nav
whatsapp icon

دليل شامل حول عيوب القلب الخلقية لدى الأطفال

blog single image

 

ما هو المقصود بالعيب الخلقي؟

يقصد بالعيب الخلقي وجود تشوه في الشكل أو البنية لأحد الأعضاء في الجسم، والذي يحدث نتيجة التكون الناقص أو الخاطئ للعضو المصاب أثناء الحياة الجنينة للطفل داخل الرحم. العيوب الخلقية من المشاكل الصحية الأكثر شيوعًا عند الأطفال، والتي قد تطال أعضاءً وأجهزة مختلفة تشمل القلب والدماغ والحبل الشوكي والأطراف والوجه.

قد تؤثر العيوب الخلقية عند الأطفال على وظائف الأعضاء المصابة مثل حالة العيوب الخلقية في القلب، كما أنها قد تسبب نوعًا من الإعاقة الدائمة في حالات معينة مثل إصابة الدماغ، وقد تقتصر آثار العيوب الخلقية في حالات أخرى على المشاكل الجمالية أو تسبب حالة خفيفة من نقص الوظيفة في أحد الأطراف أو الوجه.

يمكن تشخيص كثير من العيوب الخلقية لدى الأطفال قبل ولادتهم من خلال تقنيات الأمواج فوق الصوتية، إلا ان بعض هذه العيوب قد لا يمكن اكتشافها إلا بعد الولادة. قد تشفى حالات كثيرة من العيوب الخلقية بشكل تلقائي قبل ولادة الطفل أو بعد الولادة بفترة، إلا أن الحالات غير الشافية سوف تتطلب إجراء الجراحة لإصلاح الخلل على الأغلب.

كيف تنشأ العيوب الخلقية في القلب؟

العيوب الخلقية في القلب هي مجموعة من التشوهات والأمراض البنيوية القلبية التي تظهر لدى الأطفال بعد الولادة بوقت قصير، وتؤدي إلى سوء وظيفة القلب والجهاز التنفسي وعدم حصول الطفل على كفايته من الأوكسجين، ما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض التي تتضمن التعب السريع والبكاء المستمر وصعوبة الرضاعة وعدم اكتساب الوزن.

تنشأ العيوب الخلقية في القلب أثناء تطور القلب والجهاز الدوراني لدى الطفل في المرحلة الجنينية داخل الرحم، إذ يبدأ تطور القلب عادةً في الأسبوع الثالث من الحمل، ويكتمل تطور العناصر الأساسية للقلب مع نهاية الأسبوع التاسع أو العاشر من الحمل عادةً. وتبقى بعض الأجزاء غير المكتملة من القلب موجودة حتى مرحلة الولادة، والهدف من وجودها هو تأمين دوران الدم بين جسم الجنين وجسم الأم، وتكتمل هذه الأجزاء خلال الأيام الأولى بعد الولادة عادةً.

تحدث العيوب الخلقية في القلب نتيجة لخلل في تكون الأجزاء المختلفة للقلب، قد يكون هذا الخلل ناتجًا عن عدة عوامل مثل التعرض للإشعاع أو التدخين أو العوامل الوراثية، بحيث تتعرض الخلايا المكونة للقلب والجهاز الدوراني إلى خلل في الجينات يسبب التكون الخاطئ للقلب.

تتضمن أهم عوامل الخطر التي قد تساهم في حدوث عيوب القلب الخلقية:

  • إصابة الأم بمرض السكري
  • العدوى بفيروس الحصبة الألمانية خلال الحمل
  • بعض أنواع الأدوية مثل الستاتينات ومثبطات ACE والأدوية التي تحتوي على الآيزوترتينوين (مشتق من فيتامين أ)
  • شرب الكحول والتدخين خلال الحمل
  • تجاوز الأم لسن 35 سنة في وقت الحمل
  • الجينات والعوامل الوراثية

ما هي أشهر عيوب القلب الخلقية لدى الأطفال؟

توجد عدة أنواع من عيوب القلب الخلقية لدى الأطفال، وتتضمن أهمها:

  • عيب الحاجز الأذيني ASD: يوجد في الحالة الطبيعية حاجز عضلي بين الأذينتين اليمنى واليسرى للقلب. تبقى فتحة صغيرة موجودة خلال هذا الحاجز أثناء الحياة الجنينية لتأمين الدوران الدموي بين الجنين والأم، إلا أنها تغلق مع الولادة. في هذه الحالة تبقى الفتحة موجودة وتسمى عيب الحاجز الأذيني. تغلق هذه الفتحة بشكل تلقائي خلال السنة الأولى من الحياة ولا تسبب أي مشاكل صحية عادةً.
  • عيب الحاجز البطيني VSD: يشبه هذه العيب سابقه، إلا أن الفتحة في هذه الحالة تكون في الحاجز العضلي الموجود بين البطينين، وهو حالة أكثر جدية من العيب الحاجزي الأذيني وقد تتطلب الجراحة لتصحيحها.
  • القناة الشريانية السالكة: هي قناة توجد بين الشريان الأبهر والشريان الرئوي وتغلق عند الولادة في الحالة الطبيعية.
  • تبادل منشأ الأوعية الكبيرة: تتضمن هذه الحالة تبادل المخارج من القلب بين الشريان الأبهر والشريان الرئوي، وتؤدي هذه الحالة إلى تكون دورتين دمويتين متوازيتين لا تتصلان، أولاهما بين القلب والرئتين والأخرى بين القلب والجسم، ما يمنع حصول الجسم على الدم الغني بالأوكسجين ويحول دون تخلصه من غاز CO2، وهي حالة مميتة تحتاج للتداخل الجراحي السريع لعلاجها.
  • رباعية فالو: هي تشوه خلقي يتضمن أربعة عيوب مختلفة، تؤدي إلى عدم الحصول على الأوكسجين بشكل كافي وتحتاج إلى العلاج الجراحي.
  • تضيق الشريان الأبهر: وتسمى هذه الحالة أيضًا تضيق برزخ الأبهر، تتضمن وجود تضيق شديد في منطقة من الشريان الأبهر، تمنع ضخ الدم إلى الجسم بشكل مناسب، تسبب هذه الحالة الكثير من الأعراض والمشاكل الصحية وتحتاج للإصلاح الجراحي.

إضافة إلى الحالات المذكورة، تتضمن عيوب القلب الخلقية عدة حالات أخرى تشمل أمراض في صمامات القلب أو الأوعية الدموية الرئيسية، وقد يشمل العيب الخلقي القلبي مزيجًا من أي من هذه الحالات.

عيوب القلب الخلقية عند الأطفال

أعراض عيوب القلب الخلقية

تلاحظ عيوب القلب الخلقية الشديدة عادةً في وقت قصير بعد الولادة، وتختلف الأعراض حسب شدة الحالة ونوع العيب الخلقي الموجود، وتتضمن أبرز الأعراض:

  • اللون الرمادي أو الشاحب أو الأزرق على الشفاه واللسان والأظافر، وهي حالة تعرف باسم الزُّراق وتحدث بسبب نقص الأوكسجين
  • تسارع التنفس
  • انتفاخ وتورم في الساقين أو البطن أو حول العينين
  • ضيق التنفس أثناء الرضاعة وصعوبة الرضاعة، والتي تؤدي إلى عدم اكتساب الوزن

في حالة العيوب الخلقية الأقل شدة، والتي قد تبقى غير مشخصة حتى الطفولة المتأخرة أو المراهقة، فقد تتضمن الأعراض لدى هؤلاء الأطفال:

  • التعب والإصابة بضيق النفس بشكل سريع أثناء اللعب والجهد
  • الإغماء وفقدان الوعي عند بذل الجهد أو اللعب
  • تورم الكفين أو الكاحلين أو القدمين
  • تأخر النمو وعدم الوصول إلى وزن وطول ملائم لعمر الطفل

المضاعفات والمخاطر المرتبطة بعيوب القلب الخلقية

قد تؤدي عيوب القلب الخلقية في حالة عدم العلاج إلى عدة مشاكل صحية مهمة، والتي تتضمن:

  • فشل القلب الاحتقاني: وهو حالة تتطور بسبب وجود كمية كبيرة جدًا من السوائل في الجسم لدرجة لا يستطيع عمل القلب كفاية حاجات الجسم من الدم.
  • التهاب شغاف القلب: وهي عدوى بكتيرية تصيب الطبقة الداخلية الرقيقة المبطنة لأجواف وصمامات القلب
  • عدم انتظام ضربات القلب: قد تؤدي العيوب الخلقية إلى مشاكل وعيوب في الشبكة الناقلة للإشارات الكهربائية في القلب
  • نقص النمو والتطور: بسبب عدم كفاية القلب لإشباع الدم بالأوكسجين بشكل جيد، إضافة إلى حالة الإجهاد التي تصيب الطفل أثناء الإرضاع، فإن ذلك قد يؤدي إلى نقص النمو وتأخر التطور المعرفي والفكري وتطورالمهارات الحركية لدى الطفل المصاب.
  • التخلف العقلي: قد تسبب الحالات الشديدة غير المعالجة من عيوب القلب الخلقية مشاكل عقلية شديدة بسبب حرمان خلايا الدماغ من الأوكسجين وعدم تطور الدماغ بشكل مناسب.

كيفية تشخيص عيوب القلب الخلقية

بعد ولادة الطفل قد يشك الطبيب بالإصابة بأمراض القلب الخلقية بسبب وجود أعراض تتضمن ضيق النفس وتسارع التنفس والبكاء المتواصل وعدم الرضاعة، وتتضمن الفحوصات المستخدمة في التشخيص:

  • قياس أكسجة الدم: يساعد قياس مستوى الأوكسجين في الدم الشرياني في تقييم وظيفة القلب والرئتين.
  • الأمواج فوق الصوتية: من خلال تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية يمكن رؤية العيوب الخلقية المختلفة وقياس تأثيرها على وظيفة القلب. يمكن قياس سماكة جدران القلب ورؤية الأوعية الدموية الرئيسية وصمامات القلب، ويمكن قياس وظيفة الصمامات وتدفق الدم عبر الشرايين باستخدام تقنية الدوبلر.
  • تخطيط القلب: يساعد تخطيط القلب الكهربائي في دراست عدة مشاكل قلبية منها عدم انتظام ضربات القلب وتضخم القلب وغيرها.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية: بعض الحالات قد تبدي مظهرًا مميزًا للقلب على الصورة الشعاعية للصدر.
  • قسطرة القلب: قسطرة القلب مفيدة في قياس ضغط الدم داخل الحجرات المختلفة للقلب، كما أنها إجراء تشخيصي وعلاجي في الوقت نفسه إذ تفيد في توسيع الصمامات المتضيقة وخلق ممر بين القلب الأيمن والأيسر في حالة تبادل منشأ الأوعية الكبيرة.

علاج عيوب القلب الخلقية

تعتمد الحاجة للعلاج على نوع وشدة العيب الخلقي القلبي. بعض الحالات مثل عيب الحاجز الأذيني قد تشفى بشكل تلقائي خلال السنة الأولى من العمر، ومن الممكن في حالات أخرى أن يشفى العيب الخلقي دون الحاجة للجراحة كذلك.

قد تستخدم الأدوية لتدبير الأعراض والوقاية من المضاعفات الناتجة عن العيب الخلقي، تتضمن أهم هذه الأدوية كلًا من الأدوية الخافضة لضغط الدم ومدرات البول والأدوية المنظمة لنبض القلب.

العلاج الرئيسي والأهم لهذه العيوب هو الجراحة، إذ تتطلب معظم هذه الحالات مداخلات جراحية لإصلاحها. قد تتضمن التداخلات الجراحية استخدام قسطرة القلب لعلاج مشاكل وتشوهات شرايين وصمامات القلب وإغلاق الفتحات القلبية بين الأذينتين أو البطينين أو القناة الشريانية. في حالات أخرى قد يتطلب العلاج إجراء عملية القلب المفتوح، والتي تشمل فتح الصدر جراحيًا للوصول إلى القلب وإصلاح العيب الخلقي بشكل مباشر.

بعض الحالات التي تصل إلى فشل القلب أو تتضمن تشوهات أو عيوبًا وظيفية شديدة غير قابلة للإصلاح قد تحتاج إلى زراعة القلب أو زراعة منظم ضربات القلب. وفي حالات نادرة يمكن إجراء التداخل الجراحي على الجنين وهو ما يزال داخل الرحم، تحتاج هذه العملية إلى تشخيص العيب قبل الولادة والتداخل عليه لتخفيف المضاعفات أو تصحيحه بشكل كامل.

نصائح للوقاية من عيوب القلب الخلقية

قد لا يمكن الوقاية من جميع حالات عيوب القلب الخلقية، وذلك لأن سبب وآلية حدوث هذه العيوب غير مفهومة بشكل دقيق بعد، إلا أنه يمكن تقليل الخطر من خلال تجنب العوامل التي قد تساهم في حدوث هذه الحالة، ومنها:

  • تجنب التدخين وشرب الكحول أثناء الحمل
  • تجنب المواد الكيميائية وعدم التعامل معها إلا بحذر شديد
  • عدم الاقتراب من مصادر الإشعاع وأجهزة التصوير الطبي، واستشارة الطبيب قبل الخضوع للصور الشعاعية
  • الوقاية من الحصبة الألمانية وأنواع العدوى التي قد تؤثر على الحمل
  • تدبير الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم بشكل مناسب
  • عدم أخذ أي أدوية دون استشارة الطبيب والتأكد من أمانها

لخدمات العلاج في تركيا استشر علاجك الطبية

تقدم علاجك الطبية في تركيا كافة أنواع العلاجات والعمليات الجراحية لعلاج أمراض القلب المختلفة لدى البالغين والأطفال. ويقدم لكم فريقنا استشارة مجانية في هذا الخصوص تشمل كافة التفاصل الضرورية من طرق العلاج المتوفرة ومدة العلاج والتكاليف وفترة الشفاء والحاجة لإعادة التأهيل بعد العملية وغير ذلك. وتتمتع علاجك الطبية بمميزات عديدة تجعلها من أفضل المراكز المتخصصة في علاج أمراض القلب في تركيا، ومنها:

  • الخبرة الكبيرة لدى أطباء علاجك، والذين يعتبرون من نخبة أطباء وجراحي القلب في تركيا
  • المراكز الطبية المتطورة المزودة بأفضل تقنيات التشخيص والعلاج وأفضل المرافق الطبية
  • الخدمات الكثيرة والمميزة التي نقدمها للحرص على راحتكم وجعل رحلتكم أسهل
  • التكاليف مدروسة ومناسبة وتضمن حصولكم أعلى أعلى الخدمات جودة
  • التعامل الاحترافي والمريح وتقديم أعلى مستويات الرعاية والعناية بمرضانا أثناء فترة العلاج
  • المتابعة الحثيثة والدورية بعد انتهاء العلاج

 

تحرير: علاجك الطبية©

التمثيل الغذائي الأساسي
التمثيل الغذائي الأساسي
هو عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم بينما يؤدي وظائفه الأساسية للحفاظ على الحياة. 
هل وزنك صحي؟ حاسبة كتلة الجسم (BMI)
هل وزنك صحي؟ حاسبة كتلة الجسم (BMI)
حاسبة مؤشر كتلة الجسم والدهون (BMI) تساعدك على تحديد إذا ما كان وزنك صحياً بناءً على طولك ووزنك. أو ان كنت تعاني من السمنة، جربها الآن..
حاسبة المياه
حاسبة المياه
تساعدك هذه الحاسبة على حساب مقدار المياه اللازم تناوله للمحافظة على وظائف الجسم وتجنب الجفاف
حساب السعرات الحرارية
حساب السعرات الحرارية
تساعدك حاسبة السعرات الحرارية على فهم لعدد السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمك للحفاظ على وزنه الحالي، كما تساعدك على تتبع السعرات الحرارية التى تتناولها.