تظهر البقع الداكنة على البشرة، وتسمى أيضًا فرط التصبع، بسبب الإنتاج المفرط لمادة الميلانين في بعض الخلايا الموجودة في الجلد. والميلانين هو المادة المسؤولة عن إعطاء اللون الخاص بكل من الجلد والشعر والعينين. والبقع الداكنة هي مجموعة من البقع الصغيرة المتفرقة ذات اللون البني، والتي تظهر على الجلد في مناطق مثل ظهر اليدين والوجه والرقبة، ويمكن أن تظهر على الظهر أو الذراعين والساقين كذلك. تسبب هذه البقع مظهرًا غير متناسق للجلد وتؤثر على جماليته، وترتبط هذه البقع أكثر الأمر مع التقدم في السن إذ تسمى بقع الشيخوخة Age spots، كما أنها ترتبط مع أمراض الكبد بشكل واضح إذ يطلق عليها كذلك اسم البقع الكبدية Liver spots وتسمى أيضًا بقع الشمس Sunspots بسبب اقترانها مع التعرض المفرط للشمس، والذي يسبب تلف ألياف الجلد المرنة ويؤدي إلى عدة مشاكل في الجلد.
البقع الداكنة ليست مثار قلق في أغلب الحالات، إذ لا تأثير ضارًّا لها بجانب المشكلة الجمالية التي تسببها، ولهذا فقد يختار كثير من الناس إزالتها لعلّة مظهرها غير المحبب.
من الممكن لأسباب كثيرة أن تساهم في ظهور البقع الداكنة على البشرة، وتتضمن أهم أسباب البقع الداكنة في الجسم:
يوجد في الجسم هرمون يتحكم بنشاط الخلايا الصباغية في الجلد والشعر والعينين، والخلايا الصباغية هي الخلايا المنتجة لمادة الميلانين وهي المسؤولة عن لون الجلد، يسمى هذا الهرمون باسم الهرمون المحفز للخلايا الصباغية. وإن الاختلال في قيم هذا الهرمون أو زيادة مستوياته يمكن أن يكون مسؤولاً عن ظهور البقع الداكنة في البشرة.
يعتقد كذلك بأن للهرمونات المؤنثة، والتي تضم كلًّا من هرمون الإستروجين والبروجسترون دورًا في ذلك، وبشكل خاص الاختلال في مستويات هذه الهرمونات، حيث يمكن أن تشاهد البقع الداكنة على البشرة عند النساء الشابات وأثناء فترة الحمل تحديدًا.
اقرأ عن: استخدام الميزوثيرابي في تفتيح البشرة
توجد عدة أمراض ومشاكل جلدية من شأنها أن تسبب ظهور البقع الداكنة في البشرة، ومن هذه الحالات:
للتغذية دور كبير في مظهر الجلد وصحته بشكل عام، إذ تحدد طبيعة الغذاء الذي تتناوله بشكل كبير مدى مرونة ومتانة الجلد وحيويته ويساهم سوء التغذية في ظهور مشاكل الجلد المختلفة مثل التجاعيد والبقع الداكنة.
وبشكل خاص فإن النظام الغذائي الذي يتضمن كميات كبيرة من سورالين psoralen يمكن أن يسبب ظهور البقع الداكنة بسبب تأثير هذه المادة على الجلد، والتي توجد في الجزر والجزر الأبيض والكرفس والكزبرة والكمون والتوابل بأنواعها المختلفة. إضافة إلى ذلك فإن الأطعمة الغنية بالسكريات، والوجبات السريعة وكل ما يحتوي على الصويا أو الدهون المحولة أو المهدرجة كالزيوت النباتية والسمن النباتي يمكن أن يضر بصحة الجلد، مسببًا ظهور البقع الداكنة إلى جانب مشاكل أخرى كالتجاعيد وحروق الشمس والجفاف.
اقرأ أيضاً عن: أطعمة تساعد في تفتيح البشرة
قد يسبب عدد من العادات والممارسات السيئة الضرر بصحة الجلد وظهور المشاكل المختلفة فيه، وأهم ما يساهم في ذلك التدخين وشرب الكحول. إذ يؤدي التدخين إلى تدمير الألياف المرنة في الجلد وزيادة النشاط الالتهابي فيه، ويمتلك الكحول تأثيرًا مشابهًا كذلك. نتيجة لهذه الآثار فإن احتمال ظهور البقع الداكنة في البشرة يصبح أكبر. كما يؤدي نقص شرب الماء كذلك إلى جفاف الجلد ونقص المرونة والحيوية فيه بما يساهم في تفاقم مشاكل الجلد المختلفة.
على الرغم من أن التعرض لأشعة الشمس مهم لصحة الجلد وصحة الجسم بشكل عام، إلا أن التعرض المفرط للشمس قد يكون له تأثير ضار. إذ يسبب التعرض لأشعة الشمس الحارقة أو التعرض لأشعة معتدلة ولفترة طويلة حدوث التلف في ألياف الإيلاستين والكولاجين في الجلد، كما أن المقدار الكبير من الأشعة فوق البنفسجية المرافق للتعرض للشمس ينشط الخلايا الصباغية في الجلد ويؤدي إلى زيادة عملها في إنتاج الميلانين، وسبب ذلك هو امتصاص هذه الخلايا للأشعة الضوئية بشكل عام والأشعة فوق البنفسجية بشكل خاص لحماية الجلد من تأثيرها الضار.
تترافق الإصابة بمرض السكري مع عدد من المشاكل الجلدية المختلفة. تسبب الإصابة بالسكري وارتفاع مستويات سكر الدم بشكل مزمن ضعف وصول الدم إلى المناطق المحيطية في الجسم وأيضًا إصابة الأعصاب المحيطية، ما ينتج عنه نقص في حصول خلايا الجلد على التغذية وضعف الإحساس في الجلد. نتيجةً لذلك تظهر عدة مشاكل في الجلد، أهمها تأخر شفاء الجروح والبقع الداكنة في البشرة وضعف بنية الجلد بشكل عام.
معظم البقع الداكنة لا تحتاج إلى علاج، إذ لا تسبب هذه البقع مشاكل صحية ولا تعتبر مشكلة على الصحة العامة للجسم، إلا أنها غير مقبولة من الناحية التجميلية، ولهذا السبب يرغب معظم الأشخاص بعلاجها والتخلص منها. ويتم ذلك عن طريق عدة تقنيات علاجية، منها:
التقشير الكيميائي هو طريقة لمعالجة مشاكل الجلد تتضمن إزالة الطبقة السطحية للبشرة بشكل كامل عن طريق وضع مواد كيميائية على الجلد تعمل على فصل هذه الطبقة عن بقية الجلد. والطبقة الخارجية من البشرة هي طبقة من الخلايا المتقرنة الميتة، والتي تؤدي إزالتها إلى تحفيز نمو خلايا جديدة أكثر صحة وحيوية في الطبقات الأعمق من الجلد. ويساهم التقشير الكيميائي في التخلص من البقع الداكنة بهذه الآلية عن طريق إزالة الخلايا الصباغية مفرطة النشاط الموجودة في الجلد. وتتضمن المواد التي يمكن استخدامها في التقشير الكيميائي للبشرة كلًّا من:
يمكن شراء هذه المواد واستخدامها دون وصفة طبية، كما يمكن الحصول على المركبات قوية التأثير منها من خلال وصفة من الطبيب المتخصص بالأمراض الجلدية. ومن المهم عدم الإفراط في استخدام هذه المواد وترك فترات فاصلة بين كل استخدام والذي يليه لإتاحة الوقت الكافي للجلد للترميم وتجديد الخلايا التالفة. إذ يسبب الإفراط في استخدامها تهيج الجلد والالتهاب.
تستخدم تقنيات الليزر على نطاق واسع في علاج مشاكل الجلد المختلفة، إذ تمتلك هذه الطرق العلاجية نسبة نجاح كبيرة وتفيد في التخلص من مختلف مشاكل الجلد. في علاج البقع الداكنة تعمل بعض طرق الليزر عن طريق استهداف الصباغ الزائد بحد ذاته بينما تعمل أخرى عن طريق تقشير الجلد وإزالته طبقته السطحية.
يستخدم في العلاج بالليزر شعاع ليزر ذو طاقة مرتفعة بحيث يؤدي إلى حرق الطبقات المصابة بالتصبغ وإزالتها، ما يحفز تجديد خلايا البشرة والجلد في هذه المنطقة وتفتيح لون البشرة.
العلاج بالليزر سريع وفعال بشكل كبير وأكثر فائدة من طرق العلاج الأخرى، لكنه قد يترافق مع بعض الآثار الجانبية كالتورم والاحمرار والتندب.
يزيل العلاج بالتبريد البقع الداكنة من البشرة من خلال تجميدها إلى درجة حرارة منخفضة جدًا تبلغ -179 درجة مئوية. ولهذا الغرض يتم استخدام النيتروجين السائل الذي بوسعه تجميد الخلايا والأنسجة بهذه الدرجة. يؤدي تخفيض درجة حرارة الخلايا المتصبغة بهذه الدرجة وبالتماس مع النيتروجين السائل إلى حرقها وإتلافها، ما يحفز تجديد الخلايا وعودة اللون الطبيعي لها.
تعمل كريمات تفتيح البشرة الموصوفة من قبل الطبيب على إزالة البقع الداكنة بشكل تدريجي، ويستغرق تأثير هذه المواد في تفتيح البشرة عدة أشهر لإزالة البقع بشكل كامل. تحتوي هذه الكريمات على مادة فعالة تدعى الهيدروكينون، والتي تعمل من خلال تقليل إنتاج الميلانين. تتوفر هذه المستحضرات بعدة علامات تجارية لاستخدامها، ويجب حصر استخدام كريمات تفتيح البشرة على فترة قصيرة لا تتجاوز بضعة أشهر، إذ يقترن الاستخدام طويل الأمد لهذه المواد مع بعض المخاطر والآثار الجانبية.
الريتينويدات هي مستحضرات دوائية تحتوي على مشتقات الفيتامين أ، وتستخدم هذه المواد على نطاق واسع في علاج مشاكل الجلد المختلفة كحب الشباب والتصبغات ومسام البشرة والأمراض الجلدية كالأكزيما ومرض الصدفية وغيرها. يسرع حمض الريتنويك الموجود في هذه الأدوية من تقشير البشرة وسقوط الخلايا الميتة، إضافة إلى تحفيز تجديد الخلايا من جديد وتحفيز تجديد ألياف الجلد المرنة.
تتوفر الريتينويدات على شكل كريمات موضعية الاستخدام وعلى شكل أقراص فموية. وعلى الرغم من فائدة هذه المواد في علاج مشاكل الجلد إلا أن لها عدة آثار جانبية مزعجة كجفاف العين والفم والأغشية المخاطية وجفاف الجلد، ويجب عدم استخدامها إلا بعد استشارة الطبيب المختص.
لا تتطلب البقع الداكنة عادةً رعاية طبية ولا تحتاج إلى العلاج لسبب طبي أو صحي .ولكن في بعض الحالات قد تتطور البقع الداكنة أكثر من ذلك، ما يترافق مع خطر متزايد لتطور سرطان الجلد، ولهذا السبب فمن الضروري استشارة الطبيب للفحص والتقييم عند ظهور تغيرات في لون هذه البقع أو شكلها، وتتضمن العلامات التي تدعو إلى استشارة الطبيب لفحص البقع الداكنة:
تحرير: علاجك الطبية©
خدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة