إن نزيف اللثة هو العرض الرئيسي لمعظم أمراض اللثة الأخرى، ويتم تعريفه بأنه سيلان الدم من اللثة إما عند التعرض لصدمة أو عند تفريش الأسنان أو حتى بشكل عفوي نتيجة تراكم البلاك والجير على اللثة. ويعتبر نزيف اللثة عرضا خطيرا ويجب، عند ظهوره، إجراء فحص للأسنان واللثة لدى طبيب الأسنان في أسرع وقت ممكن.
تسمى اللثة باللغة الإنجليزية Gum أو Gingiva، ويعرف النزيف في اللغة الإنجليزية بمصطلح Bleeding، ولذلك يصطلح على حالة نزيف اللثة تسمية Bleeding Gums.
إن خروج الدم من اللثة في منطقة اتصال اللثة مع الأسنان هو العرض الذي نراه في حالة نزيف اللثة. يحدث النزيف الدموي عند تفريش الأسنان بقسوة أو حتى عند تفريش الأسنان برفق في حالات التهاب وأمراض اللثة. كما يحدث بشكل عفوي في التهاب اللثة وعند تراكم الجير وبلاك الأسنان على اللثة. إن نزيف اللثة في حد ذاته عرض أكثر من كونه مرض فهو مظهر تترافق بظهوره أمراض اللثة الأخرى كالتهاب اللثة والتهاب دواعم السن وأمراض نقص الفيتامينات وغيرها، وهو يدل على الإصابة بمرض آخر دون أن يكون هو بحد ذاته مرضًا.
يمكن أن يحدث نزيف اللثة كنتيجة لعدد كبير من الامراض والإصابات، منها ما هو متعلق باللثة بحد ذاتها وناتج عن أمراض اللثة والأسنان وعن إهمال النظافة الفموية ومنها ما هو متعلق بأمراض الدم واضطرابات نقص الفيتامين، وتتضمن أهم أسباب نزيف اللثة كلًا مما يأتي:
يمكن أن يحدث نزيف اللثة في معظم حالات الأسنان التي تتضمن إصابة اللثة، إذ يحدث النزيف في التهاب اللثة وفي انحسار اللثة وفي التهاب دواعم السن كذلك.
التهاب اللثة
يصاب معظم الناس بالتهاب اللثة عند بقاء البلاك على خطوط اللثة ومناطق اتصال اللثة مع الأسنان فترةً طويلة، ويحوي البلاك معه بقايا الطعام الذي لم يتم تنظيفه من الفم. إن تفريش الأسنان كاف لإزالة البلاك والوقاية من التهاب اللثة وبالتالي تجنب حدوث نزيف اللثة. ولكن عند إهمال النظافة الفموية وعدم تفريش الأسنان فقد يتصلب البلاك نتيجة التكلس ويقسو ويتراكم على مناطق اتصال الأسنان مع اللثة ويسبب الضغط على اللثة ونزيفها. إذ تشمل أعراض التهاب اللثة تورم واحمرار اللثة إضافة إلى الألم في اللثة والفم ونزيف اللثة وهو العرض الأبرز.
التهاب دواعم السن
عند الإصابة بالتهاب اللثة أو انحسار اللثة وإهمال المرض دون اللجوء إلى العلاج الطبي اللازم في عيادة طبيب الأسنان فإن الحالة قد تتطور حتى تبلغ طبقة الملاط والأربطة التي تثبت السن ضمن المحفظة العظمية وإلى العظم السنخي حتى وعندها سيتطور الالتهاب وتتفاقم أذية اللثة ويصبح نزيف اللثة واضحًا بل سوف يصبح العرض الأبرز والأكثر ظهورًا.
إن نقص الفيتامينات من الأسباب المهمة لنزيف اللثة، إذ أن صحة اللثة واستمرارها مرتبط بفيتامين ج وعند نقصه فإن اللثة معرضة للنزيف والالتهاب والتراجع، بينما يسبب نقص فيتامين ك النزيف من اللثة بسبب اضطراب تخثر الدم.
فيتامين ج (C)
يقوم بنيان اللثة بشكل كبير على الفيتامين سي، إذ يفيد فيتامين ج في ترميم الجروح وتجديد النسج الطبيعية والحفاظ على حيويتها وصحتها كما يعزز من صحة العظام والأسنان. عند نقص فيتامين ج من الجسم فقد يشعر المريض بالضعف والاهتياج وقد تتطور لديه أمراض ناتجة عن نقص فيتامين ج، وإن نزيف اللثة من أكثر أمراض نقص فيتامين ج شيوعًا، إذ يحدث توذم وتورم في اللثة إضافةً إلى النزيف والألم وتخلخل الأسنان في الحالات الشديدة من المرض.
فيتامين ك (K)
إن فيتامين ك ضروري من أجل الحفاظ على وظيفة تخثر الدم طبيعيةً في الجسم، ومن الضروري أن تكون وظيفة تخثر الدم فعالة من أجل منع حدوث النزيف من مختلف أنحاء الجسم، وعند اضطراب وظيفة تخثر الدم فإن النزيف بشكل عفوي يغدو حالة عامةً في الجسم. يشرف فيتامين ك ويساعد في تصنيع وتركيب عوامل التخثر في الكبد وفي نقلها إلى بلازما الدم وعلى تفعيلها عند وجود نزيف من أجل إغلاق الشريان النازف وإيقاف النزيف. إن نقص فيتامين ك يسبب نقصًا في تركيب عوامل التخثر وانخفاض مستوياتها في الدم بشكل كبير، وهو ما يظهر على شكل نزيف عفوي يحدث في الأغشية المخاطية المختلفة للجسم ويحدث كذلك في اللثة ويكون من الأعراض الرئيسية لنقص فيتامين ك.
توجد عدة من الأمراض الأخرى التي تسبب نزيف اللثة، من هذه الأمراض:
داء السكري
إن النزيف من اللثة إضافة إلى تورم اللثة من العلامات التي تنذر بالإصابة بداء السكري من النمط الأول أو النمط الثاني. إن الإصابة بالسكري تضعف مناعة الجسم وتغير من بيئة الفم بشكل يجعل الجسم غير قادر على محاربة البكتيريا والفطريات، وهو ما يزيد من احتمال الإصابة بالتهابات اللثة التي تنتهي بدورها بنزيف اللثة. كما أن ارتفاع مستويات سكر الدم مع ضعف المناعة الناتجين عن السكري يؤخران شفاء الجروح والكدمات والإصابات الوعائية، وكذلك فإن الإصابة بالسكري تجعل الشعيرات الدموية هشة وسهلة النزف، كل هذه العوامل تجعل من نزيف اللثة في حالة الإصابة بالسكري عرضًا شائعًا.
سرطان الدم
إن سرطان الدم هو حالة تكون فيها كريات الدم البيضاء كثيرة العدد بشكل شديد جدًا دون أن يكون لهذه الكريات والخلايا وظيفة فعلية غير استهلاك الطاقة وتقليل كفاءة خلايا الدم الأخرى في عملها، ونتيجة لهذه الظروف فإن الصفيحات الدموية المسؤولة عن تخثر الدم وإيقاف النزيف تصبح منخفضة العدد جدًا ولذلك تصبح نزوف اللثة شائعة بشكل أكبر عند الإصابة بسرطان الدم.
قلة الصفيحات
يمكن أن تحدث قلة الصفيحات نتيجةً لأسباب كثيرة، مثل فرفرية نقص الصفيحات المناعية وفرفرية نقص الصفيحات مجهولة السبب وداء نقص المحببات الذي يحدث فيه خلل في إنتاج الخلايا النقوية في نقي العظام، وإن نقص الصفيحات سبب مباشر لحدوث نزيف اللثة.
الهيموفيليا أو مرض فون ويلبراند
الهيموفيليا أو عدم تخثر الدم أو الناعور هو مرض وراثي يغيب فيه العامل الثامن أو العامل التاسع من عوامل تخثر الدم عن الجسم، وهذان العاملان مهمان جدًا وأساسيان في عملية تخثر الدم. كما أن مرض فون ويلبراند هو مرض مشابه يتميز بغياب أو النقص الشديد في عامل فون ويلبراند وهو كذلك عامل أساسي في عملية تخثر الدم. إن غياب العوامل التي تتوسط عملية تخثر الدم يعني حدوث النزيف بشكل عفوي من الأغشية المخاطية للجسم وعدم التئام الجروح الوعائية وبالطبع فإن أحد مظاهره التي نراها بشكل متكرر هو نزيف اللثة.
العامل الوراثي
قد يكون نزيف اللثة ناتجًا عن ترقق اللثة ذو المصدر الوراثي، إذ أن الكثير من حالات اللثة تكون وراثية أو ناتجة عن أمراض وراثية، يزداد احتمال الإصابة بنزيف اللثة إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بأحد أشكال نزيف اللثة.
يتم علاج نزيف اللثة عادةً بتقديم العلاج المناسب للحالة التي تسبب النزيف. يجب تعويض الفيتامينات بالمكملات الغذائية لفيتامين ك أو فيتامين ج عندما يكون سبب نزيف اللثة هو نقص الفيتامينات. كما يجب ضبط مستوى سكر الدم بشكل صحيح في السكري وإعطاء عوامل التخثر في حالات الإصابة بالهيموفيليا أو داء فون ويلبراند. ويجب إعطاء الصفيحات للمريض في حالات نقص الصفيحات. ويجب معالجة أمراض اللثة والأسنان إذا كان نزيف اللثة ناتجًا عنها. ويترافق العلاج الطبي عادةً بالعلاج الوقائي للحفاظ على صحة اللثة والوقاية من تكرر النزيف وعودةً الالتهاب مرةً أخرى.
في حالات التهاب اللثة وعند الإصابة بمرض التهاب دواعم السن فإن ترميم الأسنان وعلاج المرض هو السبيل إلى توقف نزيف اللثة. يتم تنظيف التسوسات عند وجودها وحشو الأسنان وتقديم المعالجات اللازمة للأسنان وإعادة اللثة إلى حالتها الطبيعية. يجب أن يتوقف نزيف اللثة بعد علاج التهاب دواعم السن وشفاء الحالة بشكل كامل، وتدل عودة النزيف أو استمراره على عدم الشفاء بشكل تام.
إن تراكم التكلسات على اللثة والأسنان من أهم وأشيع أسباب نزيف اللثة، إذ يسبب جير الأسنان الضغط على اللثة وتراكم البكتيريا عليها والتي يمكن أن تسبب الالتهابات والتورم والاحتقان في اللثة والذي يسبب النزيف بدوره. إن تنظيف الأسنان وإزالة التكلسات عن اللثة ومناطق اتصال اللثة مع الأسنان يمكن أن يريح اللثة ويقلل التورم والالتهاب ويوقف نزيف اللثة بشكل كامل.
لا يكتمل علاج نزيف اللثة دون اتباع تدابير وقائية للحفاظ على صحة اللثة والأسنان وتجنب الإصابة بنزيف اللثة مرة أخرى، تتضمن أبرز الإجراءات المتبعة للوقاية من نزيف اللثة كلًّا مما يأتي:
يمكن بالمحافظة على نظافة الفم والاعتناء بصحة الأسنان واللثة عن طريق تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين في اليوم على الأقل وبعد وجبات الطعام وبرفق دون القسوة على اللثة وباستخدام فرشاة أسنان متوسطة النعومة أو ناعمة الوقاية من حدوث النزيف في اللثة. كما يجب تنظيف الأسنان بالخيط لإزالة بقايا الطعام من بين الأسنان مرة في اليوم على الأقل.
التدخين من أكثر العوامل التي تلحق الأذى باللثة والأسنان، إذ يسبب التدخين أذية نسيج اللثة ويؤخر الشفاء ويجعل النزيف من اللثة سهلًا ويؤهب للإصابة بالتهاب اللثة وتسوس الأسنان والتهاب دواعم الأسنان، لذلك يجب التوقف عن التدخين بشكل كلي للحفاظ على صحة اللثة والأسنان والوقاية من نزيف اللثة.
ينصح بتناول الأغذية والأطعمة الغنية بفيتامين ج وفيتامين ك للحفاظ على صحة اللثة من الإصابة بالأمراض وللحفاظ على وظيفة تخثر الدم طبيعية وعدم ظهور نزيف اللثة بسبب نقص الفيتامينات.
تسبب السكريات تسوسات الأسنان وتجعل بيئة الفم حامضيّة وتدعم نمو البتكيريا في الفم، كما أن الكميات المرتفعة من الكربوهيدرات تساهم في الإصابة بداء السكري، وبذلك فإن السكريات تسبب التهاب اللثة والنزيف منها أو قد تسبب داء السكري والذي بدوره قد يسبب نزيف اللثة نتيجة لارتفاع مستويات سكر الدم وضعف المناعة.
يفيد الشاي الأخضر في تحسين صحة جهاز المناعة والوقاية من العديد من الأمراض والحماية من نقص الفيتامينات ومن أمراض الدم ونقص الصفيحات كذلك، وبالتالي فهو ذو فعالية في الوقاية من مجموعة متنوعة من الأمراض التي تسبب نزيف اللثة ويمكن من خلاله الوقاية من نزيف اللثة والحفاظ على صحة الفم.
يمثل الماء والملح مطهرًّا طبيعيًّا للفم إذ يساعد في غسل وإزالة البكتيريا عن اللثة والأسنان ويفيد في التخلص من البلاك ومنع تراكم جير الأسنان وبقايا الطعام ويعدل بيئة الفم الحامضية ما يمنع تراكم وتكاثر البكتيريا في الفم وهي التي تتسبب بالتهاب وتورم اللثة ونزيف اللثة.
تقدم علاجك الطبية في عياداتنا المتواجدة في مختلف أنحاء تركيا جميع خدمات ترميم الأسنان وإصلاح التسوس وحشو النخور السنية وتقديم العلاج المناسب لحالة التهاب دواعم السن والتهاب اللثة وكذلك نقدم معالجات اللثة وتنظيف الأسنان وإزالة التكلسات عن الأسنان. يتم تقديم هذه المعالجات إلى عملائنا على أيدي أطباء الأسنان الأمهر والأكثر خبرةً في البلاد وبمساعدة الأجهزة والأدوات الطبية الأحدث والأقوى. كما نلتزم بمعايير التعقيم والنظافة للحفاظ على صحتكم من التعرض للعدوى في عياداتنا وللحرص على خروجكم من مراكزنا مع أفضل النتائج العلاجية.
الوسوم
خدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة