الخراج هو تجمع للصديد أو القيح داخل غشاء رقيق ويمكن أن ينشأ في كثير من الأماكن في الجسم، يتشكل الخراج ضمن النسيج الطبيعي عند إصابة هذا النسيج بعدوى بإحدى أنواع البكتيريا المنتجة للقيح، وفي حالة خراج اللثة فإن العدوى تكون في نسيج اللثة، ما يسبب انتفاخ وتورم اللثة في مكان نشوء الخراج، وإن الخراج يسبب الألم الشديد والالتهاب في اللثة وقد يلحق الأذى بالبنى المجاورة كالأسنان أو دواعم السن أو الأعصاب أو قد تنتشر الجراثيم إلى الدم عند إهمال الحالة وعدم تقديم العلاج اللازم للمريض.
يطلق على اللثة باللغة الانجليزية تسمية Gum أو مصطلح Gingiva، ويدعى الخراج باللغة الانجليزية باسم abscess، وتصطلح تسمية Gum abscess على خراج اللثة في اللغة الإنجليزية.
يكون خراج اللثة بشكل انتفاخ كروي طري لامع لونه أحمر يبرز من نسيج اللثة ويؤلم عند لمسه، وقد يحتوي خراج اللثة على سائل مكون من القيح أو الصديد ينتج عن الالتهاب.
إن أسباب خراج اللثة هي عينها الأسباب التي يحدث خراج الأسنان نتيجة لها، لكن الخراج في حالة اللثة يكون مرئيًا على نسيج اللثة إلى الخارج، بينما يكون خراج الأسنان داخل اللثة حول أو تحت السن ويظهر إلى الخارج فقط الانتفاخ الذي يسببه الخراج.
إقرأ أكثر: ماهو الفرق بين خراج الأسنان وخراج اللثة
يختلف نوع خراج اللثة حسب درجة الإصابة وامتداد الخراج، ففي حالة خراج اللثة يبقى الخراج محصورًا ضمن نسيج اللثة فقط دون أن يصيب البنى المجاورة كالأنسجة الداعمة للأسنان أو أعصاب الأسنان ودون أن يلحق الضرر بالأسنان كذلك.
ويمكن في حالات أخرى أن تمتد الإصابة ويتوسع الخراج حتى يصل إلى أربطة الأسنان أو الأسنان نفسها فيتشكل الخراج ضمنها، ويمكن تمييز نوعين من الخراجات في هذه الحالة، هما خراج دواعم السن والخراج حول الذروي.
يظهر خراج دواعم السن عندما تنتقل العدوى بالبتكيريا إلى الأنسجة التي تدعم الأسنان وإلى الأربطة التي تثبتها في الفكين، في هذه الحالة يظهر الخراج على شكل كرة حمراء صغيرة مندفعة من اللثة إلى الخارج، يترافق خراج دواعم الأسنان مع أمراض اللثة الشديدة كالتهاب دواعم الأسنان و التهاب اللثة المتقدم وانحسار اللثة، وفي حال عدم علاجه فسوف يؤدي إلى خسارة الأسنان المصابة نتيجة تلف الأنسجة التي تثبتها.
يحدث الخراج حول الذروي عندما يصاب لب السن بالعدوى بالبكتيريا المسببة للخراجات، ولب السن هو الطبقة الأعمق من طبقات الأسنان والذي يحوي الأوعية الدموية والأعصاب والنسيج الضام وكلها تؤمن للسن التغذية والحس والمتانة.
تدخل البكتيريا عادةً عبر نخر موجود في السن أو نتيجة لكسر السن وتشق طريقها وصولًا إلى جذر السن واللب مسببةً ظهور الخراج.
تعد الخراجات من الإصابات التي تسبب أعراضًا شديدةً وحادة للمريض، بعكس كثير من أمراض الفم التي تحدث وحتى تشفى دون أن تسبب ظهور أعراض مطلقًأ. يسبب خراج اللثة ألمًا شديدًا في المنطقة المصابة كما يصعب على المريض المضغ وربما البلع والكلام كذلك، حسب مكان الإصابة بالخراج.
يظهر الخراج في الفم على شكل كتلة حمراء متورمة ومنتفخة تؤلم عند الضغط عليها، وتتضمن أعراض خراج اللثة كذلك كلًا مما يلي:
وقد تحدث كذلك ضخامة في العقد اللمفاوية المجاورة في الفك والعنق.
يحدث خراج اللثة عند إصابة البكتيريا للمسافة الموجودة بين الأسنان واللثة، كما قد ينتج خراج اللثة عن التهاب دواعم السن والذي يحدث بسبب إهمال النظافة الفموية. كما أن تراكم البلاك على الأسنان في مناطق اتصالها مع اللثة يمكن أن يسبب حدوث الخراج، فالبلاك لا يمكن إزالته بتفريش الأسنان، ونتيجة لاستمرار تراكمه على الأسنان فقد تنتقل البكتيريا إلى الأنسجة المحيطة وتسبب الإصابة بخراج اللثة.
قد يحدث خراج اللثة كذلك نتيجة وجود جيب عميق في اللثة، وجيب اللثة هو حالة مرضية يتشكل فيها فراغ حول السن، تستطيع البكتيريا العيش في هذا الفراغ وقد تنمو وتسبب الإصابة بالخراج عند تراكم بقايا الطعام والبلاك وإهمال العناية بنظافة الفم.
كما أن ضعف المناعة يمكن أن يساهم في حدوث خراج اللثة نتيجة عدم قدرة الجسم على مواجهة الالتهابات والميكروبات.
إن إجراء خلع الضرس يمكن أن يعرض المريض إلى عدة أمراض تنتج عنه، وذلك لأن بيئة الفم ليست معقمة إنما مليئة بالبكتيريا، وعند خلع الضرس فإن الأوعية الدموية المحيطة به تفتح على الفم ما يسمح بدخول وتسرب البكتيريا إلى داخل الجسم وتسببها بالأمراض.
وكذلك فإن اللثة تتضرر عند خلع الضرس وتصبح عرضةً للعدوى، وإذا لم تؤخذ التدابير الوقائية اللازمة فقد يصاب المريض بخراج اللثة بعد قلع الضرس.
من أسباب الخراج في اللثة أيضاً، حيث تشابه حالة سحب العصب حالة خراج الأسنان بعد خلع الضرس، إذ أن حفر السن حتى الوصول إلى العصب يفسح مجالاً للبكتيريا للتسرب إلى جذر ولب السن والتسبب بحدوث خراج اللثة بعد سحب العصب.
قد يستطيع طبيب الأسنان تشخيص خراج اللثة بناءً على الأعراض التي يعاني منها المريض، يجب أن تراجع الطبيب عند الشعور بألم في اللثة أو بطعم القيح في الفم. خلال الفحص يقوم الطبيب بمعاينة الأسنان والبحث عن علامات العدوى والخراج والتي تتضمن الألم والحرارة والتورم والاحمرار.
وللتأكد من التشخيص يطلب الطبيب إجراء صورة شعاعية للمريض لتحديد مكان وحجم الخراج قبل البدء في معالجته، كما تفيد الأشعة السينية في تقييم حالة العظام وتحديد ما إذا كانت قد تضررت نتيجة العدوى أم لا.
لا تشفى الخراجات من تلقاء نفسها عادةً، إنما تتفاقم الحالة أكثر وأكثر في حال إهمالها وعدم تقديم العلاج المناسب، يكون علاج الخراج عادةً جراحيًّا في عيادة الطبيب حيث يتم شق الخراج وتفريغ محتوياته من السوائل وتنظيف المنطقة والنسج المصابة، كما يمكن اتباع بعض المعالجات المنزلية المفيدة في علاج خراج اللثة السفلية والعلوية على حدٍ سواء.
تؤمن المعالجات المنزلية للخراج بعض الراحة وتخفف من الألم الناجم عن العدوى والخراج، وتتضمن أشيع العلاجات المنزلية:
يقوم علاج خراج اللثة العلوية والسفلية طبيًّا على شق الخراج وتصريف محتواه من السوائل وإزالة النسج المتأذية في جيب اللثة. قد يقترح طبيب الأسنان إجراء التنظيف العميق للأسنان بحيث يزيل بهذا الإجراء البلاك والجير من أعلى وتحت خط اللثة.
إن تصريف الخراج ضروري للتخلص من العدوى ومنع حدوث المضاعفات. يتضمن إجراء تصريف الخراج فتح شق جراحي في الخراج، ويقوم طبيب الأسنان بوضع مخدر موضعي على المنطقة قبل بدء الإجراء لتجنب إحساس المريض بالألم، يمكن كذلك استخدام الأشعة السينية للأسنان لتحديد ما إذا كان خراج اللثة قد أدى إلى فقدان العظام، واعتمادًا على مدى فقدان العظام فقد يلجأ طبيب الأسنان إلى القلع من أجل العلاج.
يمكن أن يؤثر خراج اللثة أحيانًا على اللب وهو مركز السن، ويحوي لب السن الأوعية الدموية والأعصاب والنسيج الضام. وإذا تضرر لب السن فقد يحتاج المريض لإزالة الجزء التالف من السن بواسطة قناة الجذر.
وإضافةً إلى الإجراءات الجراحية لتصريف الخراج وتنظيف المنطقة المصابة سوف يصف طبيب الأسنان مجموعة من المضادات الحيوية من أجل القضاء على العدوى بشكل كامل. تقلل المضادات الحيوية من التورم إذا لم يستطع الطبيب إزالته بالكامل، كما تمنع عودة العدوى وتشكل الخراج من جديد، وكذلك توقف انتشار العدوى إلى مناطق أخرى من الجسم.
للوقاية من خراج اللثة يجب الاعتناء بصحة الفم والاهتمام بالنظافة الفموية، ويكون ذلك من خلال الالتزام بتفريش الأسنان بشكل منتظم مرتين أو ثلاث مرات في اليوم وخصوصا بعد الطعام من أجل تجنب تراكم البلاك على الأسنان وعند التقاء الأسنان مع اللثة.
كما يجب تنظيف الأسنان بالخيط مرة على الأقل كل يوم لمنع تراكم بقايا الطعام والبلاك على اللثة.
كما يجب الخضوع لتنظيف الأسنان الطبي في عيادة طبيب الأسنان مرةً كل ستة أشهر للوقاية من تراكم كميات كبيرة من البلاك على الأسنان وحمايتها من خراجات اللثة وأمراض اللثة الأخرى.
تحرير: علاجك الطبية©
الوسوم
خدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة