يحدث مرض السكري عندما يكون مستوى الجلوكوز في الدم، والذي يسمى أيضًا سكر الدم، مرتفعًا جدًا. جلوكوز الدم هو المصدر الرئيسي للطاقة ويأتي من الطعام الذي تتناوله. تعرف أكثر على مرض السكري وأنواعه وكيفية العلاج فى مقالنا التالي.
إن مرض السكري هو مرض استقلابي مزمن، ينتج عن اجتماع عدد من العوامل البيئية والوراثية، والتي تنتهي بارتفاع نسبة السكر في الدم بما يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة تشمل عددًا من الأعضاء المختلفة. يحدث مرض السكري بسبب عجز الجسم عن المحافظة على قيمة طبيعية لسكر الدم. ويرتبط حدوث السكري باضرابات في هرمون الأنسولين بشكل رئيسي، والتي تكون إما نقصًا في مستويات الأنسولين أو مقاومة خلايا الجسم لتأثيره.
يسمى مرض السكري في اللغة الإنجليزية باسم Diabetes.
يمكن أن يحدث مرض السكري وفق عدة أشكال مختلفة، حيث تساعد هذه الأشكال على تصنيف مرض السكري إلى 3 أنواع رئيسية، والتي تتضمن:
يتميز مرض السكري من النوع الأول بحدوثه في أعمار مبكرة، حيث يبدأ في معظم الحالات قبل سن 30 سنة وهو النوع الذي يصيب الأطفال والمراهقين كذلك. يحدث النوع الأول من السكري بسبب نقص لإفراز هرمون الأنسولين من البنكرياس وغياب الأنسولين بشكل تام في مراحل المرض المتأخرة، ويترافق هذا النوع من مرض السكري مع نقص الوزن بسبب عدم وجود الأنسولين لتخزين الدهون والحفاظ على مصادر الطاقة.
على العكس من النوع الأول، فإن النوع الثاني من مرض السكري يحدث في الأعمار المتأخرة، حيث يبدأ بعد عمر 45 سنة عادةً. ويحدث هذا النوع من السكري بسبب وجود مقاومة الأنسولين لدى المريض. في هذه الحالة تكون مستويات الأنسولين طبيعية في الجسم إلا أن الخلايا لا تستجيب لتأثيره. وهو ما يتم تلافيه في المراحل الأولى من خلال زيادة إفراز البنكرياس للأنسولين بكميات أكبر، ما يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، ثم يحدث نقص في مستويات الأنسولين في وقت لاحق بسبب إصابة خلايا البنكرياس بالتعب.
تؤدي التغيرات التي تحدث في الجسم أثناء الحمل إلى تطور مقاومة الأنسولين في الأشهر الأخيرة من الحمل، ومن الممكن أن تصاب المرأة الحامل بمرض السكري في الحالات الشديدة من مقاومة الأنسولين. في أغلب الأحيان يشفى سكري الحمل بعد الولادة بفترة قصيرة وتعود مستويات السكر في الدم وكذلك الاستجابة لهرمون الأنسولين إلى الحالة الطبيعية. ومن الممكن أن تستمر الإصابة إلى مرض السكري من النوع الثاني في نسبة قليلة من الحالات، كما يزداد خطر الإصابة بمرض السكري في المستقبل.
تؤدي الزيادة المزمنة في نسبة السكر في الدم في مرض السكري إلى عدد من الأعراض، والتي تتضمن:
يحدث مرض السكري بسبب اجتماع نوعين من الأسباب معًا، أولهما هو وجود العوامل الوراثية المؤهبة للإصابة بالمرض والآخر هو العوامل الخارجية مثل نمط الحياة والنظام الغذائي والأسباب المرضية والحمل وغيرها من الأسباب.
يعتبر النوع الأول من مرض السكري أحد أمراض المناعة الذاتية، إذ يحدث بسبب مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا المسؤولة عن إفراز الأنسولين في البنكرياس وتدميرها، وبالتالي حدوث النقص التدريجي في مستوى الأنسولين في الدم حتى ظهور أعراض مرض السكري، والتي تبدأ بالظهور بعد زوال 80% من الخلايا المفرزة للأنسولين. يعتقد أن الإصابة بهذا النوع من السكري تحدث بسبب وجود آلية وراثية تنتج عن مجموعة من الجينات بالإضافة إلى التعرض لعامل محفز مثل العدوى ببعض أنواع الفيروسات والتعرض لبعض المركبات الغذائية مثل بروتينات الحليب البقري.
تعتبر السمنة هي السبب الرئيسي في حدوث مرض السكري من النوع الثاني، والذي يحدث بسبب الإصابة بمقاومة الأنسولين. عند الإصابة بمقاومة الأنسولين فإن الخلايا تصبح أقل استجابة للمستويات الطبيعية من الأنسولين، في هذه الحالة يقوم البنكرياس بزيادة إفراز الأنسولين للتغلب على مقاومة الخلايا له، وعند ضعف خلايا البنكرياس ونقص قدرتها على إفراز الأنسولين تبدأ أعراض مرض السكري بالظهور.
تؤدي الإصابة بمرض السكري وارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل مزمن إلى عدد من المضاعفات، وتتضمن أهم مضاعفات مرض السكري:
يحتاج تشخيص مرض السكري إلى سؤال المريض بشكل مفصل عن الأعراض التي يعاني منها ومعرفة عوامل الخطر بشكل دقيق كذلك. بعد ذلك فإنه من الممكن تشخيص الإصابة بمرض السكري من خلال مجموعة من الاختبارات والتي تتضمن:
يتم تشخيص مرض السكري من النوع الأول من خلال قياس كمية مركب بروتيني موجود في الدم يسمى الببتيد C، هذا المركب هو جزء من جزيء الأنسولين ينفصل عنه ويتحرر إلى الدم بعد إفراز الأنسولين. وتدل نقص مستويات هذا المركب عن حدها الطبيعي على الإصابة بالسكري من النوع الأول بسبب نقص إفراز الأنسولين.
في السكري من النوع الثاني يكون مستوى الببتيد C مرتفعًا بسبب زيادة البنكرياس لإفراز الأنسولين، كما يمكن أن يكون ضمن المستوى الطبيعي. يستخدم في السكري من النوع الثاني اختبار A1C أو اختبار الهيموغلوبين السكري لمتابعة الحالة. تدل قيم الهيموغلوبين السكري على طبيعة تغيرات سكر الدم خلال الأشهر الثلاث الأخيرة، وتعطي صورةً عامة عن الحالة وتفيد في تحديد طريقة العلاج.
حتى يمكننا القول بأن المريض مصاب بمرض السكري، يجب أن تكون قيمة سكر الدم في عينة تؤخذ بشكل عشوائي بغض النظر عن موعد آخر وجبة تناولها المريض، أكثر من 200 mg/dL.
لكي يتم التأكد من تشخيص مرض السكري يجب أن يتم إجراء تحليل نسبة سكر الدم في المختبر، حيث يطلب من المريض التوقف عن تناول الطعام والشراب ما عدا المياه في الليلة السابقة لموعد التحليل، ثم يتم أخذ عينة الدم في الصباح وتحليل نسبة السكر. تكون القيمة الطبيعية لسكر الدم بين 70 – 100 mg/dL، بينما تدل قيمة السكر بين 100 – 125 mg/dL على الإصابة بمقدمات السكري، وتدل القيمة الأعلى من 126 mg/dL على الإصابة بمرض السكري.
يهدف علاج مرض السكري إلى إزالة الأعراض والوقاية من تطور المضاعفات الخطيرة. في كلا النوعين من السكري فإن العلاج قائم بشكل أساسي على تعديل نمط الحياة. ويكون ذلك من خلال الحمية واتباع نظام غذائي قليل السكريات، بالإضافة إلى التمارين الرياضية. يجب على مريض السكري الالتزام بممارسة التمارين الرياضية لمدة 150 ساعة في الأسبوع على الأقل. ويمكن إذا لم يكن تعديل نمط الحياة كافيًّا وصف الأدوية للحصول على ضبط أفضل لمستوى السكر في الدم. تختلف طريقة علاج مرض السكري بالأدوية حسبما إذا كان السكري من النوع الأول أو الثاني، حيث يتم علاج كل من النوعين من خلال:
العلاج الوحيد الذي يمكن أن يفيد مريض السكري من النمط الأول هو الأنسولين. يتم إعطاء الأنسولين مديد التأثير مرة كل 24 ساعة أو مرة كل 12 ساعة، بالإضافة إلى أنسولين سريع التأثير قبل الفطور. يتم ضبط جرعات الأنسولين ومواعيدها وتحديد نوع الأنسولين المستخدم من قبل الطبيب حسب الحالة العامة للمريض ودرجة ضبط سكر الدم لديه.
في السكري من النمط الثاني يمكن علاج المرض من خلال مجموعة متنوعة من الأدوية التي تسمى خافضات السكر الفموية، والتي تتضمن كلًّا من:
كما يمكن في الحالات المتقدمة التي تترافق مع نقص الأنسولين تقديم العلاج بالأنسولين إلى مريض السكري من النوع الثاني.
تعتبر الجراحة الاستقلابية أحد الخيارات التي يمكن اللجوء إليها في حالة وجود سمنة مفرطة مترافقة مع الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مع عدم القدرة على ضبط مستوى سكر الدم. في الجراحة الاستقلابية لعلاج السكري يقوم الجراح بتغيير مسار الجهاز الهضمي إما بتصغير حجم المعدة بحيث لا يستطيع المريض أن يأكل إلا كمية قليلة من الطعام، أو بتغيير مسار الأمعاء بحيث لا يتم امتصاص جزء كبير من الطعام الذي يتناوله المريض. تساعد هذه الطريقة في إنقاص وزن المريض إلى النصف خلال سنة أو أقل، كما تفيد في تحسن مقاومة الأنسولين بشكل كبير وتجعل التحكم بنسبة سكر الدم ممكنًا.
يجب العلم أن هذه الجراحة تحتمل عددًا من المضاعفات وهي غير قابلة للعكس، وبالتالي يجب قبل اتخاذ القرار بإجرائها محاولة إنقاص الوزن بالطرق التقليدية. حيث أن خيار الجراحة لا يتم طرحه عادةً إلى إذا كان مؤشر كتلة الجسم أكثر من 45 وقد أمضى 5 سنوات على الأقل في محاولة إنقاص الوزن دون الحصول على فائدة.
قد لا يمكنك الوقاية بشكل تام من الإصابة بمرض السكري، مع ذلك فإن اتباع أساليب الوقاية فعال بشكل كبير في إنقاص خطر الإصابة بالسكري. يمكنك اتباع ما يلي للوقاية من مرض السكري:
تحرير: علاجك الطبية©
خدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة