الصمم أو فقدان السمع: الأسباب وطرق العلاج

ما هو الصمم أو فقدان السمع؟

يتضمن الصمم أو فقدان السمع الحالات التي تتعطل فيها حاسة السمع بشكل جزئي أو كامل، والذي يحدث بسبب تلف واحد أو أكثر من الأجزاء المسؤولة عن السمع في الأذن أو الأعصاب السمعية. مع التقدم في السن تتناقص حدة السمع بشكل طبيعي نتيجة للتغيرات المرتبطة بالعمر مثل نقص مرونة غشاء الطبل وموت الخلايا العصبية بشكل متزايد. وإنما ينتج الصمم الكامل عن عدد من الأسباب مثل التعرض للضجيج أو الصدمات الصوتية، أو الرضوض والحوادث أو الأمراض الوعائية والعصبية وغيرها من الأسباب.

ويتراوح طيف فقدان السمع من الدرجات الخفيفة التي تتأثر فيها الاستجابة للتواتر الصوتي المنخفض، وحتى الدرجات الشديدة إذ لا يسمع المريض إلا التواتر الصوتي المرتفع بشكل واضح بحيث يضطر مخاطبوه إلى رفع صوتهم للتواصل معه، ويمكن أن تصل الحالة إلى الصمم الكامل في عدد من الحالات. ويتم إجراء التقييم من قبل أخصائي أمراض الأذن والأنف والحنجرة لتقييم حالة الأذن وتحديد شدة نقص السمع ووصف العلاج المناسب. يمكن استعادة السمع في بعض الحالات، إلا أن معظم حالات نقص السمع تتضمن ضرر غير قابل للعكس في العناصر السمعية. يمكن الاستفادة من الأجهزة المساعدة للسمع في تحسين الوظيفة السمعية عند المريض، يتضمن ذلك السماعات المكبرة الخارجية وزراعة الحلزون الصناعي في الأذن.

ما هي أسباب الصمم؟

لكي نفهم أسباب حدوث الصمم يجب أولًا معرفة بنية الأذن وكيفية عملها. تتكون الأذن من ثلاثة أجزاء، وهي: الأذن الخارجية وتشمل الصيوان ومجرى السمع الخارجي وغشاء الطبل، الأذن الوسطى وتحتوي على ثلاثة عظيمات تسمى عظيمات السمع، والأذن الداخلية تحتوي على عضو يسمى الحلزون والذي يتصل مع العصب السمعي المسؤول عن نقل الإشارات العصبية السمعية إلى الدماغ.

عند سماع الأصوات المختلفة يهتز غشاء الطبل، وينتقل الاهتزاز منه إلى عظيمات السمع التي تنقله بالتسلسل بينها حتى الوصول إلى منطقة تسمى النافذة البيضوية. ينتقل الاهتزاز من النافذة البيضوية في الحلزون إلى عضو سمعي موجود داخل الحلزون يسمى عضو كورتي، ونتيجة لاهتزاز الأهداف على سطح هذا العضو تتولد إشارات عصبية تنتقل عبر العصب السمعي إلى مركز السمع في الدماغ حيث يتم إدراك الصوت وتفسيره. وتتضمن أسباب حدوث الصمم كلًا من:

• إصابات الأذن الداخلية: يؤدي كل من التقدم في السن والتعرض المزمن للضجيج والأصوات المرتفعة، وكذلك الصدمات الصوتية، إلى موت الخلايا الحسية المسؤولة عن توليد الإشارات العصبية السمعية في الأذن. هذه الخلايا غير قابلة للتعويض، ولذلك يؤدي تعرضها للتلف إلى نقص السمع.
• انسداد الأذن الخارجية: مع مرور الوقت قد يتراكم شمع الأذن في مجرى الأذن الخارجي، يؤدي ذلك إلى نقص نقل الاهتزازات الصوتية في الأذن وبالتالي نقص السمع. يمكن علاج هذه المشكلة من خلال تنظيف الأذن وإزالة السدادة الشمعية في عيادة الطبيب من خلال إجراء بسيط.
• الالتهابات والعدوى في الأذن: قد تسبب الالتهابات الشديدة في الأذن حدوث الضرر في عناصر نقل الصوت أو الأجزاء المستقبلة والمولدة للإشارات العصبية، وكذلك يفعل النمو العظمي الشاذ أو النمو الورمي في الأذن.
• تمزق غشاء الطبل: يسبب التعرض للصدمات الصوتية والأصوات شديدة الصخب بشكل مفاجئ تمزق غشاء الطبل نتيجة التغيرات السريعة والمفاجئة في الضغط على جانبي الغشاء. يساهم تمزق غشاء الطبل بشكل كبير في نقص السمع نظرًا لكونه عنصرًا أساسيًا في نقل الاهتزازات الصوتية. تساعد جراحة ترميم غشاء الطبل في تحسن السمع، لكن النتائج لا تكون دائمًا كما هو متوقع.
• الأمراض الوراثية والخلقية: توجد عدة حالات مرضية وراثية تتضمن حالة من نقص السمع أو الصمم
• الأمراض المعدية: مثل مرض النكاف أو التهاب السحايا أو العدوى بالفيروس المضخم للخلايا وفيروس جدري الماء.
• بعض الأدوية: تسبب بعض الأدوية في سياق الآثار الجانبية حدوث تلف في الخلايا الحسية في الأذن، مثل دواء جنتمايسين من فئة المضادات الحيوية، وبعض أدوية علاج السرطان والجرعات المرتفعة جدًا من الأسبرين.

أنواع فقدان السمع والصمم

توجد ثلاثة أنواع لفقدان السمع، والتي تختلف عن بعضها بالآلية المصابة في عملية السمع. حيث تقسم عملية السمع إلى جزأين، هما نقل أو توصيل الاهتزازات الصوتية، والإحساس بها وتوليد ونقل الإشارات العصبية. وعليه تتضمن أنواع فقدان السمع:

فقدان السمع التوصيلي

فقدان السمع التوصيلي هو حالة الصمم التي تحدث نتيجة إصابة في الأجزءا الناقلة للاهتزازات والموجات الصوتية من الخارج إلى الأذن الداخلية، والتي تشمل مجرى السمع الخارجي وغشاء الطبل وعظيمات السمع الثلاث. يحدث فقدان السمع التوصيلي نتيجة انسداد المجرى الخارجي بسدادة شمعية أو بسبب تشوهات صيوان الأذن، أو تمزق غشاء الطبل إثر التعرض لصدمة صوتية أو بسبب إصابات عظيمات السمع. يحدث الضرر في عظيمات السمع نتيجة الرضوض خلف الأذن أو بسبب التهاب الأذن الوسطى، وكذلك بسبب بعض الأمراض الوراثية التي تسبب تصلب هذه العظيمات.

عادةً ما يكون إصلاح نقص السمع التوصيلي أسهل، إذ يمكن تحسين الوظيفة السمعية من خلال ترميم الجزء المتضرر من العناصر الناقلة للموجات، على معرفة أن السمع قد لا يعود طبيعي تمامًا أو قد لا يتحسن بشكل كبير.

فقدان السمع الحسّي العصبي

يحدث فقدان السمع الحسي العصبي بسبب تلف الخلايا الحسية في الأذن أو بسبب إصابات العصب السمعي أو مركز السمع في المخ. قد تنشأ هذه الحالة بسبب التقدم في السن أو التسمم ببعض الأدوية والسموم، أو نتيجة لأمراض ومتلازمات وراثية. قد يحدث نقص السمع الحسي العصبي كذلك بسبب الأورام في الأذن أو أورام وسرطان الدماغ، وكذلك بسبب التعرض المزمن للضجيج والأصوات الصاخبة.

معظم حالات فقدان السمع الحسي العصبي تكون غير قابلة للعلاج، إذ أن الخلايا الحسية والعصبية عندما تموت لا يمكن تعويضها بخلايا جديدة. قد يمكن في بعض الحالات منع تفاقم الحالة أو تحسين السمع بشكل جزئي أو استخدام الأجهزة السمعية.

فقدان السمع المختلط

فقدان السمع المختلط هو حالة تتضمن كل من الصمم التوصيلي والصمم الحسي العصبي معًا. في هذه الحالة تكون العناصر الناقلة للموجات الصوتية مصابة بالضرر، وكذلك الخلايا الحسية والعصبية. يمكن تحسين السمع جزئيًا في بعض الحالات.

ما هي أعراض الصمم وكيف تبدأ؟

تتضمن أعراض الصمم كلًا من:

• خفوت الأصوات والحاجة إلى تكرار الكلام بصوت أعلى حتى يسمعه المصاب
• صعوبات في فهم الكلمات، وخصوصًا عند الوجود في مكان مزدحم أو ضمن الضجيج
• صعوبة سماع بعض أحرف اللغة غير الصوتية
• يطلب المصاب من الآخرين التحدث بشكل أبطأ وأكثر وضوحًا وأعلى صوتًا
• الحاجة إلى رفع صوت التلفاز أو المقاطع الصوتية بدرجة كبيرة لتصبح مسموعة بشكل واضح
• الابتعاد عن المواقف الاجتماعية
• الانزعاج من الضجيج في الوسط المحيط
• شعور بالطنين في الأذنين

أول ما تبدأ أعراض نقص السمع بحالة من ضعف سماع الأصوات وعدم تمييز بعض الكلمات، وتزداد المشكلة بشكل تدريجي حتى تصبح واضحة فيما بعد، وقد يصل نقص السمع إلى درجة شديدة بشكل مفاجئ في حالة الإصابات والرضوض والتعرض للصدمات الصوتية.

إذا عانيت من فقدان مفاجئ للسمع أو ضعف شديد، وخصوصًا إذا كان في أذن واحدة، فاطلب استشارة أخصائي الأذن والأنف والحنجرة.

كيف يتم تشخيص الصمم؟

تشمل الفحوصات لتشخيص فقدان السمع كلًا من:

• الفحص البدني: يتضمن فحص الأذن ومعاينة مجرى السمع وغشاء الطبل للبحث عن الأسباب المحتملة لنقص السمع مثل السدادة الشمعية أو الالتهاب في الأذن.
• الاختبارات المسحية: مثل اختبار الهمس، والذي يتضمن إغلاق إحدى الأذنين في الوقت الذي يستمع فيه المريض إلى كلمات ذات درجات صوت مختلفة، ويوضح هذه الاختبار كيف تتفاعل الأذن مع الأصوات المختلفة.
• اختبار الرنانة المعدنية: الرنانة عبارة عن أداة معدنية لها ساق وقرنين تهتز عند نقرها. خلال هذا الفحص يتم نقر الرنانة ثم وضعها أمام الأذن ويطلب الطبيب من المريض إعلامه عند توقف الصوت، ومن ثم يضع الرنانة خلف الأذن ويطلب من المريض إخباره عند توقف سماع الصوت. بهذه الطريقة يستطيع الطبيب تمييز نقص السمع التوصيلي.
• اختبار تخطيط السمع: يجريه طبيب متخص لتحديد شدة نقص السمع ونوعه. يتم توجيه كلمات وأصوات عبر سماعة إلى الأذن وتكرار كل نغمة على مستويات أخفض كل مرة بحيث يتم تحديد أقل تواتر سمعي يمكن أن يسمعه المريض.

ما هي أحدث طرق علاج الصمم وفقدان السمع؟

يتم تحديد طريقة العلاج المناسبة بناءً على نوع نقص السمع وسببه وشدته، وتتضمن خيارات العلاج:

• إزالة شمع الأذن: يعمل الطبيب على غسل الأذن وتنظيفها وإزالة السدادة الشمعية منها باستخدام أدوات شفط خاصة، يتم هذا الإجراء في العيادة خلال دقائق قليلة ولا يسبب الإزعاج أو الألم.
• الجراحة: يمكن علاج بعض أنواع نقص السمع من خلال الجراحة، والتي قد تشمل تصريف السوائل من الأذن أو ترميم غشاء الطبل أو عظيمات السمع.
• الأجهزة المساعدة للسمع: إذا كان نقص السمع ناتجًا عن ضرر في الأذن الداخلية فمن الممكن تركيب سماعة طبية تساعد في تحسين السمع. وهي عبارة عن سماعة خارجية توضع على الأذن وتلتقط الأصوات وتزيد من مستواها وتعيد إدخالها إلى الأذن بحيث يسمعها المريض بشكل أفضل.
• زراعة الحلزون: عندما تفشل وسائل المساعدة السمعية التقليدية فمن الممكن إجراء زراعة الحلزون الصناعي في الأذن الداخلية. وهو عبارة عن جهاز يضخم الأصوات ويوجه الموجات الصوتية إلى قناة الأذن الداخلية، وتتم زراعته داخل الأذن عن طريق إجراء جراحي.

اقرأ أيضًا: انقطاع التنفس أثناء النوم أو اختناق النوم: الأسباب وطرق العلاج

احجز استشارة طبية مجانية مع علاجك الطبية

تقدم علاجك الطبية في تركيا كافة الخدمات العلاجية المتكاملة لمختلف التخصصات الطبية، شاملةً كافة جوانب العلاج والمتابعة والفحص وغير ذلك. ونحرص في علاجك الطبية على تقديم أفضل النتائج العلاجية والتوصية بخيارات العلاج المناسبة لكل مريض على حدى بعد إجراء الفحص الشامل والمفصل للحالة. وتتمتع عيادات ومراكز علاجك الطبية بعدد من المميزات التي تجعلها وجهة علاجية مرموقة في تركيا، ومن ذلك:

• توفر كادر طبي يضم نخبة من أفضل وأمهر الأطباء والجراحين في تركيا
• تجهيزات حديثة ومتطورة، مع وجود أفضل الأجهزة والتقنيات الطبية ووسائل التكنولوجيا العلاجية الأكثر كفاءة
• الإنجازات الطبية المميزة والعديدة التي أجريت ضمن عياداتنا على مدى الأعوام العشرة الأخيرة تجعل عيادات علاجك واحدة من أشهر المراكز الطبية في تركيا
• شهادات وتجارب مرضانا التي تشير إلى مدى جودة الرعاية الصحية في علاجك الطبية
• التكاليف المدروسة والمناسبة لمختلف شرائح المرضى
• الخدمات العديدة والمميزة التي يقدمها فريقنا إلى جانب العلاج، والتي تشمل الحجوزات والمرافقة والاستقبال والترجمة الفورية والمتابعة الدورية بعد العلاج.

تحرير: علاجك الطبية©