التهاب الكبد هو حالة التهابية تصيب الكبد وتسبب الضرر للخلايا الكبدية، ما يسبب مجموعة من الأعراض والعلامات التي تدل على سوء وظيفة الكبد مثل اليرقان وعسر الهضم والغثيان والإقياء. والكبد من الأعضاء الحيوية الأساسية في الجسم وهو مسؤول عن عدد من الوظائف الهامة مثل تركيب وتخزين السكريات واستقلاب الشحوم وتصنيع الأحماض الصفراوية المسؤولة عن هضم الدسم في الأمعاء، وكذلك يقوم الكبد بإطراح الأدوية بعد انتهاء فترة تأثيرها في الجسم ويمنع تراكمها وحدوث التسمم الدوائي. عند إصابة الكبد بالالتهاب فإنه يصبح متورمًا ويتضخم وقد يكون مؤلمًا كما تتأثر وظائف الكبد وتقل كفاءته في الاستقلاب وإنتاج الأحماض الصفراوية وإطراح الأدوية وغيرها.
يسمى التهاب الكبد باللغة الإنجليزية باسم Hepatitis وهي كلمة مشتقة من الجذر اللاتيني Hepat الذي يعني الكبد واللاحقة itis- التي تعني الالتهاب.
توجد عدة أنواع لمرض التهاب الكبد، إذ يسبب عدد كبير من العوامل التهاب الكبد مثل بكتيريا السالمونيلا والسفلس والحمى المالطية والطاعون وغيرها، كما قد يحدث بسبب العدوى بالديدان أو الفطريات أو الطفيليات. بينما تحدث الغالبية العظمى من التهابات الكبد بسبب العدوى بأحد فيروسات الكبد الخمسة A,B,C,D,E.
التهاب الكبد أ هو النمط الأكثر شيوعًا من التهابات الكبد الفيروسية، يحدث التهاب الكبد أ بسبب العدوى بفيروس التهاب الكبد من النمط A المسبب للمرض. يحدث التهاب الكبد أ بشكل وبائي في المدارس ورياض الأطفال أو بشكل فردي لدى زائري المناطق الموبوءة، وتتم العدوى عن طريق تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة بالفيروس، ولا تحدث العدوى بسبب نقل الدم ولا تحدث بسبب الاتصال الجنسي كذلك.
يظهر هذا النمط من التهاب الكبد على شكل التهاب حاد يسبب أعراضًا حادة مثل الحمى والغثيان والإقياء والألم البطني وآلام العضلات واليرقان. وتشفى الإصابة منه خلال 4 أسابيع عادةً ولا يتحول إلى التهاب كبد مزمن ولا يسبب مضاعفات أخرى.
التهاب الكبد ب (B) هو شكل أكثر خطورةً وأشد من التهاب الكبد أ، ينتج التهاب الكبد B عن العدوى بفيروس مختلف عن فيروس التهاب الكبد أ، وذلك بسبب نقل الدم الملوث المأخوذ من المتبرعين المصابين بالتهاب الكبد ب المزمن، كما يمكن أن ينتقل نتيجة التعرض للوخز بالإبر أو القثاطر أو أدوات الوشم أو ثقب الأذن عندما تكون هذه الأدوات ملوثة. ويمكن أن ينتقل فيروس التهاب الكبد ب كذلك عن طريق الاتصال الجنسي مع المصاب وتبلغ نسبة انتقاله بهذا الشكل عشرة أضعاف احتمال انتقال فيروس الإيدز. يسبب التهاب الكبد ب الأعراض الحادة نفسها التي يسببها الفيروس A ويحدث الشفاء بشكل تلقائي أيضًا، لكن الفيروس B يمكن أن يسبب التهاب الكبد المزمن وكذلك فمن المحتمل أن يسبب سرطان الكبد، إذ يعتبر من العوامل المسرطنة عالية الخطورة.
التهاب الكبد ج (C) من أنماط التهاب الكبد التي لا تتضمن الإصابة بها إصابة حادة، إنما تتحول الإصابة مباشرةً إلى التهاب الكبد المزمن. تحدث العدوى بالتهاب الكبد ج بنفس الطرق التي تسبب العدوى بالفيروس B والتي تتضمن نقل الدم ووخز الأدوات الملوثة بالفيروس والاتصال الجنسي مع المصاب. يسبب التهاب الكبد من النمط C تليف الكبد بعد التعرض للعدوى بقرابة 20 سنة، ويمكن أن يسبب الإصابة بسرطان الكبد كذلك خلال 30 عامًا من التعرض للعدوى.
التهاب الكبد د هو نمط التهاب الكبد الفيروسي الذي يحدث بسبب العدوى بفيروس التهاب الكبد د HDV، ويحدث هذا النمط فقط عند وجود إصابة بالتهاب الكبد B، لأن الفيروس D قاصر ولا يستطيع التكاثر إلا من خلال الاعتماد على الفيروس B. قد لا يسبب الفيروس D أي زيادة على الإصابة بالتهاب الكبد ب، ومن الممكن كذلك أن يسبب اشتداد الإصابة ويزيد من خطر التحول إلى التهاب الكبد المزمن وسرطان الكبد.
التهاب الكبد ه E يشبه إلى حد كبير التهاب الكبد أ، بخلاف أنه يحدث بسبب العدوى بفيروس التهاب الكبد E وليس التهاب الكبد A. وكذلك فإن له الأعراض الحادة نفسها وينتقل بطرق العدوى نفسها كذلك ويشفى بشكل تام ولا يسبب إصابةً مزمنة. يشكل هذا النمط خطورة على الأمهات الحوامل عند إصابتهم إذ يمكن أن يسبب اختلاطات خطيرةً مثل التخثر المنتشر داخل الأوعية.
تتضمن أعراض المرحلة الحادة من التهاب الكبد:
قد لا يعاني المصابون بالتهاب الكبد المزمن أي أعراض إلا عندما تتطور الحالة إلى تليف في الكبد وسوء الوظيفة الكبدية وقصور الكبد.
يحدث التهاب الكبد، بجانب الإصابة بأحد فيروسات التهاب الكبد، كنتيجة لعدد من العوامل التي تزيد من خطر التعرض لالتهاب وتليف الكبد، والتي تتضمن:
الاستهلاك المفرط للكحول يمكن أن يسبب تلف الكبد والتهابه، إذ تعرف هذه الحالة باسم التهاب الكبد الكحولي، حيث يؤذي الكحول خلايا الكبد بشكل مباشر ومع مرور الوقت يمكن أن يسبب تلفًا دائمًا في خلايا الكبد وأن يؤدي إلى تليف وفشل الكبد. وتشمل الأسباب السامة الأخرى لالتهاب الكبد أيضًا سوء استخدام الأدوية إذ أن الجرعات المرتفعة من بعض الأدوية يمكن أن تسبب تراكم منتجات الأدوية السامة في الكبد والتي تؤذي خلايا الكبد بشكل مباشر وتسبب القصور الكبدي وسوء وظيفة الكبد.
قد يحدث التهاب الكبد في بعض الحالات نتيجة خلل في جهاز المناعة إذ يرى جهاز المناعة الكبد على أنه عضو غريب ويقوم بمهاجمته وإتلاف خلاياه ونتيجةً لذلك يحدث تليف الكبد وسوء الوظيفة الكبدية.
تحدث العدوى بأحد أنواع التهاب الكبد الفيروسية بسبب:
لا توجد مضاعفات يمكن توقعها من الإصابة بفيروسات التهاب الكبد A أو E، أما الفيروسات B,C,D فمن الممكن أن تسبب مضاعفات خطيرة على المدى الطويل ومنها:
عند حدوث فشل الكبد فقد تظهر مضاعفات خطيرة ومهددة لحياة المريض وتتضمن:
من المهم تحديد العامل المسبب لالتهاب الكبد من أجل اتباع الأسلوب العلاجي الأمثل، ومن أجل تشخيص التهاب الكبد يقوم الأطباء عادةً بكل مما يلي:
يجب أن يتم سؤال المريض عن الأمراض السابقة التي أصيب بها ولتحديد عوامل الخطر المحتملة ولذلك يتم السؤال عن التعرض لعوامل العدوى المختلفة كالطعام الملوث أو وخزات الإبر أو غيرها.
في الفحص البدني يقوم الطبيب بفحص البطن عند منطقة الكبد بالضغط عليها للتحقق من وجود الألم أو غيابه، كما يتم فحص الجلد والعين للبحث عن علامات اليرقان.
تجرى اختبارات وظائف الكبد على عينة من الدم لتقييم الوظيفة الكبدية. قد تكون النتائج غير الطبيعية لهذه الاختبارات هي أول مؤشر على وجود مشكلة كبدية، خاصة إذا لم تظهر أي علامات لالتهاب الكبد في الفحص البدني. قد تدل مستويات إنزيمات الكبد المرتفعة إلى أن الكبد لا يعمل بشكل صحيح. وعندما تكون اختبارات وظائف الكبد طبيعية قد يطلب الطبيب المزيد من التحاليل لتحديد سبب الالتهاب مثل تحليل مستضدات الفيروسات والأجسام المضادة أو البحث عن اضطرابات المناعة الذاتية.
يسمح تصوير البطن بالأمواج فوق الصوتية بتقييم الكبد وأعضاء البطن الأخرى ويستطيع الطبيب من خلاله ملاحظة كل من:
خزعة الكبد هي إجراء يتضمن أخذ عينة من نسيج الكبد لتقييم البنية النسيجية والخلوية للكبد، قد يأخذ الطبيب هذه العينة من خلال الجلد باستخدام إبرة ويستخدم عادةً الموجات فوق الصوتية لإرشاده أثناء هذا الإجراء. يسمح هذا الاختبار بقياس مدى تأثير العدوى أو الالتهاب على نسيج الكبد.
تختلف طريقة العلاج الفعالة في التهاب الكبد باختلاف العامل المسبب للالتهاب، تشفى بعض أنواع التهاب الكبد بشكل تلقائي، بينما تحتاج أنواع أخرى إلى العلاج الطبي لتشفى، وتتضمن طرق معالجة التهاب الكبد:
عندما يكون التهاب الكبد ناتجًا عن أمراض المناعة الذاتية فإن العلاج يكون باستخدام الأدوية المضعفة للمناعة التي تتضمن الستيروئيدات كالبريدنيزولون والهيدروكورتيزون، وهي مهمة جدًا وفعالة في المراحل الأولى من المرض ولها فعالية بنسبة 80 في المئة، يمكن استخدام أدوية أخرى مضعفة للمناعة أيضًا مثل الآزوثيوبرين والسايكلوسبورين مع الستيروئيدات أو من دونها وهي ذات فعالية مرتفعة في المعالجة كذلك.
يمكن مراقبة تحسن التهاب الكبد والشفاء منه بعودة الشهية إلى طبيعتها واختفاء العلامات الهضمية وزوال اللون الأصفر من الجسم وعودة البول والبراز إلى ألوانها الطبيعية وتحسن الحالة العامة للمريض. لا يمكن التحقق من شفاء التهاب الكبد المزمن إلا بالفحوصات الدموية وخزعة الكبد.
هناك لقاحات تؤمن الحماية من فيروسات التهاب الكبد أ و ب، بينما لا توجد لقاحات لبقية الأنماط. إن تقليل التعرض للمواد والأدوات التي قد تكون ملوثة بهذه الفيروسات إجراء وقائي مهم. إذ يجب تجنب التلامس مع سوائل الجسم للشخص المصاب بالتهاب الكبد، والالتزام بالنظافة لتجنب الإصابة بالتهاب الكبد أ و ه، كما يجب تجنب الماء المحلي والمحار النيئ والطعام غير المطهو بشكل جيد والفاكهة والخضروات النيئة وغير المغسولة جيدًا عند السفر إلى منطقة موبوءة.
يجب كذلك للوقاية من التهاب الكبد ب و ج باتباع ما يلي:
المصادر:
Healthline.com hepatitis prevention
Webmd.com hepatitis
Nhs.uk hepatitis
Dictionary.com hepatitis
الوسوم
خدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة