الفشل الكلوي المزمن: الأعراض والأسباب وطرق العلاج

ما هو مرض الفشل الكلوي المزمن؟

الفشل الكلوي المزمن هو حالة مرضية تصيب الكلى، تتضمن تراجعًا تدريجيًا في وظيفة الكليتين ونقص قدرتها على تصفية الدم من المواد السامة ونواتج العمليات الحيوية في الجسم، وبالتالي تراكم المواد الضارة والسوائل الزائدة ضمن الجسم وحدوث مضاعفات خطيرة أحيانًا بسبب هذه المواد.

تتلقى الكلى كميات كبيرة من الدم أثناء عملها، وتقوم بتصفية حوالي 120 ميلي ليتر في الدقيقة الواحدة، وتعمل الكليتان على إخراج الكميات الزائدة من الشوارد والسوائل من الجسم، إضافة إلى تصفية فضلات الاستقلاب والعمليات الحيوية التي تحدث في الجسم، وأبرزها مواد البولة والكرياتينين وحمض البول، والتي يؤدي تراكمها في الجسم إلى مشاكل عصبية وعضلية وقلبية وهضمية.

قد تكون المراحل الأولى من الفشل الكلوي المزمن قليلة الأعراض أو عديمة الأعراض بسبب قدرة الكلى على معاوضة النقص في الوظيفة، وقد لا تتم ملاحظة المرض حتى وصوله إلى مرحلة متقدمة تفقد معها الكلى القدرة على التعويض.

يهدف العلاج في حالة الفشل الكلوي المزمن إلى إبطاء تقدم المرض وتقليل تعرض الكلى للضرر، ويتم ذلك عادةً من خلال ضبط العوامل المسببة للفشل الكلوي، لكن ضبط العوامل المسببة قد لا يكفي لإيقاف تقدم المرض أحيانًا، إذ يمكن أن يتطور الفشل الكلوي المزمن إلى فشل كلوي نهائي لا علاج له إلا بغسيل الكلى الاصطناعي أو بزراعة الكلية.

أسباب الإصابة بالفشل الكلوي المزمن

يحدث الفشل الكلوي المزمن عندما يسبب مرض أو حالة صحية أخرى تضعف وظيفة الكلى، مسببًة تفاقم الضرر في الكلى بشكل تدريجي على مدى أشهر أو سنوات. وتتضمن أبرز الحالات المؤدية إلى الفشل الكلوي المزمن:

• مرض السكري: مرض السكري هو السبب الأهم للفشل الكلوي المزمن، إذ يعتبر اعتلال الكلية السكري أهم مضاعفات هذا المرض. وتحدث الإصابة الكلوي بسبب الارتفاع الشديد والمزمن في مستوى سكر الدم، والذي يسبب تلف الأوعية الدموية الصغيرة في الأنسجة ويحرم الكلى من الحصول على إمدادات دم كافية.
• ارتفاع ضغط الدم: يؤدي ارتفاع ضغط الدم بشكل مزمن كذلك إلى الفشل الكلوي بسبب دور الكلى في تنظيم ضغط الدم في الجسم، إذ تعمل الكلية على إنقاص حجم الدم الوارد إليها عند ارتفاع ضغط الدم عن طريق سلسلة من الهرمونات التي تفرزها الكلى.
• التهاب الكبب الكلوية: الكبب الكلوية هي كتل مكونة من شريان دقيق ملتف يحيط به غشاء قاعدي، ويشكلان معًا غشاء الترشيح الذي يتم تصفية الدم من خلاله. يحدث التهاب هذه الكبب بسبب الأدوية أو أمراض المناعة الذاتية أو العدوى أو دون سبب واضح.
• التهاب نسيج الكلى الخلالي: وهو التهاب في الأنابيب الرفيعة للكلى والأنسجة المحيطة بها
• مرض الكلى متعددة الكيسات: وهو مرض وراثي يتضمن تكيسات عديدة في الكلى تسبب تلف نسيج الكلية
• الانسداد طويل الأمد في المسالك البولية: نتيجة لحصى الكلى أو تضخم البروستاتا أو الأورام في المثانة والكليتين.
• التهابات الكلى المتكررة: تسبب حالة من العدوى الشديدة في الكلى، تسمى التهاب الحويضة والكلية، حدوث الفشل الكلوي المزمن إذا لم تعالج بشكل مناسب.

تتضمن عوامل الخطر التي تجعل احتمال الإصابة بالفشل الكلوي المزمن أكبر:

• السكري
• ارتفاع ضغط الدم
• أمراض القلب والأوعية الدموية
• التدخين
• السمنة
• وجود أمراض كلوية سابقة لدى أحد أفراد العائلة
• تشوهات الكلى
• التقدم في السن
• الاستخدام المتكرر وطويل الأمد للأدوية الضارة بالكلى، وأهمها المسكنات ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وبشكل خاص أدوية باراسيتامول وآيبوبروفين.

أعراض الفشل الكلوي المزمن

تتطور أعراض الفشل الكلوي المزمن مع الوقت إذا كان تطور الإصابة بطيئاً، ويؤدي فقدان وظئيفة الكلة إلى تراكم السوائل والشوارد والفضلات في الجسم، وتختلف الأعراض حسب شدة المرض ودرجة فقدان الوظيفة في الكليتين. وتتضمن أبرز الأعراض:

• الغثيان والتقيؤ
• فقدان الشهية
• التعب والضعف في الجسم بشكل عام
• مشاكل واضطرابات النوم
• كثرة عدد مرات التبول أو قلتها
• تأثر القدرات العقلية والمعرفية بسبب تأثير الفضلات على نقل الإشارات العصبية، ويتجلى ذلك في ضعف الذاكرة والتركيز وضعف الإدراك في المراحل المتقدمة من المرض
• التشنجات العضلية بسبب اضطرابات شوارد البوتاسيوم والكالسيوم
• تورم وانتفاخ القدمين والكاحلين بسبب تراكم السوائل (الوذمات)
• جفاف الجلد والحكة
• ارتفاع ضغط الدم غير القابل للضبط
• ضيق النفس في حالة تراكم السوائل في الرئتين
• ألم الصدر، والذي ينتج في هذه الحالة عن تراكم السوائل بشكل مفرط ضمن جوف التامور المحيط بالقلب، وتسمى الحالة انصباب التامور

يغلب أن تكون أعراض الفشل الكلوي المزمن غير نوعية، أي أنها يمكن أن تظهر نتيجة الإصابة بأمراض أخرى. ونتيجة لقدرة الكلية على معاوضة النقص في الوظيفة فقد لا تتطور أعراض الفشل الكلوي المزمن إلى حين حدوث ضرر غير قابل للعكس في الكلى.

مضاعفات ومخاطر مرض الكلى المزمن

الكلى على علاقة وثيقة مع عدد كبير من وظائف الجسم، لذلك فإن مضاعفات الفشل الكلوي المزمن يمكن أن تطال مختلف الأعضاء والأجهزة في الجسم، وتتضمن أشهرها:

• الوذمات واحتباس السوائل، والذي يؤدي إلى انتفاخ الذراعين والساقين وارتفاع ضغط الدم ووذمة الرئة (دخول السوائل إلى الرئتين)
• فرط بوتاسيوم الدم، وهو الارتفاع غير الطبيعي في مستويات البوتاسيوم في الدم، والذي يؤثر على وظيفة القلب وقد يكون مهددًا للحياة
• فقر الدم
• أمراض القلب
• ضعف العظام ونقص كثافتها وزيادة خطر التعرض للكسور
• نقص الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب ونقص الخصوبة والعقم
• ضرر الجهاز العصبي المركزي، والذي يتجلى في ضعف القدران المعرفية والذهنية مثل نقص التركيز وضعف الذاكرة ونقص الانتباه واضطراب الوعي، وقد يتضمن كذلك تغيرات الشخصية أو النوبات الصرعية
• ضعف الجهاز المناعي وزيادة خطر التعرض للعدوى
• التهاب التامور، وهو الغشاء المحيط بالقلب
• مضاعفات شديدة أثناء الحمل إذا حدث الفشل الكلوي عند المرأة الحامل، والتي تشمل كلًا من الأم والجنين
• الضرر غير القابل للعكس في الكلى، والذي ينتهي إلى المرحلة الأخيرة من الفشل الكلوي، وعندها يجب إجراء غسيل الكلى أو زراعة الكلية.

فحص وتشخيص الفشل الكلوي المزمن

خلال المقابلة مع الطبيب لتشخيص الفشل الكلوي المزمن، سوف يبدأ الطبيب عملية التقييم من خلال السوئال عن الحالة الصحية والأمراض الأخرى التي قد تكون موجودة، والأدوية التي يستخدمها المريض وكذلك التاريخ العائلي للإصابة بأمراض كلوية. تتضمن المقابلة كذلك السؤال عن العادات الغذائية والصحية مثل التدخين، وتقييم الوزن ومعدل النشاط البدني وقياس ضغط الدم. بعد ذلك سيعمد الطبيب إلى إجراء فحص بدني شامل للبحث عن علامات قد تدل على إصابة كلوية أو قلبية أو وعائية. ولدراسة الحالة بشكل مفصل ووضع التشخيص سيتعين على الطبيب إجراء عدد من الفحوصات، والتي تشمل:

• التحاليل المخبرية: تتضمن تحاليل الدم الخاصة بوظائف الكلى، والتي تقيس مستويات عدة مواد مثل الكرياتينين والبولة وحمض البول، وهي نواتج الاستقلاب والعمليات الحيوية التي تمثل الفضلات المطروحة عن طريق الكلى.
• تحليل البول: يجرى عدة اختبارات على عينة من البول لتحديد وجود مظاهر مرضية قد تدل على الفشل الكلوي وتساعد في التعرف على سبب الإصابة.
• الفحوصات التصويرية: تتضمن التصوير بالموجات فوق الصوتية للكليتين لدراسة حجم وشكل الكلى وتقييم بنية الأنسجة، وقد يتطلب التشخيص استخدام تقنيات تصويرية أخرى أحيانًا مثل التصوير التبايني للجهاز البولي وتصوير الطرق البولية عبر الإحليل.
• خزعة الكلى: وهي إجراء جراحي يتضمن أخذ عينة من نسيج الكلية لدراسته في المختبر، ويستخدم أكثر الأمر في حالات التهاب الكبب الكلوية لتحديد نوع الالتهاب وشدة الإصابة ووضع خطة العلاج.

طرق علاج فشل الكلى المزمن

بالاعتماد على سبب المرض، بعض حالات الفشل الكلوي المزمن يمكن أن تعالج بإزالة العامل المسبب، إلا أن الفشل الكلوي المزمن بشكل عام مرض غير قابل للعلاج. ويتألف العلاج عادةً من إجراءات تهدف إلى ضبط الأعراض والعلامات والوقاية من تفاقم الضرر وإنقاص المضاعفات.

يركز العلاج بشكل رئيسي على علاج العامل المسبب، والذي قد يتضمن ضبط مرض السكري أو تقديم علاج أفضل لارتفاع ضغط الدم أو غير ذلك من الأسباب، إذ يختلف نهج العلاج حسب السبب، إلا أن الضرر قد يستمر بالتقدم رغم العلاج في بعض الحالات.

لعلاج المضاعفات والأعراض يمكن استخدام كل من:

• أدوية ضبط ضغط الدم
• الأدوية المقللة من الوذمات، وتستخدم الأدوية المدرة للبول في هذه الحالة للحفاظ على حالة توازن السوائل في الجسم
• علاج فقر الدم من خلال إعطاء هرمون الإريثروبيوتين (والذي تفرزه الكلية في الحالة الطبيعية) مع مكملات الحديد
• أدوية لحماية العظام من نقص الكثافة وترقق العظام، تتضمن مكملات الكالسيوم وفيتامين د إضافة إلى الأدوية الرابطة للفوسفات لحماية الأوعية الدموية من الضرر
• الحمية الغذائية قليلة البروتين لتقليل منتجات استهلاك البروتين في الجسم وبالتالي تخفيف العبئ عن الكلى، يجب أن يتضمن النظام الغذائي أيضًا تقليل استخدام الملح في الطعام وشرب كميات كافية من الماء

في حالة التدهور إلى المرحلة النهائية من المرض الكلوي وتوقف وظائف الكلى بشكل كامل أو تنقصها بشكل شديد، فإن الخيارات العلاجية المتاحة هي:

• غسيل الكلى: عن طريق جهاز خاص يسمى الكلية الصناعية، يعمل على استخراج الدم من الجسم عن طريق قسطرة خاصة وتنقيته ضمن مرشحات خاصة ومن ثم إعادته إلى الجسم من جديد.
• زراعة الكلى: إن زراعة كلية سليمة من متبرع إلى المريض هي العلاج الشافي الوحيد للفشل الكلوي المزمن، ويشترط لنجاح الزراعة تطابق زمرة الدم والزمر النسيجية بين الآخذ والمتبرع.

الوقاية من مرض فشل الكلى المزمن

لتقليل خطر الإصابة بالفشل الكلوي المزمن ينصح خبراء علاجك الطبية بكل من:

• ترشيد استخدام الأدوية واتباع تعليمات الوصفة المرفقة مع الدواء، وعدم تناول الأدوية دون استشارة الطبيب المعالج وعدم تناول جرعات زائدة
• الحفاظ على وزن صحي من خلال الإبقاء على معدل نشاط بدني مرتفع ونظام غذائي صحي
• تجنب التدخين، إذ يلحق التدخين الضرر بالكليتين ويسبب تفاقم المرض الموجود أصلًا في الكليتين
• ضبط النظام الغذائي والإبقاء على عادات غذائية صحية، من خلال تجنب الإفراط في تناول السكريات والدهون المهدرجة، يحب كذلك الاعتدال في تناول مصادر البروتين والملح، وشرب كميات كافية من الماء لحماية الكلى من الضرر. ينصح بشرب ما بين 2 و 3 ليتر من الماء بشكل يومي وزيادتها حسب الحاجة وحسب درجة الجهد البدني ودرجات الحرارة
• ضبط مرض السكري وارتفاع ضغط الدم من خلال المتابعة مع الطبيب المتخصص والالتزام بتعليمات العلاج
• الالتزام بالبرنامج العلاجي الموضوع من قبل الطبيب المعالج لأمراض الكلى والحرص على إجراء الفحوصات والتقييمات الدورية في وقتها.

لخدمات العلاج في تركيا استشر علاجك الطبية

تمتلك علاجك الطبية في تركيا عددًا من المراكز الطبية المتطورة، والمجهزة بأفضل وسائل التكنولوجيا الطبية التشخيصية والعلاجية بهدف تقديم الخدمات العلاجية الأفضل. كما يعمل في مراكز علاجك الطبية نخبة من الأطباء المتميزين أصحاب السنوات الطويلة من الخبرة والمتخصصين في مختلف المجالات. ويقدم فريق علاجك الطبية عددًا من الخدمات الإضافية إلى جانب العلاج، والتي تتضمن:

• الاستشارة المجانية وتقديم جميع التفاصيل الضرورية عن مدة العلاج والتكاليف والخيارات العلاجية المتاحة
• حجوزات الإقامة ووسائل النقل في تركيا
• الاستقبال والمرافقة عند الزيارة
• الترجمة الفورية
• المتابعة المستمرة والدورية للتقييم بعد انتهاء العلاج.

تحرير: علاجك الطبية©