أسباب التهاب اللسان وكيفية علاجها بفعالية
التهاب اللسان Glossitis هو مشكلة صحية تترافق مع مجموعة من الأعراض المزعجة التي تؤثر على اللسان، تشمل التورم والألم الذي قد يجعل الأكل والكلام أصعب.
ليست هذه الحالة مجرد مشكلة موضعية في اللسان، وإنما هي مؤشر على وجود مشكلة صحية أعمق في الجسم، قد يكون نتيجة لنقص الفيتامينات أو العدوى أو رد الفعل التحسسي. من خلال فهم أسباب التهاب اللسان وأعراضه يمكن التعرف إلى الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذه الحالة والوقاية منها.
سنتناول في هذه المقالة الأسباب الرئيسية وراء التهاب اللسان، إضافة إلى الأعراض ووسائل العلاج المتاحة. تابع القراءة لمعرفة المزيد عن هذه الحالة.
ما هو التهاب اللسان؟
التهاب اللسان هو حالة مرضية تصيب اللسان وتؤدي إلى ظهور عدد من الأعراض عليه، وتشمل انتفاخ واحمرار اللسان والألم.
اللسان عبارة عن نسيج عضلي، مسؤول عن مضغ وبلع الطعام وكذلك مخارج الحروف أثناء الكلام. يوجد على سطح اللسان جسيمات صغيرة جدًا تغطي كامل سطح اللسان تسمى الحليمات الذوقية، والتي تحتوي على البراعم الذوقية المسؤولة عن الإحساس بالطعوم المختلفة والمسؤولة عن تذوق الطعام. يؤدي التهاب اللسان إلى تلف وزوال الحليمات الذوقية، ما يسبب فقدان حاسة التذوق ويؤدي إلى عدة مشاكل تتعلق بتناول الطعام.
التهاب اللسان بحد ذاته ليس مرضًا مستقلًا، وإنما هو أحد العلامات التي تدل على وجود مرض آخر كامن مثل سوء التغذية أو نقص بعض أنواع الفيتامينات أو المعادن، أو التعرض للعدوى بالبكتيريا أو الفطريات، وقد تلعب عوامل أخرى عديدة دورًا في حدوث التهاب اللسان كذلك.
يعطل التهاب اللسان الوظائف المختلفة للسان، بما فيها الأكل والكلام بسبب الألم والانزعاج في اللسان، وتتطلب الحالة كلًا من المعالجة الموضعية بالأدوية المخففة للأعراض وكذلك معالجة السبب الكامن وراء الالتهاب.
ما هي أسباب التهابات اللسان؟
يمكن أن يحدث التهاب اللسان بسبب عدد من العوامل، وتشمل:
- نقص الفيتامينات: وبشكل خاص نقص فيتامين B12 إذ يؤدي إلى تراجع في نشاط الخلايا الجذعية في اللسان، والتي تعمل على تجديد الحليمات الذوقية بشكل منتظم، يسبب ذلك التهابًا وتغيرًا في لون اللسان. يؤدي نقص حمض الفوليك أيضًا إلى حالة مماثلة.
- نقص الحديد: يعتبر التهاب وتشقق اللسان من أهم أعراض نقص الحديد وفقر الدم.
- العدوى: تسبب العدوى الفطرية مثل عدوى داء المبيضات، ظهور بقع بيضاء وأعراضًا التهابية وألمًا في اللسان، كما أن العدوى البكتيرية كذلك يمكن أن تؤدي إلى التهاب اللسان.
- رد الفعل التحسسي: تعتبر إصابة اللسان من الأعراض الشائعة للاستجابة فرط الحساسية تجاه العوامل التي يمتلك المريض حساسية تجاهها مثل بعض أنواع الأطعمة أو لسعات النحل أو النباتات.
- التدخين: يسبب التدخين تهيج الأغشية المخاطية في الفم ويؤدي إلى تلف الخلايا، كما أن المواد الكيميائية الموجودة في السجائر تزيد من نمو البكتيريا في الفم وتفاقم الالتهاب.
- أمراض المناعة الذاتية: مثل مرض الذئبة الحمامية الجهازية ومرض التهاب المفاصل الروماتويدي، يمكن أن تؤدي هذه الأمراض إلى التهاب في أنسجة عدد من الأعضاء بما فيها اللسان.
- الأمراض المزمنة: وبشكل خاص مرض السكري، الذي يسبب ضعف الجهاز المناعي وزيادة تكاثر البكتيريا ويقلل من إمدادات الدم إلى الأنسجة.
- الأمراض الهرمونية: مثل قصور الغدة الدرقية الذي تضم أعراضه التهاب اللسان.
- الإصابات الفيزيائية: مثل الحروق عند تناول الطعام الساخن أو التعرض لجروح الأجسام الحادة.
- التغيرات الهرمونية: وبشكل خاص التغيرات الهرمونية المرافقة للحمل، إذ تؤدي مستويات الهرمونات المرتفعة إلى التهاب وتشقق اللسان.
- التوتر والقلق: قد يلعب الضغط النفسي دورًا في أمراض الفم واللسان، والتي تترافق مع أفعال وسلوكيات تهدف إلى تخفيف التوتر مثل عض اللسان.
ما هي أعراض التهاب اللسان؟
يترافق التهاب اللسان مع عدد من الأعراض، وتؤثر الأعراض بشكل رئيسي على وظائف اللسان، وتتضمن:
- ألم اللسان، وبشكل خاص عند تحريك اللسان أو لمسه أو الضغط عليه.
- انتفاخ ووذمة في اللسان.
- تغيرات في اللون، تتراوح ما بين الأحمرار والشحوب واللون الأبيض.
- صعوبة أو عجز عن التحدث بشكل واضح أو تغيرات في بعض مخارج الحروف.
- صعوبة في مضغ وبلع الطعام.
- فقدان الحليمات الذوقية على سطح اللسان نتيجة الالتهاب، ما يعطي اللسان مظهرًا أملس السطح.
- رائحة الفم الكريهة وتقرحات الفم.
توجد عدة عوامل خطورة يمكن ان تزيد من احتمال الإصابة بالتهاب اللسان، وتشمل:
- إصابات ورضوض الفم.
- الإكثار من الأطعمة المتبلة والحارة.
- وجود تقويم أسنان او طقم أسنان يسبب التهيج في الفم.
- الإصابة بفيروس الهربس البسيط.
- نقص مستويات الحديد في الجسم.
- الحساسية الغذائية.
- الإصابة باضطرابات مناعية.
ما هي أنواع التهاب اللسان؟
توجد أنواع مختلفة من التهاب اللسان تختلف حسب طبيعة الالتهاب والسبب، وتتضمن:
- الالتهاب الحاد في اللسان: الالتهاب الحاد هو الإصابة الالتهابية التي تظهر بشكل مفاجئ وتكون ذات أعراض شديدة ومزعجة ومعطلة للوظائف الاعتيادية للسان، وتحدث في حالات مثل ردود الفعل التحسسية.
- الالتهاب المزمن: هو التهاب ذو أعراض خفيفة يبدأ بشكل تدريجي ويستمر على مدى فترة زمنية أطول ويكون عرضًا لمشاكل صحية أهم مثل نقص الحديد وأمراض المناعة الذاتية.
- التهاب اللسان الضموري: ويتضمن ضمور سطح اللسان وزوال معظم الحليمات الذوقية عنه، حيث يصبح سطح اللسان أملس ويأخذ مظهرًا يشبه الزجاج، نتيجة التغيرات في لون وقوام اللسان.
- التهاب اللسان المعَيَّني الناصف: يتصف بوجود منطقة حمراء ناعمة مسطحة أو مرتفعة عن سطح اللسان معينية الشكل تؤثر على منتصف أو مؤخر اللسان، ويعتقد بأنها ناتجة عن عدوى فطرية في اللسان بفطر المبيضات).
- اللسان الجغرافي: يعرف كذلك باسم التهاب اللسان الهاجر الحميد، ويتصف بوجود بقع متفرقة من المناطق زائلة الحليمات والملساء، مع آفة حمراء اللون تشبه شكل الخريطة. وعلى الرغم من أنها حالة التهابية ولكنها حالة لا تشكل أي خطورة.
- متلازمة حرقة اللسان: وهي حالة تصيب مقدمة اللسان وسقف الفم وتظهر لدى المرضى من جميع الأعمار، لكنها شائعة عند النساء بعد انقطاع الدورة الشهرية.
كيف يتم تشخيص التهاب الفم واللسان؟
يستطيع أخصائي الأذن والأنف والحنجرة تشخيص حالة التهاب اللسان من خلال الفحص الفيزيائي والمعاينة البصرية للسان والفم. يعاين الطبيب اللسان ليتحرى تلف الحليمات، كما يسأل عن الأعراض التي يعاني منها المريض. يطلب الطبيب عند الضرورة اختبارات أخرى مثل تحاليل الدم لاستبعاد أمراض ومشاكل صحية أخرى.
ما هو علاج التهاب اللسان؟
يعتمد علاج التهاب اللسان على العامل المسبب بشكل كبير، ويشفى التهاب اللسان عادةً مع العلاج المناسب، وتتضمن طرق العلاج:
- الأدوية: قد يصف الطبيب للعلاج أدوية فموية مناسبة للحالة حسب نوع العامل المسبب، قد تشمل هذه الأدوية المضادات الحيوية أو مضادات الفطريات أو مضادات الفيروسات. في بعض الحالات قد توصف الستيرويدات على شكل مرهم لتخفيف أعراض الاحمرار والوذمة والألم.
- المكملات والتحسينات الغذائية: عندما يكون نقص الفيتامينات أو المعادن هو سبب التهاب اللسان، يتم تعويض هذا النقص عن طريق المكملات الغذائية والنظام الغذائي الصحي.
- تجنب المحرضات: إذا كنت تعاني من تفاقم الحالة عند تناول الطعام الحار أو التوابل، فقد يوصي الطبيب بتجنب هذه الأطعمة. كما أن الامتناع عن التدخين ضروري في هذه الحالة.
- العناية بنظافة الفم: تفيد العناية بنظافة الفم في تقليل البكتيريا والفطريات التي قد تسبب التهاب اللسان. من الضروري تنظيف الأسنان بالفرشاة بشكل منتظم مرتين أو ثلاث مرات يوميًا وكذلك تنظيف سطح اللسان، إضافة إلى استخدام الغسولات الفموية والمضمضة بالماء والملح.
علاج التهاب اللسان في المنزل
توجد عدة طرائق منزلية تفيد في تخفيف أعراض التهاب اللسان، وتشمل:
- الماء والملح: الماء والملح محلول مطهر طبيعي للفم يقلل من البكتريا والفطريات ويزيل بقايا الطعام والبلاك من الفم، ما يقلل من خطر العدوى.
- الشاي الأخضر: وهو غني بمضادات الالتهاب ومضادات الأكسدة ولذلك يفيد في تخفيف أعراض التهاب اللسان.
- العسل: بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا يمكن أن يفيد في علاج العدوى البكتيرية للسان.
- الزنجبيل: يمتلك خواصًا مضادة للالتهاب.
- البابونج: يفيد في تخفيف الألم وتقليل الالتهاب.
- زيت جوز الهند: له خواص معقمة ومطهرة للفم من البكتيريا والفطريات.
- شرب الماء بكمية كافية: لتجنب جفاف الفم الذي يفاقم الالتهاب.
كيف يمكن الوقاية من التهاب اللسان؟
يمكن الوقاية من التهاب اللسان من خلال:
- الحفاظ على نظافة الفم: يتضمن ذلك تنظيف الأسنان واللسان بالفرشاة بشكل منتظم واستخدام خيط الأسنان والغسولات الفموية المطهرة.
- التغذية الصحية: نظرًا إلى أن سوء التغذية أحد أهم أسباب التهاب اللسان، تساهم التغذية الصحية في الوقاية من نقص المغذيات الدقيقة وتجنب هذه المشكلة.
- شرب كمية كافية من الماء: يقلل ذلك من جفاف الفم، والذي يلعب الدور الأكبر في حدوث التهاب اللسان.
- تجنب العوامل المهيجة: مثل التوابل والأطعمة الحارة.
أسئلة شائعة عن التهاب اللسان
تختلف مدة التهاب اللسان حسب نوعه وحسب العامل المسبب وكفاءة العلاج، وبشكل عام فإنه يستمر ما بين عدة أيام وأسبوعين. يفضل استشارة الطبيب في حال استمرار الأعراض لفترة أطول.
