الاضطراب ثنائي القطب عبارة عن حالة صحية يترتب عليها تقلبات مفرطة في المزاج وتشمل أعراضا عاطفية متناقضة من الهوس إلى الاكتئاب. تعرف بالتفصيل على أنواع، أعراض، أسباب وعلاج هذا النوع من الاضطرابات النفسية من خلال المقال التالي.
اضطراب ثنائي القطب هو اضطراب نفسي يؤدي إلى حدوث تغيرات شديدة في المزاج تتأرجح ما بين الاكتئاب الشديد تارةً والابتهاج الشديد والهوس تارة أخرى. خلال نوبة الاكتئاب تظهر أعراض كالحزن واليأس وعدم الرغبة بأداء الأنشطة التي كانت ممتعة ومرغوبة من قبل. بينما في نوبة الهوس فقد تظهر أعراض كالفرح الشديد والنشاط والاهتياج غير الطبيعي، تؤثر تغيرات المزاج الحادة هذه على نظام النوم والنشاط والإنتاجية والقدرة على التفكير السليم واتخاذ القرارات وعلى السلوك كذلك. قد تحدث نوبات تغير المزاج مرة أو عدة مرات في السنة، وقد تترافق نوبات مع أعراض واضحة بينما قد لا تترافق أخرى مع أي أعراض. اضطراب ثنائي القطب مرض يستمر مدى الحياة، إلا أن أعراضه قابلة للتدبير، حيث يمكن علاج اضطراب ثنائي القطب من خلال الأدوية والعلاج النفسي.
يسمى اضطراب ثنائي القطب في اللغة الإنجليزية باسم Bipolar Disorder، وكان يدعى سابقًا باسم Manic Depression.
اضطراب ثنائي القطب ليس بالمرض النادر، حيث تبلغ نسبة انتشار اضطراب ثنائي القطب في الولايات المتحدة 2.5% أي ما يقارب 5 ملايين حالة.
تتضمن أنواع اضطراب ثنائي القطب 3 أنواع رئيسية وهي:
اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول هو الحالة التي تسيطر فيها النوبات الهوسية وتكون الأكثر ظهورًا. إذ يعرف اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول بأنه النوع الذي تظهر فيه على الأقل نوبة هوسية واحدة، كما قد تظهر قبل النوبة الهوسية أو بعدها نوبة هوس خفيف، والتي هي نوبة تشبه النوبة الهوسية ولكن بشدة وأعراض أقل، أو نوبة اكتئاب حاد. يصاب كلا الجنسين بهذا النوع من اضطراب ثنائي القطب بشكل متساوٍ.
تسيطر نوبات الاكتئاب الحاد على مظاهر المرض في اضطراب ثنائي القطب النوع الثاني. في حالة النوع الثاني من اضطراب ثنائي القطب، يمر المريض بنوبة واحدة من الاكتئاب الحاد تستمر لمدة أسبوعين على الأقل. إضافة إلى نوبة واحدة على الأقل من نوبات الهوس الخفيف التي تستمر أربعة أيام تقريبا. وهذا النوع من اضطراب ثنائي القطب أكثر شيوعًا عند النساء.
يعاني الأشخاص المصابون باضطراب دورية المزاج من نوبات متنوعة ما بين الهوس الخفيف والاكتئاب. في هذه الحالة تكون أعراض النوبات أقل شدة من الهوس والاكتئاب الحاد الناجمين عن اضطراب ثنائي القطب النوع الأول والثاني، كما تدوم الأعراض لفترات أقصر في اضطراب دورية المزاج. معظم المصابون باضطراب دورية المزاج لا يعانون من أعراض تغيرات المزاج إلا لشهر أو شهرين في كل نوبة.
يعاني بعض المصابين باضطراب ثنائي القطب من أعراض تشبه أعراض واحد من الأنواع الثلاثة الأخرى، لكنها لا تتوافق معها بشكل تام، في هذه الحالة فقد يكون الشخص مصابًا بأنواع أخرى أقل شيوعًا وأقل تميزًا من اضطراب ثنائي القطب، والتي تتضمن:
تقسم أعراض اضطراب ثنائي القطب إلى مرحلتين، هما مرحلة الهوس والهوس الخفيف والأخرى هي مرحلة الاكتئاب الحاد. يمكن أن تختلف الأعراض وتتباين من شخص إلى آخر ومن وقت إلى آخر كذلك. تتضمن أعراض اضطراب ثنائي القطب:
على الرغم من أن الهوس Mania والهوس الخفيف Hypomania نوعان منفصلان من النوبات، إلا أن لهما الأعراض نفسها. ما يختلف بين الهوس والهوس الخفيف هو شدة هذه الأعراض ومدة استمرارها، حيث تكون في أشد صورها في حالة نوبات الهوس، بينما تكون أخف وأقصر مدة في الهوس الخفيف. يسبب الهوس مشاكل أكثر وضوحًا في العمل والمدرسة والأنشطة الاجتماعية فضلًا عن مشاكل العلاقات الأخرى. وقد يؤدي الهوس إلى حالة من الذهان والانفصال عن الواقع والتي قد تحتاج إلى العلاج في المستشفى.
تكون الأعراض في نوبة الاكتئاب الحاد شديدة بما يكفي لتسبب مصاعب جمّة في الأنشطة اليومية مثل الدراسة أو العمل أو الأنشطة الاجتماعية، وتؤثر كذلك على القدرة على أداء أبسط المهام اليومية. تتضمن نوبة الاكتئاب خمسة أو أكثر من الأعراض التالية:
قد تتضمن علامات وأعراض الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول والثاني علامات وأعراض أخرى، يتضمن ذلك القلق والتوتر أو الكآبة والذهان وغيرها. قد يشمل تواقت الأعراض معالم تشخيصية واضحة مثل اختلاط هذه الأعراض أو تناوبها. إضافة إلى ذلك فقد تحدث أعراض اضطراب ثنائي القطب خلال فترة الحمل وقد تتغير مع مواسم السنة المختلفة بما يشبه الاكتئاب الموسمي.
قد يصعب تمييز أعراض اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال والمراهقين، فقد تكون هذه العلامات تقلبات طبيعية أو ناتجة عن الالتوتر أو التعرض لصدمة أو علامات على وجود مشكلة أخرى تتعلق بالصحة النفسية للطفل أو المراهق غير اضطراب ثناي القطب.
يعاني كل من الأطفال والمراهقين من نوبات الهوس والهوس الخفيف والاكتئاب الحاد، لكن نمط هذه النوبات مختلف عن تلك التي تصيب البالغين، وقد تتغير الحالة المزاجية بسرعة خلال النوبات وقد يمر بعض الأطفال بفترات لا تظهر فيها أعراض تغيرات المزاج بين النوبات. قد تكون أعراض اضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال والمراهقين عبارة عن تقلبات مزاجية حادة تختلف عن تقلبات مزاجهم المعتادة.
إن السبب الدقيق وراء اضطراب ثنائي القطب غير معروف، لكنه يمكن أن ينتج عن تأثير عدد من العوامل، والتي تتضمن:
تتضمن العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة باضطراب ثنائي القطب أو تحفيز حدوث النوبة الأولى كلًّا من:
إذا ما أهمل اضطراب ثنائي القطب وترك دون علاج فقد يؤدي إلى آثار سلبية ومشاكل تؤثر على جميع مناحي الحياة عند المريض، بما في ذلك:
لتشخيص اضطراب ثنائي القطب يتم اتباع المعايير المعروفة لتشخيص الأمراض النفسية الأخرى، والتي تتضمن الفحص البدني والاستشارة النفسية واستعمال الاختبارات الخاصة باضطراب ثنائي القطب.
تتضمن طرق التشخيص لدى البالغين:
تستخدم لدى الأطفال نفس المعايير التي تستخدم لدى البالغين في تشخيص اضطراب ثنائي القطب، لكن على الرغم من ذلك فإن الأعراض عند الأطفال لا تتبع نهج أعراض البالغين نفسه ولا تشابه الأنواع الثلاثة لاضطراب ثنائي القطب. قد يشخص اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال خطأً على أنه اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه ADHD أو اضطراب نفسي أو سلوكي آخر، لذا يحتاج التشخيص إلى خبرة طبيب متمرس في التعامل مع اضطراب ثنائي القطب.
يمكن علاج اضطراب ثنائي القطب بنفس الأسلوب الذي يعالج فيه أي من الاضطرابات النفسية الأخرى، والذي يتضمن العلاج الدوائي والعلاج النفسي والطرق الأخرى التي تساعد في تحسين الأعراض وزيادة فعالية العلاج.
تتضمن الأدوية التي يتم استخدامها لعلاج اضطراب ثنائي القطب:
تتضمن طرق العلاج النفسي التي يمكن اتباعها لعلاج اضطراب ثنائي القطب عدة أشكال، أهمها هو العلاج السلوكي المعرفي، إضافة إلى العلاج البين شخص والإيقاع الاجتماعي وكذلك التربية النفسية. تركز هذه المعالجات على تحفيز الالتزام بنظام يومي مستقر وتحديد روتين ثابت بما يساعد في ضبط تغيرات المزاج، إضافة إلى التعرف على السلوكيات والأفكار الخاطئة ومحاولة التخلص منها واستبداله بأنماط صحية من الفكر والسلوك. يركز العلاج النفسي أيضًا على دور العائلة والوسط المحيط في تقديم الدعم والمساعدة في رحلة العلاج.
يمكن استخدام خيارات أخرى في العلاج مثل العلاج بالصدمات الكهربائية، حيث يتمر تمرير تيارات كهربائية خفيفة عبر الدماغ تؤدي إلى حدوث تغيرات في طريقة انتقال الإشارات الكيميائية والعصبية داخل الدماغ، ما يؤدي إلى جعل العلاج أكثر فاعلية.
يتم تحديد طريقة العلاج عند الأطفال بناء على نوع الأعراض في كل حالة على حدى، حيث أن شكل المرض عند الأطفال غير وصفي للأنواع المعروفة للمرض. ويتخذ العلاج بشكل عام الإطار نفسه الذي يستخدم للعلاج لدى البالغين، والذي يتمضن الأدوية النفسية بأنواعها المختلفة، إضافة إلى العلاج النفسي والتربية النفسية مع الحرص على تقديم الدعم من قبل العائلة والوسط الاجتماعي بما يصب في صالح الخطة العلاجية ويزيد من فعاليتها.
لا يسبب اضطراب ثنائي القطب عادةً تغييرات في معدل الذكاء ولا يؤثر على المهارات العقلية كذلك، ولا تضطرب الوظائف الفكرية والقدرة على اتخاذ القرارات عادةً إلا في أوقات النوبات. مع ذلك فإن طول فترات النوبات أو كثرة حدوثها يمكن أن تؤثر سلبًا على المعارف والمهارات الفكرية بسبب تعطيل المريض عن متابعة تقدمه وإشغاله عن مهامه اليومية والدراسية كذلك.
لا تمنع الإصابة باضطراب ثنائي القطب المريض من العمل في الأيام العادية، لكن العمل قد يكون صعبًا في أوقات النوبات. حيث يعجز المريض عن أداء أي نشاط مهما كان بسيطًا في نوبات الاكتئاب الحاد، بينما لا يستطيع أن يكبح نفسه بما يكفي للعمل في نوبات الهوس.
قد يشكل الزواج من مريض مصاب باضطراب ثنائي القطب تحديًّا كبيرًا، حيث أن اضطراب ثنائي القطب يؤثر بشكل كبير على العلاقات العاطفية وكذلك الاجتماعية والعائلية للمريض، ولذلك فإن التفهم والدعم مطلوب بشكل كبير من الزوج في هذه الحالة للحفاظ على استمرار العلاقة واستقرارها.
لا توجد طريقة مضمونة الفعالية في الوقاية من اضطراب ثنائي القطب، لكن الحصول على العلاج الملائم عند ظهور أولى العلامات للاضطراب النفسي مفيد في الوقاية من تطور الحالة إلى اضطراب ثنائي القطب وأمراض الصحة العقلية الأخرى. إذا كنت مصابًا باضطراب ثنائي القطب فقد تساعد بعض الطرق في الوقاية من تحول الأعراض البسيطة إلى نوبات شديد من الهوس أو الاكتئاب، وتتضمن طرق الوقاية:
تحرير: علاجك الطبية©
خدمات العلاج
في افضل المراكز الطبية
اتصل بنا
يرجى ملىء النموذج أدناه مع وصف حالتك الصحية
إن بياناتكم الشخصية تخضع لعملية معالجة كما هون مبين في نص البيان العام وإن قيامكم بالمتابعة يعني موافقتكم بالرضا الصريح على عملية المعالجة