تعرف بالتفصيل على ارتفاع الكولسترول بالدم الذي يعتبر من أهم أسباب أمراض القلب. فما هي أسبابه وأعراضه وكيف يتم علاجه. كل ذلك وأكثر مع نصائح علاجك الطبية للوقاية من ارتفاع الكولسترول.
الكولسترول هو مادة شحمية يحتاجها الجسم لتركيب عدد من الهرمونات والمركبات المهمة للحفاظ على حيوية الجسم واستمرار وظائفه الطبيعية وتوجد في الدم وضمن الكبد وبعض الأعضاء الأخرى، والكولسترول ضمن المستويات الطبيعية مفيد ويحتاجه الجسم للحفاظ على الحالة الصحية، لكنه في المستويات المرتفعة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. يعرف ارتفاع الكولسترول بأنه زيادة مستويات الكولسترول الكلية في الدم، وزيادة الكولسترول الضار LDL فوق الحد الطبيعي مع نقص في مستويات الكولسترول النافع HDL. قد لا تلاحظ إصابتك بارتفاع الكولسترول بسبب عدم وجود أعراض واضحة لهذه الحالة، ويكتشف ارتفاع الكولسترول في هذه الحالة صدفة عن طريق الاختبارات الدموية الروتينية. قد يكون ارتفاع الكولسترول مكتسبًا بسبب نمط الحياة والعادات أو وراثية عند الإصابة بمرض فرط شحوم الدم العائلي.
يعتبر ارتفاع الكولسترول حالة غير عرضيّة في معظم الحالات، أي أنه لا يسبب ظهور أي أعراض على المريض ولذلك يعتبر الانتباه للمستويات المرتفعة من الكولسترول دون تحليل الدم صعبًا. لا يلاحظ معظم المرضى ارتفاع الكولسترول عادةً إلا عند ظهور مضاعفات مثل النوبة القلبية أو انسداد أحد الشرايين. وعلى الرغم من عدم وجود أعراض مميزة فإن تراكم الكولسترول على جدران الشرايين يمكن أن يسبب صعوبة تدفق الدم فيها، وفي هذه الحالة فمن الممكن أن يسبب الألم والإجهاد والتعب السريع عند بذل الجهد.
في الحالة الطبيعية فمن الجيد أن تجري اختبار الكولسترول كل 4 إلى 6 سنوات بعد أن تتجاوز سن 20 عامًا من العمر. ويجب الانتباه لمستويات الكولسترول أكثر بعد سن 40 عامًا بسبب انخفاض معدلات الاستقلاب واستهلاك الدهون في الجسم. يجب أن يجري الرجال والنساء بين عمر 45 و 65 سنة اختبار الكولسترول كل سنتين، ويجب أن يخضع من هم فوق 65 في العمر إلى اختبار الكولسترول مرة كل سنة. إذا كنت تعاني من ألم مؤقت في الساقين أو في الصدر عند بذل الجهد ويزول الألم عند الراحة لبضعة دقائق فيجب عليك زيارة الطبيب لفحص الكولسترول والقلب والشرايين لأن هذه الأعراض قد تدل على الإصابة بتصلب الشرايين.
يسبب عدد من العوامل ارتفاع الكولسترول في الدم، معظم أسباب ارتفاع الكلوسترول متعلقة بالعادات اليومية مثل التدخين وشرب الكحول وقلة النشاط الحركي أو بالنظام الغذائي والذي يتضمن في هذه الحالة تناول الدهون المفرط. كما تتضمن الأسباب الأخرى الحالات المرضية والوراثية المختلفة وغيرها.
يسير الكولسترول في الدم مرتبطًا مع بروتينات مخصصة لنقله، ويسمى المزيج المكون من الكولسترول والبروتينات الناقلة باسم البروتين الشحمي، ويقسم إلى بروتين شحمي منخفض الكثافة أو الكولسترول الضار LDL والبروتين الشحمي مرتفع الكثافة أو الكولسترول النافع HDL. ارتفاع الكولسترول النافع يعتبر أمرًا جيدًا طالما لم يتجاوز الحدود الطبيعية، بينما يسبب ارتفاع الكولسترول الضار أمراض ارتفاع الكولسترول المختلفة.
تترافق السمنة بشكل كبير جدًا مع ارتفاع في مستويات شحوم الدم، حيث أن مخزون الشحوم المرتفع الموجود في الجسم يشكل مصدرًا لنقل الكولسترول منه إلى الدم، وتعتبر السمنة من أبرز عوامل الخطورة المرتبطة بارتفاع مستويات الكولسترول في الدم.
تفيد الحركة المستمرة وبذل الجهد العضلي والتمارين الرياضية في تحسين مستويات الكوسترول النافع HDL وتقليل مستويات الكولسترول الضار LDL، كما تؤدي زيادة النشاط الحركي إلى استهلاك مزيد من شحوم الجسم لتأمين الطاقة. في حالة قلة الحركة ونقص النشاط البدني فلن يتم استهلاك كمية كبيرة من الدهون الموجودة في الجسم، كما ستزداد بسبب الكميات الإضافة التي تأتي من الغذاء، وفي هذه الحالة سترتفع شحوم الدم بشكل عام ويكون احتمال الإصابة بارتفاع الكولسترول أعلى.
النظام الغذائي غير المعتدل هو أحد أهم أسباب ارتفاع الكولسترول، حيث يؤدي الاعتماد على الوجبات السريعة والأطعمة المقلية وتناول الدهون المشبعة بكميات كبيرة، بالإضافة إلى الإفراط في تناول السكريات والأطعمة الحلوة إلى زيادة مستويات الشحوم في الدم، والذي بدوره يمكن أن يسبب ارتفاع الكولسترول على المدى البعيد، خصوصًا عند الترافق مع قلة النشاط الحركي أو وجود عوامل خطورة أخرى.
من الممكن أن يكون سبب ارتفاع الكولسترول عائدًا إلى التكوين الجيني للشخص، حيث يمكن أن يكون المرض وراثيًّا وينتقل عن طريق أحد الأبوين. تسمى الحالة عند وجود سبب وراثي باسم فرط شحوم الدم العائلي أو فرط كولسترول الدم العائلي. يؤثر عيب جيني في هذه الحالة على معدل استهلاك الجسم للكولسترول ويؤدي إلى تراكمه بكميات كبيرة في الدم والأعضاء الأخرى، وتظهر الأعراض عادةً في هذه الحالة في أعمار أصغر، حيث تبدأ الحالات الشديدة في مرحلة الطفولة وقد تسبب الوفاة في العشرينات من العمر، بينما تتأخر الحالات الأخف إلى مرحلة الشباب أو متوسط العمر، بعكس ارتفاع الكولسترول المكتسب الذي تبدأ أعراضه عادةً بعد عمر 40 عامًا.
يمكن أن يحدث ارتفاع الكولسترول كنتيجة للإصابة ببعض الأمراض الأخرى، تتضمن الأمراض التي يمكن أن تسبب ارتفاع الكولسترول:
مرض السكري
أمراض الكلية مثل القصور الكلوي وداء الكلية متعدد الكيسات
داء كوشينغ
قصور الغدة الدرقية
أمراض الكبد، والتي تتضمن تليف الكبد وتشحم الكبد غير الكحولي
لبعض الأدوية تأثير على محتويات الدم من العناصر الغذائية مثل السكريات والبروتينات والشحوم، حيث تسبب مجموعة من الأدوية ارتفاع مستويات الكولسترول في الدم، وتتضمن الأدوية التي تؤدي إلى ارتفاع الكولسترول:
حاصرات بيتا
البريدنيزون والكورتيزون والهيدروكورتيزون والأدوية الستيروئيدية الأخرى
الأميودارون، وهو من الأدوية المضادة لاضطرابات نظم القلب والذي يستخدم لعلاج الرجفان الأذيني
السايكلوسبورين، وهو من الأدوية المثبطة للمناعة المستخدمة لأمراض المناعة الذاتية وفي زرع الأعضاء
المعالجات الهرمونية مثل أدوية التستسرون والإستروجين
مثبطات البروتياز، تستخدم لعلاج الأمراض الفيروسية
مدرات البول بنوعيها الثيازيدات والمدرات العروية
التدخين من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بارتفاع الكولسترول والأمراض الناتجة عنه، حيث يقلل التدخين من مستويات الكولسترول النافع في الجسم وهو ما يسمح بزيادة مستوى الكولسترول الضار، كما يضعف التدخين جريان الدم إلى أعضاء الجسم ويقلل من مستوى الأوكسجين في الدم، ما يسبب نقص انتقال المواد من الدم إلى الخلايا وعدم أخذ الخلايا لجزيئات الكولسترول من الدم.
الكحول مادة سامة لخلايا الجسم وتحتاج إلى معالجتها من قبل خلايا الكبد للوقاية من سميتها على بقية خلايا الجسم، يحتاج تفكيك الكحول إلى فترات زمنية طويلة، ويقوم الكبد بتقليل معظم الوظائف الاستقلابية الأخرى في حالة وجود الكحول وذلك من أجل التخلص من كمية الكحول الموجودة في الدم بسرعة. في حال استهلاك الكحول بشكل مستمر ولفترات طويلة يسبب إجهاد خلايا الكبد وإصابتها بالتلف وتطور تشحم الكبد الكحولي وقصور الكبد، ونظرًا لكون الكبد هو العضو المسؤول عن إزالة الكولسترول من الدم وتفكيكه وتصنيع المركبات المختلفة منه فإن قصور الكبد في هذه الحالة سوف يسبب تراكم الكولسترول في الدم وارتفاع مستوياته.
يؤدي التغير في السن إلى حدوث عدد من التغيرات الفزيولوجية في الجسم ومنها زيادة نسبة الكولسترول في الدم. يحدث ذلك بسبب نقص قدرة الجسم على استهلاك المواد الغذائية وقلة النشاط الاستقلابي مع التقدم في العمر، حيث يزداد الوزن وترتفع مستويات الشحوم والسكريات في الدم ويصبح استهلاكها أبطأ، وفي هذه الحالة يجب عدم الإفراط في تناول الدهون المشبعة والمأكولات الدسمة لتجنب الإصابة بارتفاع الكولسترول والسمنة المفرطة.
عند استمرار ارتفاع الكولسترول لوقت طويل وعدم تقديم العلاج أو توقف السبب الذي أدى إلى ارتفاع الكولسترول فإن الكولسترول سوف يترسب على جدران الشرايين ويسبب تضيقها أو انسدادها وما ينتج عن ذلك من أمراض مختلفة، وتعرف هذه الحالة باسم تصلب الشرايين أو التصلب العصيدي. يؤدي تصلب الشرايين بسبب الكولسترول إلى تقليل جريان الدم في الأعضاء التي تصاب الشرايين المغذية لها، كما يزيد من خطر الإصابة بالجلطات الدموية ومضاعفاتها.
تتضمن المضاعفات المحتملة التي يمكن أن تحدث بسبب ارتفاع الكولسترول وتصلب الشرايين:
السكتة الدماغية
النوبة القلبية والذبحة الصدرية والألم الصدري
ارتفاع ضغط الدم
أمراض الشرايين المحيطية مثل تقرحات القدمين والألم عند المشي لمسافات محددة
أمراض الكلية المزمنة والقصور الكلوي
يمكن علاج ارتفاع الكولسترول من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب العلاجية، ويختلف نمط العلاج المناسب حسب كل حالة وحسب شدة الحالة ووجود المضاعفات أو الأمراض الأخرى.
يعتبر تشخيص ارتفاع الكولسترول سهلًا نسبيًّا، حيث يمكن التأكد من التشخيص من خلال اختبار دموي لقياس كمية الشحوم في الدم. يتم أخذ عينة الدم من المريض صباحًا بعد صيامه عن الطعام لمدة 12 ساعة على الأقل، حيث يمنع على المريض تناول أي شيء عدا الماء في آخر 12 ساعة قبل موعد إجراء الاختبار. يتم إجراء اختبارات القياس على عينة الدم لتحديد مستوى الكولسترول الكلي في الدم بالإضافة إلى الكولسترول الضار LDL والكولسترول النافع HDL والشحوم الثلاثية كذلك.
تتضمن طرق العلاج التي يتم استخدامها لعلاج ارتفاع الكولسترول:
تفي ممارسة التمارين الرياضية في كثير من الحالات بالغرض في علاج ارتفاع الكولسترول، حيث تساعد ممارسة الرياضة بانتظام في خفض مستويات الكولسترول الضار وزيادة مستوى الكولسترول النافع، وكذلك تزيد ممارسة التمارين من الاعتماد على الدهون كمصدر للطاقة وهو ما يخفض من مستوى شحوم الدم الكلي. يجب أن تلتزم بممارسة التمارين الرياضية لمدة 150 دقيقة أسبوعيًّا موزعة على 3 أو 5 أيام.
في كثير من الحالات يكون اتباع نظام غذائي صحي والالتزام به كافيًّا لإعادة مستويات الكولسترول إلى قيمها الطبيعية. يجب الحد من تناول الدهون المشبعة والمأكولات الدسمة والالتزام بتناول كميات صغيرة من هذه الدهون خلال فترات متباعدة. من المفيد كذلك التقليل من تناول السكريات إلى حدها الأدنى، حيث أن نقص تناول السكر يؤدي إلى زيادة اعتماد الجسم على الدهون لتأمين الطاقة وبالتالي تخفيض مستويات شحوم الدم. يجب كذلك الاعتماد على مصادر خالية من الدهون للحصول على البروتين، مثل صدر الدجاج والسمك والبقوليات. واحراص على تناول كمية وافرة من الألياف مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
توجد أدوية متعددة يمكن استخدامها لخفض مستويات الكولسترول، ويعتمد اختيار الدواء المناسب على عدة عوامل منها عوامل الخطر الشخصية والعمر والآثار الجانبية المحتملة لكل دواء، تتضمن الأدوية الممكن استخدامها:
الستاتينات، وهي مجموعة من الأدوية تسبب زيادة أخذ الكبد للكولسترول من الدم
مضادات امتصاص الكولسترول، تمنع هذه الفئة من الأدوية امتصاص الكولسترول في الأمعاء
حمض البيمبيدويك، يعمل هذا الدواء بنفس طريقة عمل أدوية الستاتينات، لكن آثاره الجانبية أقل بكثير وبعكسها فهو لا يسبب آلام العضلات
المركبات التي ترتبط بالأحماض الصفراوية، تتضمن هذه الفئة دواء يسمى كولسترامين، يقوم هذا الدواء بالارتباط مع الأحماض الصفراوية التي يستخدمها الكبد لإطراح الكولسترول، تحرض هذه العملية الكبد على استهلاك مزيد من الكولسترول لإنتاج الأحماض الصفراوية من جديد.
مثبطات PCSK9، تحفز هذه الأدوية امتصاص كميات أكبر من الكولسترول في الكبد
تستخدم هذه الأدوية عند ترافق ارتفاع الكولسترول مع ارتفاع الدهون الثلاثية، وتتضمن ثلاثة أصناف من الأدوية هي:
أدوية الفايبرات
النياسين
المكملات الغذائية التي تحتوي على أحماض أوميغا – 3 الدهنية
بالإضافة إلى ممارسة الرياضة والنظام الغذائي الصحي، يمكن لبعض الطرق الطبيعية تخفيض مستويات الكولسترول، وتتضمن هذه الطرق بعض الأطعمة والمواد العشبية، والتي تتضمن:
الثوم
الزعرور
رز الخميرة الحمراء
مكملات الستيرول والستانول النباتية
السيلليوم أشقر الموجود في قشر بذور السيلليوم
بذور الكتان
من الطبيعي أن ترتفع مستويات الكولسترول خلال الحمل، وذلك لأن الكولسترول ضروري لتركيب الهرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون الضرورية لاستمرار الحمل. وهو كذلك ضروري لتطور الدماغ والأعصاب لدى الجنين. ترتفع مستويات الكولسترول بشكل ملحوظ خلال الثلث الثاني من الحمل وتعود إلى قيمها الطبيعية خلال 4 أسابيع بعد الولادة. على الرغم من ذلك فقد يكون ارتفاع الكولسترول أثناء الحمل شديدًا في بعض الحالات حتى ليهدد صحة المرأة الحامل ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، كما يمكن أن يسبب ارتفاع الكولسترول المرضي عند الحامل ارتفاع الضغط والذي يمكن بدوره أن يلحق الضرر بالجنين. من المهم تقييم الحالة بشكل جيد من أجل تحديد الحاجة إلى العلاج وتحديد طريقة العلاج الأفضل لصحة المرأة الحامل ولطفلها.
الوقاية من ارتفاع الكولسترول ممكنة من خلال تجنب عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة، لا يمكن التحكم بالعوامل الوراثية للمرض، ولكن يمكن الوقاية وتجنب عوامل الخطر الأخرى من خلال:
الالتزام بنظام غذائي قليل الدهون وغني بالألياف
تجنب شرب الكحول
الإقلاع عن التدخين
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
تجنب وضع الكثير من الملح في الطعام، وتناول كميات كافية من الفواكه والخضروات
إنقاص الوزن الزائد والحفاظ على وزن صحي
تحرير: علاجك الطبية©
خدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة