جفاف الفم هو حالة مرضيّة لا تقوم فيها الغدد اللعابية الموجودة في الفم بإنتاج كمية كافية من اللعاب للحفاظ على رطوبة جوف الفم، ما يسبب للمريض شعورًا مستمرًا بالعطش أو الجفاف في الفم. كما قد تترافق بمظاهر أخرى مثل رائحة النفس الكريهة وجفاف الحلق وتشقق الشفاه.
اللعاب عنصر مهم من عناصر جهاز الهضم فهو يساعد على ترطيب وبلع الطعام وهو كذلك يعمل على حماية الأسنان من التسوس وحماية الفم واللثة من الأمراض. وإن جفاف الفم في حد ذاته لا يعتبر حالةً خطرةً طبيًّا، لكنه قد يكون عرضًا لمرض آخر غير ظاهر، كما أن قلة اللعاب قد تؤدي إلى آثار سلبية على صحة الفم والأسنان.
يسمى جفاف الفم في اللغة الإنجليزية العامة بمصطلح Dry mouth، أما طبيًّا فتطلق تسمية Xerostomia على جفاف الفم وهي كلمة لاتينية الأصل مؤلفة من قسمين هما كلمة Xero والتي تعني الجفاف وكلمة Stomia والتي تعبر عن الحالات الفموية.
جفاف الفم أثناء النوم شائع بشكل كبير، ويمكن أن يكون جفاف الفم أثناء النوم ناتجًا عن اختلاف طبيعي في كمية اللعاب التي ينتجها الجسم في الأوقات المختلفة من اليوم، إذ تنتج الغدد اللعابية أثناء النوم كمية لعاب أقل من التي تنتجها في النهار أو أثناء تناول الطعام أو الشراب، ولذلك فقد يكون الشعور بجفاف الفم أو العطش طبيعيًّا خلال وقت النوم أو مباشرةً بعد الاستيقاظ. كما قد يشاهد عن كبار السن بشكل طبيعي، والسبب في هذه الحالة هو قلة إفراز اللعاب ونقص بعض عناصره مع التقدم في العمر. يمكن أن تسبب بعض الحالات الطبية مثل متلازمة شوغرن جفاف الفم أثناء النوم، وهي حالة تتميز بنقص إفراز اللعاب بسبب رد فعل مناعة الجسم تجاه الغدد اللعابية. وكذلك يحدث جفاف الفم في الحالات التي تسبب انسداد الأنف وتجبر المريض على التنفس من فمه أثناء النوم مثل مرض انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم. وقد يكون جفاف الفم أثناء النوم كذلك ناتجًا عن قلة شرب المياه والسوائل أو قد يكون من الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
يسبب عدم وجود كمية كافية من اللعاب في الفم ظهور الأعراض التالية:
يسبب غياب اللعاب من الفم كذلك تراكم البلاك وجير الأسنان على اللثة، إذ يقوم اللعاب عند توفره بتنظيف الأسنان من البكتيريا وبقايا الطعام والبلاك، وتغيب هذه الحماية في حالة جفاف الفم فيتراكم البلاك والجير على الأسنان. كما يمكن أن تتضمن أعراض جفاف الفم الإصابة بالقلاع وتسوسات الأسنان.
يحدث جفاف الفم عندما لا تنتج الغدد اللعابية الموجودة في الفم كميات كافية من اللعاب، ويمكن أن يتأثر عمل الغدد اللعابية بسبب عدة عوامل كالعمر والآثار الجانبية لبعض الأدوية وعلاجات بعض الأمراض، ويمكن أن تتأثر كذلك بالإصابة بأمراض أخرى. إن التقدم في العمر هو أكثر أسباب جفاف الفم شيوعًا، مع التقدم في العمر تنخفض كفاءة عدد كبير من الوظائف في الجسم ومنها الغدد اللعابية، إذ يقل إفراز اللعاب لدى كبار السن ويعاني كثير منهم من جفاف الفم.
قد يكون جفاف الفم من ضمن الآثار الجانبية لبعض الأدوية، تتضمن الأدوية التي يمكن أن تسبب جفاف الفم أدوية الاكتئاب والقلق، إضافةً إلى أدوية الإسهال وأدوية الضغط والأدوية التي تستخدم لعلاج الربو. كما أن مضادات الهيستامين ومدرات البول وبعض أدوية العلاجات الكيميائية يمكن أن تقلل إفراز اللعاب وتسبب جفاف الفم. والمرخيات العضلية ومضادات الاحتقان وبعض أنواع المسكنات وبعض الأدوية التي تصرف دون وصفة طبية أيضًا قد تسبب جفاف الفم كعرض جانبي لاستخدامها.
قد يكون جفاف الفم عرضًا جانبيًّا لبعض المعالجات مثل علاج السرطان. إذ تسبب المعالجة الكيميائية للسرطان تغييرًا في كمية اللعاب المنتج وفي تركيبه كذلك، ويعود إفراز اللعاب إلى شكله الطبيعي بعد انتهاء فترة العلاج. وقد تسبب المعالجة الإشعاعية للسرطان في الرأس والعنق تلف الغدد اللعابية، وهو ما ينقص إفراز اللعاب بشكل مؤقت أو دائم حسب درجة الأذى التي تتعرض له الغدد اللعابية وكذلك حسب جرعة الإشعاع والمنطقة المعالجة.
توجد مجموعة متنوعة من الأمراض التي تسبب جفاف الفم، تتضمن هذه الأمراض التجفاف والسكري ومرض التليف الكيسي وأمراض المناعة الذاتية وداء ألزهايمر.
التجفاف: التجفاف هو فقدان الجسم لكمية كبيرة من السوائل بسبب الإسهال أو الإقياء أو التعرق الشديد دون الحصول على تعويض لهذه السوائل. عند الإصابة بالتجفاف فإن إفراز اللعاب يصبح أقل من الطبيعي ما يسبب حدوث جفاف الفم.
السكري: إن جفاف الفم من الأعراض الشائعة لمرض السكري، إذ أن المستويات المرتفعة من السكر في الدم قد تؤثر على إنتاج اللعاب بما يؤدي إلى جفاف الفم. وكذلك فإن المصابين بالسكري أكثر عرضةً للتجفاف ونقص السوائل، إضافةً إلى أن بعض أدوية السكري قد تسبب نقص إنتاج اللعاب كذلك.
التليف الكيسي: قد يحدث نقص اللعاب في الفم كذلك بسبب الإصابة بمرض التليف الكيسي، وهو مرض وراثي يصيب جهاز الهضم وجهاز التنفس ويعطل عددًا من الوظائف المهمة فيهما ويعتقد أنه يؤثر على الغدد اللعابية ويضعف إفراز اللعاب كذلك.
متلازمة شوغرن: متلازمة شوغرن هي حالة من أمراض المناعة الذاتية يقوم فيها جهاز المناعة بإلحاق الضرر بالغدد اللعابية وإصابتها بالالتهاب وإتلافها، وبذلك ينقص إفراز اللعاب ويحدث جفاف الفم. تتضمن الأمراض المناعية التي تسبب جفاف الفم كذلك مرض الإيدز والتهاب المفاصل الروماتويدي.
إن تلف الأعصاب من الأسباب المهمة التي قد تسبب جفاف الفم، تتلقى الغدد اللعابية أوامر إفراز اللعاب عن طريق مجموعة من الأعصاب. عند تعرض هذه الأعصاب للتلف بسبب العدوى أو الجراحة أو الإصابة بالأورام أو بسبب اعتلال الأعصاب السكري أو السكتة الدماغية فإن الأوامر العصبية لن تصل إلى الغدد اللعابية بشكل ملائم وبذلك لن تقوم بإفراز كمية كافية من اللعاب وهو ما يسبب جفاف الفم كنتيجة لقلة إفراز اللعاب.
قد يسبب تدخين التبغ الضرر للغدد اللعابية ويؤثر على إفراز اللعاب منها، وبذلك فقد يسبب قلة إفراز اللعاب وجفاف الفم.
يقوم اللعاب بدور مهم في حماية الفم من العوامل الممرضة وفي الحفاظ على نظافة الأسنان واللثة، إضافة إلى أهمية اللعاب في ترطيب الطعام وتسهيل المضغ والمبلع، ولذلك فإن المصاب بجفاف الفم معرض بشكل أكبر للإصابة بكل من:
لتشخيص جفاف الفم يجب البحث عن العامل المسبب للمرض وتشخيصه، سيقوم الطبيب بمراجعة السجل المرضي للمريض بشكل كامل للبحث عن الإصابة السابقة بالأمراض التي تسبب جفاف الفم، كما سيقوم بمراجعة الأدوية التي يتناولها المريض أو كان قد تناولها سابقًا.
قد يحتاج التشخيص إلى إجراء اختبارات دموية من أجل تشخيص السكري أو الأمراض المناعية وملازمة شوغرن، وكذلك فقد يتطلب وضع التشخيص إجراء التصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي للتأكد من سلامة الأعصاب والغدد اللعابية. وعند الشك بإصابة المريض بمتلازمة شوغرن فقد يحتاج الطبيب لأخذ خزعة من الغدد اللعابية للتأكد من التشخيص.
يتطلب علاج جفاف الفم في المقام الأول معالجة الأمراض المسببة للحالة، بالإضافة إلى إيقاف الأدوية التي تسبب جفاف الفم، يجب كذلك تعويض فقدان اللعاب والمحافظة على رطوبة الفم من خلال المنتجات المرطبة والإكثار من شرب الماء.
بما أن جفاف الفم يكون في أغلب الأحيان ناتجًا عن مرض آخر فإن علاج الأمراض المسببة لجفاف الفم يعالج بدوره قلة إفراز اللعاب. فضبط مستويات سكر الدم عن طريق خافضات السكر الفموية أو الأنسولين أو تعديل النمط الغذائي يمكن أن تعالج المشكلة في حالة الإصابة بالسكري. يحتاج المريض للعلاج بالأدوية الحالة للمخاط في التليف الكيسي أو الجراحة في حال تعرض الأعصاب للأذى بسبب الإصابة بالأورام أو السكتة الدماغية. يكفي تعويض السوائل والالتزام بشرب كمية كافية من الماء للتخلص جفاف الفم عند الإصابة بالتجفاف.
إذا كان جفاف الفم ناتجًا عن الآثار الجانبية لدواء يتناوله المريض فإن العلاج الشافي في هذه الحالة هو تغيير الدواء إلى دواء آخر له الفعالية نفسها في معالجة المرض ولا يسبب قلة إفراز اللعاب، فمضادات الاكتئاب والقلق وكذلك أدوية الضغط تتضمن عدة أنواع من الأدوية التي تعمل وفق آليات مختلفة، وبذلك فإن الخيارات البديلة متاحة ومتنوعة ويمكن بسهولة الاستغناء عن دواء واستخدام دواء آخر ليس له آثار جانبية مزعجة في العلاج.
يمكن استخدام مجموعة متنوعة من المنتجات المرطبة للفم في علاج جفاف الفم، تتضمن هذه المجموعة غسولات فموية تعطى بوصفة طبية أو دون وصفة. تتضمن المنتجات المرطبة الأكثر شيوعًا الغسولات الفموية المخصصة لجفاف الفم التي تحتوي على الزايلوتول يمكن أن تفيد في العلاج وهي كذلك تؤمن الحماية من تسوس الأسنان.
يمكن أن يعالج جفاف الفم عن طريق استخدام اللعاب الاصطناعي أو الأدوية التي تحفز إفراز اللعاب وهي الأفضل عند الإصابة بمتلازمة شوغرن، تتضمن الأدوية الأكثر شيوعًا التي تحفز إفراز اللعاب كلًّا من السيفيميلين cevimeline والبيلوكاربين pilocarpine وهي أدوية تشابه في عملها الآلية الطبيعية التي تحفز إفراز اللعاب.
يمكن التخفيف من جفاف الفم من خلال بعض الوسائل المنزلية وتغيير بعض العادات، وتتضمن الأساليب المنزلية للتخفيف من جفاف الفم:
تحرير: علاجك الطبية©
المصادر:
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/dry-mouth/diagnosis-treatment/drc-20356052
https://www.healthline.com/health/dry-mouth#treatment-options
https://www.healthline.com/health/dry-mouth-at-night#home-remedies
https://www.dictionary.com/browse/xerostomia
https://www.medicalnewstoday.com/articles/327522#causes
الوسوم
خدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة