسات على نسيج سني ينمو حول أحد الأسنان في عظم الفك، وقد يشبه الورم في هذه الحالة شكل سن مشكل بطريقة خاطئة، كما يمكن أن تكون على شكل أورام متكلسة صغيرة أو كبيرة، وقد تكون جزءًا من أمراض ومتلازمات وراثية في بعض الحالات.

الكيسة الكيراتينية سنية المنشأ

تمتلك هذه الكيسة ميلًا كبيرًا للعودة بعد العلاج الجراحي، وهي عادةً ما تكون بطيئة النمو، إلا أنها على الرغم من ذلك يمكن أن تسبب تلف عظام الفك والأسنان إذا بقيت دون علاج لفترة طويلة. تتطور هذه الكيسات على الأغلب في الفك السفلي قرب الضرس الثالث (ضرس العقل)، والسبب في تسميتها بالكيسة الكيراتينية هو أنها تحتوي على خلايا متقرنة أو كيراتينية ضمنها، ومن الممكن أن توجد هذه الكيسة في حالات وراثية مثل بعض المتلازمات السرطانية الموروثة.

أعراض وجود ورم أو خراج في الفك

يمكن أن تسبب الأورام والخراجات في الفك مجموعة من الأعراض بناءً على نوعها وحجمها، وتتضمن أعراض أورام الفك والخراجات:

• الألم، إذ يؤدي تنامي الورم وضغطه على الأنسجة المجاورة إلى الألم في الفك وما حوله، كما يمكن أن يكون الورم بحد ذاته ذا طبيعة مؤلمة
• الانتفاخ: بسبب حجم هذه الأورام فقد يبدو الوجه منتفخًا أو متورمًا في المنطقة القريبة من عظام الفكين، بعض الأورام بطيئة النمو قد لا تسبب الانتفاخ حتى مرحلة متأخرة، بينما تكون هذه الحالة واضحة في الأورام سريعة النمو والعدوانية
• تحرك الأسنان من أماكنها بفعل ضغط الأورام وامتدادها، إذ تلاحظ تغيرات في شكل صف الأسنان لدى المريض
• تخلخل وسقوط الأسنان، والذي يحدث بسبب عزو الورم للأنسجة الداعمة للأسنان وإتلافها، ما يفقد الأسنان ارتكازها الثابت ويؤدي إلى سقوطها.
• الصداع، فمن الممكن أن يسبب الورم ضغطًا على الأعصاب أو الجيوب الأنفية فيترافق مع الصداع
• الخدر والمضض في الفك
• تقرحات الفم
• ظهور بقع حمراء وبيضاء في الفم، إضافة إلى مناطق شاذة التلون

متى تزور الطبيب؟

إذا كانت لديك علامات أو أعراض يمكن أن تشير إلى وجود ورم أو خراج أو كيسة في الفك فمن المهم استشارة طبيب متخصص أو طبيب الأسنان.

في كثير من الحالات لا تسبب كيسات وأورام الفك أي أعراض ويتم اكتشافها مصادفةً خلال تصوير شعاعي روتيني أو مجرى لهدف آخر مثل علاج جذور الأسنان. إذا تم تشخيص أورام وخراجات الفك لديك فعندها سوف يعمل أخصائي جراحة الوجه والفكين على وضع خطة علاجية مناسبة.

تشخيص أورام وخراجات الفكين

للحصول على معلومات أكثر عن أورام وخراجات الفكين يجب على الطبيب إجراء فحص بدني، بالإضافة إلى مجموعة من الاختبارات التي تتضمن:

• اختبارات التصوير مثل الأشعة السينية البسيطة والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي
• الخزعة لأخذ عينة من كتلة الورم ودراستها في المختبر لتبيّن درجة عدوانية الورم وخباثته

يستفيد الطبيب من المعلومات التي يحصل عليها من هذه الاختبارات لتحديد نوع الورم وتقرير الطريقة المناسبة للعلاج.

علاج خراجات وأورام الفك

يختلف أسلوب علاج خراجات وأورام الفك حسب نوع الآفة الموجودة ومرحلة الورم وحجمه والأعراض الناتجة عنه. ويأخذ الطبيب بعين الاعتبار التفضيلات الشخصية للمريض عند إجراء الخطة العلاجية.

يقوم علاج أورام وخراجات الفك في العموم على الاستئصال الجراحي للأورام، وفي بعض الحالات قد يتضمن العلاج مزيجًا من العلاج الطبي والجراحي معًا.

خلال الجراحة يزيل الجراح الكيسة أو الورم، وقد تشمل العملية إزالة الأسنان المجاورة أو الأنسجة أو جزءًا من عظم الفك، مع إرسال الأنسجة المستأصلة للدراسة المخبرية والفحص.

قد تتضمن خيارات العلاج كذلك:

• تطعيم عظم الفك أو إعادة بنائه
• العلاج الطبي لبعض أنواع الأورام
• العلاج الداعم لتحسين جودة الحياة، بما يشمل المساعدة التغذوية والمساعدة في الكلام والبلع وتعويض الأسنان المفقودة.

أساليب الوقاية من أمراض الفك

قد لا يمكن الوقاية من أورام وخراجات الفك في معظم الحالات بسبب عدم وضوح الأسباب وراء هذه الأورام، إلا أن بعض الإجراءات الوقائية قد تساعد في إنقاص الخطر، ومنها:

• العناية بصحة الفم والأسنان ونظافتها
• تجنب التدخين
• عدم شرب الكحول
• الانتباه إلى عدم تناول الأطعمة والمشروبات الساخنة جدًا بسبب تأثير الحرارة على الخلايا
• تجنب التعرض للمواد الكاوية والكيميائية المسرطنة

لخدمات العلاج في تركيا استشر علاجك الطبية

تقدم علاجك الطبية خدمات العلاج المختلفة للأورام المختلفة، إذ تشمل الخدمات العلاجية المقدمة في مراكز علاجك الطبية كلًا من تشخيص الأورام بشكل دقيق ووضع الخطط العلاجية المناسبة للمرضى والمتابعة والعلاج الداعم على المدى الطويل.

يقدم خدمات العلاج في مراكزنا نخبة من أفضل أفراد الكادر الطبي من الجراحين وأخصائيي الأورام، بالاعتماد على أحدث وأفضل التجهيزات ووسائل التكنولوجيا التشخيصية والعلاجية الأعلى كفاءة. كما يقدم فريقنا خدمات مميزة تشمل تذاكر الطيران وحجوزات النقل والإقامة في تركيا أثناء فترة العلاج، إضافة إلى الترجمة الفورية والتصوير الشعاعي والمختبرات الطبية. ويستمر فريقنا بتقديم الرعاية لكم بعد العلاج من خلال المتابعة الدورية المستمرة على المدى الطويل، وتقدم هذه الخدمات جميعها والمزيد مقابل تكاليف مناسبة تلبي تطلعاتكم للعلاج المناسب والخدمة الأفضل.

تحرير: علاجك الطبية©