النوبة القلبية : الأعراض والأسباب والعلاج

النوبة القلبية هي حالة طبية طارئة يتم فيها منع إمداد القلب بالدم فجأة، عادة بسبب جلطة في أحد الشرايين التاجية. تعرف على الأعراض والأسباب وطرق العلاج مع علاجك الطبية.

ما هي النوبة القلبية ؟

النوبة القلبية هي حالة طارئة مهددة للحياة، تحدث بسبب انسداد واحد أو أكثر من الشرايين التي تنقل الدم والأوكسجين إلى خلايا عضلة القلب. هذه الخلايا شديدة الحساسية تجاه نقص الأوكسجين والغذاء بسب نشاطها المستمر وعملها بشكل دائم دون توقف. ولذلك يؤدي انقطاع إمداد الدم إلى موت خلايا عضلة القلب وحدوث نخر في جدار القلب، يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة مثل توقف القلب وفشل القلب والوفاة إذا لم يتم التداخل طبيًّا بشكل عاجل وتقديم العلاج المناسب. يحدث نقص إمداد الدم بسبب تراكم الكولسترول والدهون على جدران الشرايين التاجية، وهي الشرايين التي تغذي القلب. تتسبب أمراض القلب والنوبة القلبية بحوالي 27% من الوفيات سنويًّا حول العالم، وترتبط هذه الأمراض بالسمنة والتقدم في السن والأمراض الأخرى مثل السكري وارتفاع الكولسترول وغيرها.

النوبة القلبية بالإنجليزية

تسمى النوبة القلبية في اللغة الإنجليزية باسم Heart Attack.

أعراض النوبة القلبية

تختلف أعراض النوبة القلبية حسب درجة الإصابة ومدى الانسداد في الشرايين التاجية المصابة، قد تكون الأعراض شديدة في حالة انسداد شريان أو أكثر بشكل تام أو شبه تام، بينما قد تكون متوسطة الشدة إذا كان الانسداد متوسطًا، وقد تكون الأعراض خفيفةً أو لا تظهر أعراض مطلقًا في بعض الحالات.

تتضمن أعراض النوبة القلبية الأكثر شيوعًا كلًّا من:

• ألم في الصدر، يكون الألم في منتصف الصدر ويشعر المصاب بأن ثقلًا قد وُضع فوق صدره، قد يكون الألم عاصرًا أو طاعنًا في بعض الحالات.
• انتشار الألم إلى المناطق المحيطة، والتي تتضمن الكتف الأيسر والفك السفلي والأسنان والذراع والظهر، وكذلك أعلى البطن في بعض الحالات.
• التعرق وبرودة الجسم
• التعب
• الحرقة أو عسر الهضم
• الدوار أو الدوخة المفاجئة
• الغثيان
• ضيق التنفس

قد تكون الأعراض عند النساء أقل أو تكون غير واضحة مثل الألم قصير الأمد أو الألم الحاد في الرقبة أو الذراع أو الظهر. قد يكون توقف القلب بشكل مفاجئ أول أعراض النوبة القلبية في بعض الحالات. وقد تظهر بعض النوبات بشكل مفاجئ، بينما يسبق بعضها الآخر بأعراض بادريًّة قبل عدة ساعات أو أيام. تتضمن هذه الأعراض الذبحة الصدرية التي لا تزول بالراحة، وهي حالة من ألم الصدر الذي يحدث عند الجهد أو التمرين بسبب الانسداد أو عدم كفاية جريان الدم بشكل مؤقت في أحد الشرايين التاجية.

أسباب النوبة القلبية

يتألف القلب بشكل أساسي من مجموعة كبيرة من الخلايا العضلية التي تعمل بشكل مستمر دون توقف. تستمد عضلة القلب الطاقة والغذاء الضروريان لاستمرار عملها من مجموعة من الشرايين تسمى الشرايين التاجية، والتي تقسم إلى 3 شرايين أساسية مع عدد من الشرايين التي تتفرع عنها.

تحدث النوبة القلبية بسبب انسداد واحد أو أكثر من هذه الشرايين إمّا انسدادًا تامّا أو جزئيًّا، من خلال التضيق بشكل تدريجي، أو بسبب انفصال جزء من لويحة الكولسترول أو تشكل جلطة دموية، وفي كلتا الحالتين ينتهي الأمر بانسداد الشريان المصاب يشكل تام وظهور أعراض النوبة القلبية الحادة بشكل مفاجئ.

وذلك بسبب حرمان عضلة القلب من الأوكسجين والطاقة وموت خلاياها، وتسمى الإصابة الموجودة في أحد هذه الشريان باسم مرض الشريان التاجي.

يحدث مرض الشريان التاجي غالبًا بسبب تراكم لويحات من الكولسترول والدهون على جدران الشرايين، ما يؤدي إلى تضيقها وصعوبة مرور الدم عبرها، ثم انسدادها لاحقًا بشكل كامل.

اقرأ اكثر: جراحة القلب بالمنظار: المزايا والعيوب والتكلفة

تتضمن الأسباب الأخرى للنوبة القلبية أيضًا تشنج الشرايين التاجية، في هذه الحالة لا يكون الشريان مغلقًا بسبب تراكم الكولسترول فيها، إنما بسبب التشنج الشديد الذي يجعل مرور الدم عبر الشريان غير ممكن، تعرف هذه الحالة باسم ذبحة برنزميتال.

قد تسبب بعض أنواع العدوى مثل فيروس كورونا COVID-19 أو تسلخ الشريان التاجي، وهو تمزق ضمن جدار الشريان الداخلي، حدوث النوبة القلبية. وإن تسلخ الشريان التاجي حالة خطيرة ومهددة للحياة.

عوامل خطر النوبة القلبية

تتضمن عوامل خطر النوبة القلبية:

• العمر: يزداد خطر النوبة القلبية بعد سن 45 لدى الرجال وبعد سن 55 عند النساء.
• التدخين: بما في ذلك التدخين السلبي (التواجد حول المدخنين بشكل دائم)، وهو أهم أسباب النوبة القلبية.
• ارتفاع ضغط الدم: يلحق الضغط المرتفع مع الزمن الضرر بالشرايين التاجية ويؤدي إلى انسدادها، ويكون الأخطر أعلى بكثير عند وجود إصابة بالسكري أو السمنة أو ارتفاع الكولسترول.
• ارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية: يزداد خطر تراكم هذه المواد بشكل لويحات على جدران الشرايين التاجية عند ارتفاع مستوياتها في الدم.
• السكري: يسبب مرض السكري الضرر للشرايين التاجية ويؤدي إلى مرض الشريان التاجي بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم.
• السمنة: تعتبر السمنة إحدى أهم عوامل الخطر وتؤدي إلى زيادة خطر النوبة القلبية بشكل كبير.
• متلازمة الأيض: وهي اجتماع ثلاثة على الأقل من مجموعة حالات تتضمن: سمنة البطن، ارتفاع الكولسترول، السكري وارتفاع ضغط الدم. وتضاعف متلازمة الأيض خطر النوبة القلبية.
• قلة النشاط الفيزيائي: يؤدي نمط الحياة الخامل قليل الحركة إلى ارتفاع الدهون والكولسترول في الدم والسمن وازدياد مقاومة الأنسولين التي تؤدي إلى مرض السكري، كما تزداد نسبة السمنة وكل ذلك يزيد من خطر النوبة القلبية.
• النظام الغذائي غير الصحي: تسبب الزيوت النباتية والإفراط في تناول الدهون المشبعة والسكريات زيادة خطر النوبة القلبية.
• أمراض المناعة الذاتية: بما في ذلك الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي.

مضاعفات النوبة القلبية

تؤدي النوبة القلبية إلى عدد من المضاعفات الخطيرة التي تتضمن:

• اضطرابات نبض القلب مثل الرجفان البطيني وهو حالة تسبب الموت عند عدم الانتباه لها.
• الصدمة قلبية المنشأ بسبب ضعف عمل القلب، ما يؤدي إلى هبوط الضغط الشديد والوفاة
• فشل القلب وقصور القلب بسبب إصابة عضلة القلب بالضعف
• التهاب شغاف القلب، والشغاف هو النسيج الرقيق الذي يبطن أجواف القلب، ويؤدي التهاب الشغاف إلى عدد كبير من المضاعفات الخطيرة وربما يسبب الوفاة.
• توقف القلب والموت.

تشخيص النوبة القلبية

غالبا ما يتم تشخيص النوبة القلبية من خلال الأعراض والعلامات الترافقة لها في الحالات الطارئة، ويمكن سؤال المريض عن الأعراض وعوامل الخطر إذا كان قادرًا على الإجابة والكلام.

يتضمن تشخيص النوبة القلبية مراقبة ضغط الدم والنبض ودرجة الحرارة مع إجراء مجموعة من الاختبارات لتقييم سلامة ووظيفة القلب ومراقبة الصحة الحالة العامة للمريض.

اختبارات تشخيص النوبة القلبية

تتضمن الاختبارات التي تساعد على تشخيص النوبة القلبية:

• تخطيط القلب الكهربائي: وهو اختبار يساعد في معرفة وتقييم النشاط الكهربائي لخلايا عضلة القلب عن طريق وضع مجموعة من الأقطاب الكهربائية على مناطق معينة من الجسم ووصلها إلى جهاز خاص لتسجيل النشاط الكهربائي للقلب. عند الإصابة بالنوبة القلبية يؤدي تأثر الخلايا إلى ظهور مجموعة من العلامات على تخطيط القلب تدل على النوبة القلبية.
• تحاليل الدم: وهي اختبارات تستخدم لقياس مجموعة من الإنزيمات والمركبات في الدم، حيث تتسرب هذه المواد إلى الدم عند موت خلايا عضلة القلب في النوبة القلبية. ويدل ارتفاع مستوياتها على التشخيص.
• تصوير الصدر بالأشعة السينية: لدراسة حالة وحجم القلب والرئتين
• تصوير القلب بالأمواد فوق الصوتية: لدراسة ضخ القلب للدم وحركة الدم عبر أجواف القلب ودراسة وظائف صمامات القلب.
• القثطرة القلبية: يتم إدخال سلك طويل إلى أحد شرايين الجسم وتوجيه القثطرة عن طريقه إلى القلب وصولًا إلى الشرايين التاجية. بعد ذلك يتم حقن صبغة تباين ضمن الشرايين وإجراء التصوير بالأشعة السينية لرؤية حجم وموقع الانسداد في القلب. كما يمكن إزالة سبب الانسدادا وتوسيع الشريان في الوقت نفسه من خلال هذا الإجراء.
• التصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي: لدراسة حجم وشكل القلب ومكان الإصابة بشكل مفصل أكثر، إضافة إلى تقييم الرئتين والصدر والأنسجة المحيطة بالقلب.

علاج النوبة القلبية

النوبة القلبية حالة طبية طارئة، ولذلك فإن العلاج بأسرع وقت ممكن أمر ضروري لنجاة المريض وتحسن الحالة والحفاظ على وظيفة القلب. يهدف العلاج الفوري إلى استعادة جريان الدم إلى القلب وتأمين الطاقة والأوكسجين لعضلة القلب. ولذلك يتم في البداية إعطاء المريض الأوكسجين ويختلف التدبير والعلاج بعد ذلك حسب نوعي الانسداد جزئيًّا كان أم كلّي وعلى وقت حدوث النوبة القلبية كذلك.

العلاج بالأدوية

تعطى الأدوية التالية لعلاج النوبة القلبية:

• الأسبرين: يمنع الأسبرين تشكل الجلطات الدموية ويساهم في الحفاظ على تدفق الدم في الشريان المصاب.
• الأدوية التي تفكك الجلطات الدموية: تساعد هذه الأدوية على تفكك الجلطات الدموية وإعادة فتح الشريان المغلق واستعادة إرواء القلب. يجب أن تعطى هذه الأدوية بشكل باكر بعد حدوث النوبة القلبية، حيث تصبح عديمة الفائدة بعد مرور 12 ساعة على النوبة.
• الهيبارين: وهو من مميعات الدم سريعة التأثير، والذي يعطى بشكل فوري لمنع حدوث الجلطات الدموية ويقلل لزوجة الدم.
• نيتروغليسرين: يسبب هذا الدواء توسع الشرايين وزيادة مساحتها، ما يؤدي إلى نقص كمية الانسداد وعودة جريان الدم إلى القلب.
• المورفين: يستخدم لتسكين الألم، حيث تسبب النوبة القلبية ألمًا شديدًا لا يحتمل ويمكن أن يسبب تفاقم الحالة إذا لم يتم تسكينه.
• حاصرات بيتا: تسبب هذه الأدوية بطء القلب وتنقص ضغط الدم وتساهم في الوقاية من اضطرابات نبض القلب مثل الرجفان البطيني، كما تمنع تفاقم الضرر في عضلة القلب وتقي من حدوث نوبة قلبية أخرى.
• مثبطات ACE: أو مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين، وهي من الأدوية المهمة لخفض الضغط وتقليل إجهاد القلب.
• الستاتينات: من الأدوية التي تخفض مستوى الدهون في الدم وهي ضرورية لمنع تشكل لويحات كولسترول جديدة على الشرايين.

العلاج بالعمليات الجراحية

توجد مجموعة من الإجراءات الجراحية التي قد تكون ضرورية لعلاج النوبة القلبية واستعادة وظيفة القلب، والتي تتضمن:

• توسيع ورأب الشريان التاجي: ويسمى كذلك بالتداخل التاجي عبر الجلد. يتم إدخال قثطرة موجهة بمساعدة سلك معدني مع التصوير الشعاعي حتى الوصول إلى الشريان المصاب. بعد ذلك يتم نفخ بالون صغير ضمن المنطقة المصابة بحيث يسبب توسع الشريان وزوال لويحات الكولسترول وإعادة فتح الشريان، بعد ذلك يتم وضع شبكة معدنية وتثبيتها على الشريان لمنع انسداده في المستقبل. تفيد هذه العملية بشكل كبير في إنقاذ حياة المريض واستعادة وظيفة القلب دون الحاجة إلى جراحة كبرى.
• المجازات التاجية: أو عملية القلب المفتوح. قد تحتاج بعض الحالات الشديدة إلى جراحة قلبية لاستبدال الجزء المصاب من شريان تاجي أو أكثر. ويكون ذلك من خلال استخدام طعم شرياني مأخوذ من شرايين سليمة في الجسم، لصناعة مجازة تصل ما بين المنطقة قبل الانسداد إلى المنطقة بعده لاستعادة جريان الدم ووظيفة القلب. قد تجرى هذه الجراحة بشكل فوري أو تؤجل عدة أيام لتأمين راحة المريض والتحضير بشكل أفضل للعملية، وهي فعالة في تحقيق الشفاء بشكل كبير.

إعادة تأهيل القلب

تضم إعادة تأهيل القلب مجموعة من الإجراءات والممارسات التثقيفية التي تهدف إلى تحسين صحة القلب والحالة العامة بعد النوبة القلبية. تشمل إعادة تأهيل القلب الالتزام بقدر محدد من التمارين الرياضية بشكل يومي، مع الغذاء الصحية والحمية قليلة الدهون والسكريات، مع تقليل التوتر والشدات النفسية والعودة إلى الأنشطة المعتادة بشكل تدريجي بعد الشفاء. ويستمر برنامج إعادة التأهيل بضعة أشهر بعد انتهاء العلاج وذلك لضمان حدوث الشفاء التام والوقاية من حدوث نوبة قلبية أخرى.

العلاج بالأعشاب

قد تفيد بعض الأعشاب والمكملات الغذائية في تسريع الشفاء بعد النوبة القلبية والعودة إلى الأنشطة اليومية بشكل أسرع، وتتضمن هذه المواد بشكل أساسي:

• الكوأنزيم Q10
• مكملات أوميغا – 3 وزيت السمك
• الشاي الأخضر
• الرمان
• الكركديه
• الزنجبيل
• الكركم
• البوتاسيوم والمغنزيوم.

نصائح للوقاية من الإصابة بالنوبة القلبية مع علاجك الطبية

الوقاية من الإصابة بالنوبة القلبية ممكنة في معظم الحالات وفي أي وقت تتخذ فيه القرار باتباع نمط حياة صحي. للوقاية من النوبة القلبية عليك باتباع النصائح التالية:

• توقف عن التدخين
• التزم بممارسة الرياضة بشكل منتظم كل يوم
• تناول طعامًا صحيًّا وابتعد عن الدهون المهدرجة مثل الزيت النباتي والسمن النباتي، وتجنب الإفراط في تناول الدهون المشبعة والسكريات
• احرص على البقاء في وزن صحي وتجنب السمنة وزيادة الوزن
• إذا كنت مصابًا بأمراض أخرى مثل السكري وارتفاع ضغط الدم فمن المهم تدبير هذه الأمراض بشكل جيد.

تحرير: علاجك الطبية©