أمراض السمنة: الأمراض التي تسببها السمنة وكيفية الوقاية منها

أشهر أمراض تسببها السمنة

السمنة هي إحدى المشاكل الصحية الأكثر انتشارًا حول العالم، والتي يستمر انتشارها في التزايد بشكل كبير في السنوات الأخيرة. وتقترن السمنة مع عدد كبير من الأمراض والمشاكل الصحية التي تنتج عنها بشكل مباشر أو غير مباشر، والتي تشمل:

أمراض القلب

تساهم السمنة في حدوث أمراض القلب من خلال عدة آليات مرضية، وتعتبر السمنة ثاني أهم عامل خطر لحدوث أمراض القلب بعد التدخين. تؤدي السمنة إلى زيادة النشاط الالتهابي في خلايا الجسم، كما تسبب ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية والكولسترول في الدم. عند اقتران هاتين الحالتين معًا فإن النشاط الالتهابي للخلايا في الدم يؤدي إلى ترسب الكولسترول على جدران الشرايين، مسببًا بذلك الإصابة بأمراض الشريان التاجي، وهو ما يزيد خطر حدوث النوبة القلبية والسكتة الدماغية، ويترافق مع مخاطر كبيرة للتعرض لعدد من المشاكل القلبية مثل الرجفان الأذيني والفشل القلبي.

داء السكري من النوع الثاني

عند البحث في أسباب مرض السكري من النوع الثاني فإن السمنة سوف تكون في مقدمة الأسباب. نتيجة للتراكم الكبير للدهون ونقص كتلة العضلات وقلة النشاط البدني عند مرضى السمنة فإن مقاومة الأنسولين ترتفع بشكل كبير، وهي الآلية المسؤولة عن حدوث مرض السكري. في هذه الحالة تنقص استجابة الخلايا لهرمون الأنسولين، ما يتطلب زيادة إفراز الهرمون بكميات أكبر للتغلب على هذه المقاومة، والتي تنتهي بإنهاك خلايا البنكرياس المفرز للأنسولين والإصابة بمرض السكري.

ارتفاع مستويات الكوليسترول أو الدهون الثلاثية

بسبب تراكم كميات كبيرة من الدهون الثلاثية في الجسم يزداد العبئ على الكبد، وهو العضو المسؤول عن استقلاب هذه العناصر الغذائية، وبالتالي يصبح غير قادر على استخدامها بالشكل الأمثل، وهو ما يؤدي إلى وجودها في الدم بكميات أكبر من المعدل الطبيعي. ويكمن الضرر الأساسي لوجود هذه الدهون بكميات غير طبيعية في الدم بأنها تزيد خطر أمراض القلب والتهاب البنكرياس.

ارتفاع ضغط الدم

يحدث ارتفاع ضغط الدم عند مرضى السمنة بسبب حجم الأنسجة الكبير الذي يحتاج القلب إلى تغذيته، ما يؤدي إلى زيادة عمل القلب ويرفع ضغط الدم. تساهم السمنة أيضًا بآليات غير مفهومة بشكل كامل في حدوث مرض ارتفاع التوتر الشرياني (الارتفاع المزمن والمستمر في ضغط الدم).

التهاب المفاصل والعظام

يحدث التهاب المفاصل والعظام لدى مرضى السمنة بسبب عدد من الآليات. إن مرض التنكس المفصلي أو التهاب المفاصل والعظام Osteoarthritis هو مرض التهابي يصيب المفاصل الكبيرة الحاملة للجسم، وبشكل أساسي الورك والركبة، ويسبب التنكس والتلف في الأنسجة المكونة للمفصل وفي الغضاريف والعظام، ما يسبب صعوبة الحركة والألم والتيبس في المفصل.

يحدث هذا المرض بشكل أكبر لدى مرضى السمنة بسبب الوزن الكبير الذي تحمله المفاصل والذي يزيد من عبئ العمل عليها، كما يكون للالتهاب المزمن في الجسم الناتج عن السمنة دور في إحداث المرض كذلك.

انقطاع التنفس المؤقت أثناء النوم

تعرف حالة انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم بأنها مشكلة صحية تتضمن توقف تنفس المريض لفترات قصيرة وبشكل متكرر أثناء النوم بحيث تسبب استيقاظ المريض لثواني قليلة وعودته إلى النوم ثانيةً. تسبب حالة النوم المتقطع هذه عدة مشاكل نهارية تشمل التعب المزمن والنعاس الشديد وفقدان القدرة على التركيز وضعف المهارات المعرفية والإدراكية. وتحدث هذه الحالة لدى مريض السمنة بشكل خاص بسبب ضغط الأنسجة والدهون المتراكمة في الرقبة على مجرى التنفس مسببةً انسداده أثناء النوم.

أمراض نفسية

توجد علاقة ما بين الإصابة بالسمنة والأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب، وتسبب السمنة هذه المشاكل من خلال:

• الاكتئاب: الأشخاص الذين يعانون من السمنة لديهم معدلات أعلى للإصابة بالاكتئاب. قد يرجع ذلك إلى الصورة السلبية للجسم والمشاكل الاجتماعية التي يواجهها المصابون بالسمنة، بالإضافة إلى دور العوامل الكيميائية، إذ أن نقص النشاط البدني يؤدي إلى خلل في النواقل العصبية المسؤولة عن الشعور بالسعادة والنشاط.
• القلق: الشعور بالوصمة الاجتماعية والتمييز بسبب الوزن الزائد قد يؤدي إلى زيادة الشعور بالقلق لدى المصابين بالسمنة.
• انخفاض تقدير الذات: غالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من السمنة بانخفاض في تقدير الذات بسبب نظرة المحيط والوصمة المترافقة مع زيادة الوزن.
• اضطرابات الأكل: هناك علاقة وثيقة بين السمنة واضطرابات الأكل مثل الشراهة العصبية والتخمة العصبية، حيث أن السمنة قد تكون نتيجة لهذه الاضطرابات.
• الضغوط النفسية: التعامل مع الوصمة الاجتماعية والمشاكل الصحية الناجمة عن السمنة قد يسبب ضغوطًا نفسية كبيرة للمصابين بالسمنة.

بعض أنواع السرطان

السمنة لها دور مهم في زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. يمكن إرجاع الارتباط بين السمنة وزيادة خطر السرطان إلى عدة عوامل. فالدهون الزائدة في الجسم تُنتج هرمونات وإنزيمات تشجع على نمو الخلايا السرطانية. فمثلًا تزيد السمنة من مستويات الإستروجين في الجسم، ما يرفع خطر الإصابة بسرطان الثدي والرحم. كما أن الدهون الزائدة تزيد من مستويات الالتهاب في الجسم، والذي بدوره يساهم في تطور الخلايا السرطانية. بالإضافة إلى ذلك، فإن السمنة غالبًا ما تصاحبها أنماط حياة غير صحية كالنظام الغذائي الفقير في الخضروات والفواكه والنشاط البدني المحدود، وهذه العوامل بدورها تزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان كسرطان القولون والمريء، وخصوصًا في ظل ضعف الجهاز المناعي الذي تسببه السمنة ونمط الحياة غير الصحي.

أمراض المرارة

تلعب السمنة دورًا مهمًا في زيادة خطر الإصابة بأمراض المرارة. فالزيادة الكبيرة في الوزن والدهون الزائدة في الجسم تؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، ما يساهم في تشكيل حصوات المرارة. هذه الحصوات عبارة عن تجمعات صلبة من الكوليسترول والمواد الأخرى داخل المرارة. والتي قد تسبب التهابات وآلام في المرارة عند تشكلها، وفي حالات أكثر خطورة قد تؤدي إلى انسداد القنوات المرارية وحدوث التهاب حاد يتطلب التدخل الإسعافي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن السمنة تزيد من مخاطر الإصابة بمشاكل أخرى في المرارة، مثل التهاب المرارة والنوبات المرارية.

أمراض الكبد الدهنية غير الكحولية

تلعب السمنة دورًا رئيسيًا في تطور أمراض الكبد الدهنية غير الكحولية. ينتج هذا النوع من أمراض الكبد عن تراكم الدهون في خلايا الكبد، ما يؤدي إلى التهاب الكبد وتلفه على المدى الطويل. وتوجد عدة آليات تربط السمنة بأمراض الكبد الدهنية غير الكحولية:

• زيادة الدهون والكربوهيدرات في الجسم: الزيادة الكبيرة في الوزن والسمنة تؤدي إلى ارتفاع مستويات الدهون والكربوهيدرات في الجسم، وهذه الزيادة تساهم في تراكم الدهون داخل خلايا الكبد.
• مقاومة الإنسولين: ترتبط السمنة بزيادة مقاومة الجسم لهرمون الإنسولين. هذه المقاومة تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم وتراكم الدهون في الكبد.
• الالتهاب: تسبب الزيادة في الوزن التهابًا في الجسم على المستوى الخلوي. هذا الالتهاب يساهم في تلف خلايا الكبد وتطور أمراض الكبد الدهنية.
• الإجهاد التأكسدي: ترتبط السمنة بزيادة الضغط التأكسدي والإجهاد على خلايا الكبد، ما يؤدي إلى تلفها وتطور أمراض الكبد الدهنية.

أمراض نسائية مثل العقم وعدم انتظام الدورة الشهرية

السمنة تلعب دورًا مهمًا في زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض النسائية مثل العقم وعدم انتظام الدورة الشهرية، وذلك من خلال عدة آليات:

• الاختلال الهرموني: الزيادة في الوزن والدهون الزائدة في الجسم تؤثر على مستويات الهرمونات الجنسية الأنثوية كالإستروجين والبروجسترون بسبب إنتاج الخلايا الدهنية لهذه الهرمونات، يؤدي هذا الاختلال الهرموني إلى اضطرابات في الدورة الشهرية وصعوبة في الحمل.
• مقاومة الأنسولين: السمنة ترتبط بزيادة مقاومة الجسم لهرمون الأنسولين. تؤثر هذه المقاومة على إنتاج الهرمونات الجنسية وتشكيل البويضات، ما يزيد من خطر العقم.
• التهاب المبايض: الزيادة في الوزن والدهون الزائدة تسبب التهابات في المبايض، والتي بدورها تؤدي إلى اختلال في وظائفها وصعوبة في الإخصاب.
• متلازمة تكيس المبايض: السمنة مرتبطة بشكل وثيق بزيادة خطر الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، وهي من أهم أسباب العقم عند النساء.

مشكلات في الجلد مثل صعوبة التئام الجروح

يمكن أن تؤدي السمنة إلى مجموعة من المشكلات الجلدية، تشمل صعوبة التئام الجروح وجفاف الجلد والتشققات وغيرها. وتوجد عدة آليات تربط السمنة بهذه المشاكل الجلدية:

• النقص في التروية الدموية: الزيادة الكبيرة في الوزن والدهون الزائدة في الجسم تؤدي إلى انخفاض في تروية الأوعية الدموية في الجلد. هذا ينتج عن الضغط الميكانيكي الذي تسببه الدهون الزائدة على الأوعية الدموية. يؤثر النقص في التروية الدموية سلبًا على التئام الجروح.
• الالتهاب المزمن: السمنة مرتبطة بزيادة مستويات الالتهاب في الجسم على المستوى الخلوي، والذي يؤثر على قدرة الجلد على التئام الجروح بشكل سليم.
• ضعف المناعة: السمنة ترتبط بانخفاض في وظائف الجهاز المناعي، ما يؤثر على قدرة الجلد على مكافحة العدوى والتئام الجروح.
• مقاومة الأنسولين: السمنة تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، والذي بدوره يعيق عملية التئام الجروح بسبب التأثيرات السلبية للسكر المرتفع على الأوعية الدموية والجهاز المناعي والنشاط الخلوي.
• زيادة الضغط على الجلد: الزيادة الكبيرة في الوزن تزيد من الضغط على الجلد، ما قد يؤدي إلى إصابات وجروح في المناطق المعرضة للضغط المرتفع.

نصائح للوقاية من أمراض السمنة؟

للوقاية من أمراض السمنة يجب التخلص من الوزن الزائد وعلاج السمنة، وذلك من خلال:

• اتباع نظام غذائي متوازن يركز على الفواكه والخضروات والألياف والبروتينات الصحية، مع الحد من تناول الأطعمة المصنعة والغنية بالسكريات والدهون المشبعة.
• ممارسة النشاط البدني بانتظام، مثل التمارين الهوائية وتمارين المقاومة لمدة 30-60 دقيقة يوميًا، مع زيادة النشاط البدني في الحياة اليومية.
• الحفاظ على وزن صحي من خلال فقدان الوزن ببطء وبشكل مستدام بالاستعانة بأخصائي تغذية.
• إدارة الضغوط النفسية باستخدام طرق صحية للتعامل مع التوتر والقلق مثل التأمل والاسترخاء، والحصول على دعم اجتماعي، والتحدث مع أخصائي نفسي عند الحاجة.
• الخضوع للفحوصات الدورية للكشف المبكر عن أي مشاكل صحية والالتزام بتوصيات الطبيب

ما هي أفضل طرق إنقاص الوزن وعلاج السمنة؟

توجد عدة طرق يمكن لها إنقاص الوزن وعلاج مشكلة السمنة، والتي تشمل كلًا من:

• ممارسة التمارين الرياضية: من خلال زيادة استهلاك الجسم للطاقة وزيادة الكتلة العضلية فإن كمية الدهون المخزنة في الجسم تتناقص بشكل تدريجي، ويجب أن تترافق ممارسة الرياضة مع نظام غذائي صحي للحصول على نتائج جيدة.
• الحمية الغذائية: باتباع حمية غذائية قليلة الكاربوهيدرات وغنية بالبروتينات يمكن التخلص من مشكلة السمنة والوزن الزائد.
• الأدوية: يمكن أن تساعد بعض الأصناف الدوائية في إنقاص الوزن وتحسين استهلاك الجسم للدهون.
• جراحة إنقاص الوزن: في حالات السمنة المفرطة والشديدة والتي لا تستجيب للعلاج التقليدي، يمكن إجراء عمليات السمنة مثل جراحة تكميم المعدة وجراحة تحويل مسار المعدة، والتي تؤدي إلى فقدان أكثر من نصف الوزن الزائد خلال السنة الأولى من إجراء العملية.

خدمات علاجك الطبية فيما يخص علاج السمنة في تركيا

إذا كنت تعاني من مشكلة السمنة فإن علاجك الطبية أفضل من يقدم لك المساعدة في إنقاص الوزن واستعادة نمط الحياة والجسم الصحيين. إذ يعمل في علاجك الطبية نخبة من الأطباء وأخصائيي التغذية ومقدمي الرعاية الصحية الذين يعملون على تقديم أفضل الطرق لمساعدتكم على فقدان الوزن بعد إجراء الاستشارة والفحوصات الدقيقة والمفصلة.

وتقدم علاجك الطبية خدمات جراحة إنقاص الوزن للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة وغير القادرين على خسارة الوزن الزائد لديهم من خلال طرق العلاج التقليدية.

إن مراكز علاجك الطبية مجهزة بأفضل المعدات والتقنيات الطبية والجراحية وكذلك تكنولوجيا التشخيص والعلاج الأعلى كفاءة والأحدث، ما يتيح لنا تقديم العلاج المناسب بأفضل نتيجة وأكثر شكل أمانًا.

عند اتصالكم مع فريق علاجك الطبية سوف يقدم لكم فريقنا كلًا من:

• الاستشارة المجانية حول طرق العلاج والطريقة المناسبة لكم
• المساعدة في توفير متطلبات الزيارة مثل حجوزات السفر والإقامة
• المرافقة والاستقبال منذ وصولكم وطوال فترة إقامتكم في تركيا
• مترجم فوري يصحبكم طوال فترة العلاج
• متابعة دورية ومنتظمة بعد انتهاء العلاج
• تكاليف مدروسة ومناسبة

تحرير: علاجك الطبية©