التهاب الشفة الزاوي: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج
يصيب التهاب الشفة الزاوي زوايا الفم حيث تلتقي الشفتين العلوية والسفلية، وهو من الأمراض الجلدية الشائعة بشكل كبير، وتؤدي إلى حدوث تقرحات مؤلمة متعددة لدى المريض في منطقة زاوية الفم.
ومن الممكن أن تلتبس هذه التشققات والتقرحات مع القرحات الباردة، وهي إصابة فيروسية معدية على عكس التهاب الشفة الزاوي الذي لا ينتقل بالعدوى. وتزول هذه الحالة عادةً مع العناية بالجلد بشكل مستمر من خلال المراهم والكريمات، إضافة إلى تعديل النظام الغذائي.
في هذه المقالة سوف نفصل في أسباب التهاب الشفاه الزاوي ودلالات حدوثه، تابع القراءة معنا للتعرف إلى كيفية تشخيص وعلاج هذه المشكلة.
ما هو التهاب الشفة الزاوي؟
التهاب الشفة الزاوي أو التهاب زاوية الفم هو مشكلة التهابية تصيب جلد الوجه والشفتين، وبشكل خاص زاوية الفم، وتؤثر هذه الحالة على إحدى أو كلتا زاويتي الفم وتسبب ظهور تشققات وتقرحات مؤلمة ومتهيجة فيها. وعلى الرغم من أنها حالة مؤلمة لكن هذا الالتهاب لا يشكل تهديدًا في معظم الحالات.
قد يلتبس التهاب الشفة الزاوي مع القرحات الباردة التي تنتج عن عدوى بفيروس الهربس البسيط وهي معدية، أما التهاب الشفة الزاوية فهو ليس معديًا.
ينزع التهاب الشفاه الزاوي لإصابة المرضى على طرفي العمر، أي المتقدمين في السن والأطفال، لكنه يمكن أن يصيب أي عمر عند توفر عوامل مؤهبة. وقد يؤهب لحدوثها ارتداء أطقم الأسنان أو وجود ترهلات جلدية تؤدي إلى جفاف زوايا الفم عند كبار السن.
تعتبر المصاصات والعادات السيئة مثل مص الأصابع عوامل مؤهبة لدى الأطفال. قد تسبب عدة عوامل أخرى حدوث التهاب زوايا الفم، بعض هذه العوامل موضعية تعالج بالعناية بالبشرة بشكل مناسب، بينما يكون بعضها الآخر ناتجًا عن أسباب مرضية كامنة تحتاج إلى علاج.
ما هي أسباب التهاب الشفة الزاوي؟
السبب الرئيسي في حدوث التهاب الشفة الزاوي هو تجمع اللعاب عند زوايا الفم ومن ثم جفافه في هذه المنطقة، ويؤدي بالتالي إلى جفاف الجلد الذي يسبب لاحقًا التشقق والالتهاب، كما يحتوي اللعاب على أنزيمات هاضمة تسبب التشقق والالتهاب في الجلد عند زاويتي الفم.
قد تتعرض التشققات إلى العدوى بالبكتيريا والفطريات لاحقًا، ما يؤدي إلى تفاقم الالتهاب وظهور أعراض العدوى إضافة إليه. وتشمل الأسباب والعوامل التي قد تسبب جفاف وتشقق زاويتي الفم كلًا من:
- التهاب الجلد التأتبي أو الإكزيما.
- أطقم الأسنان غير الملائمة للفم بشكل كامل.
- سيلان اللعاب أثناء النوم.
- الالتهابات الفطرية والخمائرية في الفم مثل عدوى السلاق.
- سوء اصطفاف وإطباق الأسنان.
- التحسس الجلدي.
- مص الأصابع أو المصاصات عند الأطفال.
- لبس أقنعة الوجه أو الكمامات.
- الترهل في الجلد حول الفم عند كبار السن.
في بعض الحالات قد يحدث التهاب الشفة الزاوي بسبب أمراض جهازية كامنة، وبشكل خاص نقص المغذيات الدقيقة مثل نقص الحديد ونقص فيتامين ب 12 وحمض الفوليك.
ما هي أعراض التهاب الشفة الزاوي؟
تظهر أعراض التهابا لشفة الزاوي بشكل خاص في زاويتي الفم، قد تكون الحالة مؤلمة وقد تتباين الأعراض من الخفيفة إلى المتوسطة والشديدة، ومن احمرار خفيف في زاويتي الفم إلى تقرحات مفتوحة نازفة. وبشكل عام فإن أعراض التهاب الشفة الزاوي تتضمن كلًا من:
- النزيف.
- الاحمرار في زاوية الفم.
- الوذمة والتورم حول زاوية الفم.
- التشققات الجلدية.
- البثور والتقرحات.
- تشكل قشور سميكة حول زاوية الفم.
- الحكة.
- الألم.
قد تشمل الأعراض الأخرى الأقل وضوحًا لالتهاب زوايا الفم كلًا من:
- العدوى الفطرية في الفم (عدوى السلاق والطلاوة البيضاء).
- طفح جلدي من فئة الإكزيما في القسم السفلي للوجه.
- احمرار في سقف الفم والحنك (لدى المرضى مستخدمي أطقم الأسنان).
- تجمع اللعاب عند زاويتي الفم.
- تشققات عميقة في زوايا الفم.
متى يجب استشارة الطبيب؟
التهاب الشفة الزاوي من الحالات التي تعالج من خلال العناية بالبشرة والجلد بشكل صحيح وكافي، إلا أن زيارة الطبيب وطلب المساعدة الطبية ضرورية في بعض الحالات، والتي تشمل:
- استمرار الأعراض: إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوعين دون تحسن أو إذا تفاقمت الأعراض وازدادت شدتها أو ظهرت أعراض جديدة.
- حدوث العدوى: عند تعرض المنطقة للعدوى البكتيرية وظهور أعراض مثل الحمى والقيح والتورم الشديد فمن الضروري استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.
- الألم الشديد: تستدعي حالات الألم الشديد المؤثر على قدرات المريض مثل الأكل والكلام زيارة الطبيب.
- تكرار الحالة: قد يدل تكرار هذه المشكلة عدة مرات على وجود سبب كامن يستدعي التقييم والفحص لتحديد السبب، قد يكون فقر الدم أو نقص الفيتامينات سببًا لهذه الحالة وهي مشاكل تستدعي العلاج.
- ظهور أعراض جديدة: يدل على تطور العدوى أو زيادة عمق التشققات.
- التأثير السلبي على الحياة: نتيجة الألم أو الناحية الجمالية أو صعوبة تناول الطعام أو الحديث.
عوامل الخطر
عوامل الخطر هي مجموعة الحالات التي تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب زاوية الفم، وتتضمن أبرز عوامل الخطورة كلًا من:
- أطقم الأسنان غير المتلائمة مع الفم بشكل جيد.
- سوء إطباق الأسنان (تقدم أو تراجع الفك السفلي بالنسبة للفك العلوي، وحالات العضة المفتوحة).
- نقصان كمية كبيرة من الوزن خلال فترة قصيرة.
- لعق الشفاه المتكرر.
- التدخين.
- نقص واحد أو أكثر من المغذيات الدقيقة مثل الحديد أو مجموعة فيتامينات ب.
- الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية.
- استخدام مستحضرات طبية تحتوي على الريتينويد مثل الكريمات والمراهم.
- ضعف الجهاز المناعي والإصابة بمرض الإيدز.
- العمر أكبر من 75 سنة (عامل الخطر في هذه الحالة هو التجاعيد).
- جفاف الفم.
- الإصابة بالأمراض الالتهابية وأمراض المناعية الذاتية مثل متلازمة شوغرن.
- الأمراض المزمنة مثل مرض السكري وأمراض الأمعاء الالتهابية (مرض كرون والتهاب القولون التقرحي).
- متلازمة داون، والتي تترافق مع جفاف الفم وترهل جلد الوجه حول الفم.
- التوتر العصبي والضغط النفسي.
كيف يتم تشخيص التهاب الشفاه الزاوي؟
يمكن تشخيص التهاب الشفاه الزاوي لدى الطبيب العام أو أخصائي الأمراض الجلدية، سيعمل الطبيب على:
- تقييم الأعراض وتحديد درجة شدتها.
- إجراء الفحص البدني حيث يبحث عن وجود مشاكل جلدية أو تهيج جلدي في أماكن أخرى من الجسم.
- مراجعة التاريخ الصحي للمريض والسؤال عن أي أعراض أو مشاكل أخرى لا تتعلق بزاوية الفم، إضافة إلى طلب معلومات عن نمط الحياة والتغذية والأدوية التي يتناولها المريض وكذلك التاريخ الصحي للعائلة.
قد يحتاج الطبيب لبعض الاختبارات الإضافية من أجل التشخيص، والتي قد تتضمن:
- إجراس مسحة من المنطقة المصابة بهدف دراسة العدوى البكتيرية والفطرية من خلالها.
- التحاليل المخبرية على عينة دموية للبحث عن نقص الفيتامينات أو نقص الحديد، يتم قياس خضاب الدم ومستويات مخازن الحديد في الجسم وعدد من المؤشرات الأخرى المتعلقة بكمية الحديد.
في حالات الالتهاب المتكرر لزوايا الفم سوف يعمل الطبيب على إجراء تقييم موسع أكثر لتحديد سبب المشكلة الرئيسي وتوجيه العلاج إليه.
ما هو علاج التهاب الشفة الزاوي؟
إن العامل الأهم في تحديد طريقة علاج التهاب الشفاه الزاوي هو السبب الرئيسي للحالة.
إذا كان سبب الإصابة بالالتهاب هو نقص الحديد أو فيتامينات ب فمن المرجح أن يتم العلاج من خلال المكملات الغذائية للمغذيات المعرضة للنقص أو من خلال إصلاح النظام الغذائي. ينصح بتناول المزيد من اللحوم وكبد الدجاج لتعويض كل من الحديد وفيتامين ب 12.
عندما يحدث الالتهاب في زوايا الفم نتيجة للعدوى بالخمائر أو الفطريات فإن العلاج سيعتمد على الأدوية المضادة للفطريات، مثل أدوية ميكونازول وفلوكونازول ونيستاتين وتيربينافين.
عندما تكون العدوى البكتيرية هي سبب الالتهاب فإن المضادات الحيوية هي العلاج المختار، وتشمل الأدوية التي يمكن استخدامها حمض الفوسيديك أو موبيروسين، وتوصف على شكل مراهم عادةً.
قد تشمل الخيارات العلاجية الأخرى كذلك:
- المطهرات الموضعية للحفاظ على نظافة التقرحات وحمايتها من العدوى.
- مراهم الستيرويد الموضعية.
- حقن الفيلر لتقليل الثنيات عند زوايا الفم في حالة وجود ترهلات شديدة.
إذا كان جفاف الفم هو المسبب لالتهاب زوايا الفم، فمن الممكن تقليل جفاف الفم من خلال عدة طرائق، وهي:
- مضغ علكة خالية من السكر.
- تناول السكاكر القابلة للمص.
- استخدام مرطب للهواء في المنزل.
- شرب كمية كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الفم.
قد يكون من الضروري علاج مشاكل الأسنان مثل سوء إطباق الأسنان أو سوء تصميم أطقم الأسنان إذا كانت هذه المشاكل هي سبب التهاب زاويتي الفم، يتم العلاج من خلال تقويم الأسنان أو تصميم تعويضات الأسنان بطريقة أفضل.
كيف يمكن الوقاية من التهاب الشفاه الزاوي؟
توجد عدة خطوات يمكن القيام بها للوقاية من التهاب الشفاه الزاوي، والتي تشمل:
- تجنب التماس مع محرضات الحساسية والمواد المهيجة للبشرة والجلد.
- الالتزام بنظام غذائي صحي غني بكمية كافية من مصادر الغذاء الحيوانية، مثل البيض واللحم الأحمر وكبد الدجاج.
- شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجلد وكذلك لتجنب جفاف الفم.
- الحفاظ على ترطيب الشفتين من خلال استخدام مرطب صحي ومناسب.
- تجنب التدخين ومنتجات التبغ.
- تجنب لعق الشفاه، إذ يحتوي اللعاب على مواد تسبب تشقق الشفتين.
- الحرص على عدم استخدام مستحضرات التجميل منتهية الصلاحية أو رديئة الجودة.
- ممارسة عادات نظافة مناسبة للفم والأسنان من خلال تنظيف الأسنان واستخدام غسولات فموية مطهرة، وعلاج مشاكل سوء إطباق الأسنان والحرص على تصميم تعويضات الأسنان بشكل ملائم.
- الالتزام بروتين صحي للعناية بالبشرة من خلال استخدام مواد طبية ذات جودة عالية تحافظ على رطوبة البشرة.
